الأربعاء، 25 مارس 2020

طب الحروب


 
 
 
أسعد الله صباحكم بكل خير
وأسال الله لكم العفو والعافية جميعاً
وأسال الله الشفاء التام لكل المرضى ومعافاتنا من هذا البلاء
أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
موضوعي اليوم بعنوان (طب الحروب)
 
أيها الإنسان تصور نفسك طبيبا وحدتث فاجعة كبرى لا يمكن السيطرة عليها ، وأمامك مصابان وسرير واحد ، فكيف تختار أيهما يبقى؟ ومن تفضل منهما أن يوضع له التنفس الإصطناعي ؟ للأسف الشديد هذا ما يحصل في إيطاليا مع الأطباء ،خرج الوضع عن السيطرة لكثرة المصابين والسؤال : كم عدد الأسرّة المجهزة للتنفس الاصطناعي لدينا ؟ ما الذي تملكه الدولة ووزارة الصحة لمواجهة وباء فيروس كورونا لا سمح الله  ؟ للأسف هذا ما قاله الأطباء : نحن أمام كارثة صحية اذا لم يلتزم المواطنين الكرام بالاجراءات الصحية وعدم الخروج من المنزل ، فرجاء من الجميع أن لا تضعوا أطباءنا في هذا الموقف الذي تخر له الجبال .
 
والحمد الله على كل حال وهذا ما يحدث اليوم : فإن حدثوك عن أمر مخيف فحدثهم عن رب لطيف ورحيم بكل العباد ، منذ أشهر ليست بالكثيرة إنتشر فيروس مجهول بأحد البلدان المشهورة ، وفي بداية الأمر إعتبر البشر أن هذا مجرد إختبار من الله عزوجل لما فعلته تلك البلاد بالمسلمين ، وهناك البعض الآخر إستهان بالأمر وأطلق الكثير الطرائف على هذا الفيروس وكأنه فيلم سينمائي مضحك .
 
وللأسف لا يعلمون بمدى الفاجعة التي تعرضون لها ، وكلها أيام وإنتشر هذا الجندي المجهول بسرعة البرق بكل أركان العالم وأصبح العالم مريضاً بهذا البلاء المجهول ، الذي انتشر كما سرعة البرق وتسبب في قتل الآلآف من البشر ولم يكتفي عند هذا الأمر ، بل للأسف الشديد هذا البلاء ليس له علاج إلا الوقاية وإلزام الأشخاص في بيوتهم تفادياً للإصابة به أكثر وإنتشار هذا الفيروس المريب ، لكن كما تعرفون دائما البشرية تأخذ هذا الأمر بالتهاون والإستهزاء وتعتبره شيء وأمر عادي لا يحتاج إلى تلك الأمور والأمنيات المشددة ، وإنتشر البشر بدون مبالاة إلى التسوق والنزهة والترفية بدون إدارك لأهمية خطورة الموقف ، ولخطورة هذا الفيروس بسرعة إنتشاره . 
 
وللأسف الشديد اليوم تقف البشرية بأكملها على حافة الهاوية ، وما يتعرض له العالم بأكمله كما الفاجعة التي لا دواء ولا علاج لها ، أصبحت البشرية اليوم تعاني من بلاء مجهول ، لا تستطيع محاربته ، هذا البلاء بسبب الجندي المجهول فيروس الكورونا ، الذي عندما نبحث عن الأمر المجهول لإنتشاره فنجد أن ما ذلك إلا نتاجا لافلاسها فعلا في عالم القيم فانحرفت عن الفطرة السليمة وحاربت ربها وسارت عكس النواميس الإلهية والسنة النبوية وبدلت نعمة الله كفراً وأحلت قومها دار البوار.
 
إمتلأت المستشفيات بالمرضي أصحاب هذا الفيروس الخطير ، وعمت أركان غرف الحجر الصحي الأشخاص ، وغطت القبور دموع الأهالي لفراق أحبابهم وذويهم بسبب هذا البلاء ، وما زالت الشوارع مرصعة بالجثث والضحايا ، وللأسف وصلناً لمرحلة عدم الإقتراب من الميت خوفاً من العدوى والإصابة بهذا البلاء ، فأصبحت الجثث بدون معين لها ، رغم أن إكرام الميت دفنه.
 
لكن ما نشاهده اليوم بشوارع العالم بأكمله يبكي الحجر والقلوب ، جثث ملقفة بالشوارع لا أحد يقترب منها ، أشخاص يصارعون الموت ويتعاركون مع هذا الجندي المجهول ، شوارع فارغة لا يوجد بها إلا روائح المطهرات والمعقمات ، مساجد خالية من المصليين والشيوخ ، أذان يطرب الأسماع والأذان بعبارات تدمي القلب وتقول الصلاة في بيوتكم ، كم يبكي القلب هذا اليوم الذي وصلناً إليه ، كل شيء أصبح باهت ومريض .
 
المستشفيات التي يعملون بها أكفأ الأطباء والممرضين والذين يحملون أعلى الشهادات بمجال الطب ، اليوم هم عاجزون عن مواجهه هذا البلاء الخطير ، الذي يهدد البشرية بأكملها ، صحيح أن هناك من طغى وتجبر وظلم ، لكن اليوم ذلك الطغيان وهذا التجبر إنهار أمام قدرة الله وعزته ، فاليوم يحاربون جندي مجهول ، لا يستطيع الإنتشار والتكاثر إلا بفعل الإنسان نفسه ، ما أصعب ذلك الإختبار وما أقساه على الإنسان نفسه ، هو وحده من يساعد في إنتشار هذا البلاء ، ورغم محاولات كثيرة وكثيرة من أجل السيطرة على هذا الفيروس إلا أن البشرية بأكملها لم تستطع السيطرة وعجزت كل الأجهزة الطبية عن معالجة هذا البلاء .
 
رغم أن هناك دول عظمى وكبرى ترى نفسها أنها الأكبر والأعظم ، لكن تلك الدول اليوم إنهارت أمام قدرة الله ، ، فلجأت إلى الإختيار بين المرضى ، رغم أن هذا إنسان وهذا إنسان ومن حقه أن يعيش ويأخذ حقه الكامل من العلاج ، لكن للأسف الشديد أصبح هناك تفرقة في العلاج بين المرضى ، وذلك بسبب إنتشار هذا الفيروس المريب بسرعة ، وبسبب إكتضاض المستشفيات بالمرضي ، وعدم كفاية الأجهز الطبية والمعدات بالمشفى لاستيعاب هذا الكم الهائل من المرضى ، ورغم ذلك وبعد محاولاتها الكثيرة التي بات بالفشل ، لم يبقى أمامها إلا التضرع إلى الله ، واللجوء إلى الدعاء للخلاص من هذا البلاء العظيم الذي هبت رياحه على أركان البشرية ، وحصدت الآلاف من البشر .
 
واليوم للأسف الشديدة إحدى الدول الكبرى تدخل في مرحلة طب الحروب ، هذا الطب الذي لجأت إليه بعض الدول وهو أن يقوم الأطباء باختيار من يعيش ومن يموت ، يا ما أصعبه من قرار على الأطباء ، أصبحوا يميزون بين الأشخاص والمرضى أصبحوا يضعون التنفس الإصطناعي على من هو أصغر سناً ونزعه من الأكبر سناً ، للأسف هذا القرار الصعيب جاء عقب انهيار النظام الصحي في ايