الجمعة، 20 مارس 2020

لقمة تطرد نقمه


مساء محمل برائحة السعادة لكم جميعاً
مساء الياسمين الأبيض لقلوبكم النقية
أتمنى من الله عزوجل أن يكون الجميع بخير
وأسال الله العافية والصحة وراحة البال لكم
أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
موضوعي اليوم بعنوان (لقمة تطرد نقمه)

قالت لقد تعبت كثيراً بعد مشاق يوم كامل ، وما أصعب هذا اليوم لقد كان حافل بالكثير من الصعوبات والعثرات التي واجهتها بمشواري ودراستي الجامعية ولم يكتفي هذا اليوم بتلك المشاق بل عدت لمنزلي أحمل أثقالاً على كتفي فهنا بالمنزل توجد المتاعب الآخرى والأعمال المنزلية المتعبة ، بالإضافة إلى متابعة دروس الأطفال والجري ورائهم من هنا وهناك .


وما أن حان الليل وخيم سواده القاتم ، الذي كلما رأيته أصابني الرعب والخوف لما يحمل من سواد غريب ، كما الكحل الذي ترسم به العيون ، رددت بيني وبين نفسي لقد حان الوقت لأن أخذ قسطاً من الراحة وأخلد إلى النوم ، وما أن وضعت رأسي حتى غرقت بالنوم ولم أشعر بشيء في حينها بسبب الجهد الذي بذلته، وما هى إلا لحظات وبات صوتي يرج بأركان المنزل وكأن مصيبة وقعت على رأسي ، نعم كارثة أفزعتني من نومي وجعلت جسدي يرتعش ولم أتمالك نفسي ، فضربات قلبي إزدات سرعة بسبب الخوف المرعب وما رأيته بنومي.


كابوس .. نعم كابوس أفزعني وتملك مني ، بت ألتقط أنفاسي بصعوبة شديدة جداً ، لقد شعرت بأن شيئاً أخذ روحي ، لقد رأيت بنومي أفعى ضخمة جداً ، سوادها كسواد الليل الكاحل ، وطولها أمتاراً قد لا يوصف ، أنفاسها شعرتها متقاربة وتأن كما الطنين بداخل أذني ، تظهر أنيابها السامة بين الفنيه والآخرى ، لقد رأيتها تجري بسرعة البرق ، والسم يخرج من أنيابها ، وهى تجري وراء أحد أقاربي وكأنها تريد أن تفترسه بحدتها اللاذعه ، وهو يهرب منها بسرعة كبيرة مع إصراره على كتمان أنفاسه فيحاول أن يختبئ  منها بأحد أركان المكان ، لكنها قد نالت منه ولذعته بأنيابها السامة والقاتلة ، فقد لدغته وقتلته علي الفور .

هذا الكابوس لقد أخافني وأفزعني كثيراً ، بقيت الليل بأكمله جالسة بمكاني ، ألتقط أنفاسي ، وأتلفت يميناً ويساراً وبكل ركن من أركان البيت ، بهذا اليوم لم أنم ثانياً فقد قضيت الليل وأنا أفكر بهذا الكابوس المؤلم وماذا سأفعل ، حتى أشرقت شمس الصباح ، وزقزقت العصافير بصوتها الجميل ، فقررت حينها بأن أتجه إلى منزل هذا هذا الرجل الذي رأيته بحلمي وأخبرته عن هذا الكابوس الذي رأيته وتلك الأفعى ، وعبرت له عن مخاوفي الشديدة تجاهه وطلبت منه أن ينتبه لما يدور حوله، ويأخذ حذره .



فقال الرجل وعلامات وجهه بات عليها القلق والخوف : حسناً لا تقلقي أختي لعل القادم خيراً بإذن الله ، وبلحظتها نذر الرجل على نفسه أن يذبح كبشين كبيرين من الضأن نذراً لوجه الله تعالى عسى أن ينقذه ويكتب له السلامة من هذا الكابوس المفزع الذي رأيته بمنامي، وبعدها تركته وغادرت لمنزلي وأنا قلقة جداً وأيضاً أتمنى بأن ينفذ هذا الرجل نذره الذي نذره .

وبالفعل في مساء نفس اليوم قام هذا الرجل بذبح رأسين من الضأن، ودعاء جميع أقاربه وجيرانه وقدم لهم عشاءً دسماً وإهتم بجميع المدعوين ، ووزع اللحوم على الفقراء والمساكين والمحتاجين ، وراقب الأمر بنفسه وتأكد من الجميع ناله النصيب من العشاء واللحوم ، وبتلك اللحظة هذا الرجل صاحب العزيمة والنذر لم يذق أي طعام أو لحم من الضأن التي قام بذبحها ، بسبب القلق والخوف الشديد الذي كان يساوره ويملئ على نفسه وتفكيره وكيانه ، فهو رغم ذلك كان يبتسم ويبشّ في وجوه الحاضرين حتى لا يشعر أي أحد من الحاضرين بدوامة القلق والخوف من المجهول التي كان يشعر بهما .



وبعد إنتهاء العشاء ومغادرة جميع المدعوين ، شعر هذا الرجل بالجوع الشديد يقرص بجسده  فقام وتفقد هذا الرجل أواني الطعام واللحوم ، فوجد أنه لم يتبقي من الطعام إلا ساقاً واحداً ، فقام هذا الرجل بلفها في رغيف من الخبز ورفعها نحو فمه ليأكلها ويسد هذا الجوع المرعب ، ولكنه بتلك اللحظة تذكر أن هناك إمرأة عجوز من جيرانه لم تستطع القدوم الي العشاء بسبب ضعفها وكبر سنها ، فألقى اللوم على نفسه كثيراً على نسيانه لتلك العجوز المسكينة ، وذهب لها ليقدم لها هذا الساق الذي تبقت عنده ، واعتذر لها كثيراً لأنه لم تبقي عنده شئ من اللحم غير ذلك .

فرحت وسرت المرأةُ العجوز بذلك كثيراً وأكلت اللحم ورمت عظمة الساق وبعدها حمدت الله كثيراً ، وفي ساعات الليل المتأخر جاءت حية تدب وتشم وتنفر بأنيابها على رائحة اللحم، وأخذت تأكل مما تبقي من دهون علي هذه الساق ، فدخل شنكل عظم الساق في حلقها ولم تستطع الحية التخلص منه فأخذت ترفع رأسها وتخبط العظمة على الأرض وتجر نفسها إلى الوراء وتزحف محاولة تخليص نفسها عبثاً .

وفي ساعات الصباح الباكر ومع زقزقة عصافير الصباح ، سمع أبناء هذا الرجل الذي قام بالنذر والعشاء ، حركة غير طبيعية وراء منزلهم فأسرعوا متجهين نحو آباهم وأخبروه بما سمعوا ، بتلك اللحظة خرج هذا الرجل مسرعاً وراء البيت ليفهم ما يحدث ، فهناك وجد الحية علي هذه الحال وقد التصقت عظمة الساق في فكها، وأوصلها زحفها إلى بيته ، فقتلها وحمد الله على خلاصه ونجاته منها ، وأخبر أهله بالحادثة فتحدث الناس بالقصة زمناً ، وانتشر خبرها في كلّ مكان، وهم يرددون المثل القائل : كثرة اللُّقَم تطرد النِّقَم. 



أي يا أصدقائي كثرة التصدق بالطعام تدفع عنك البلاء وتبعد عنك الهم والأحزان ، فعن أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم “إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وافشئ السلام وصلى بالليل والناس نيام”  صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي

هناك تعليق واحد:

  1. ماشاء الله بارك الله فيكي وجزاكي الله كل خير

    ردحذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...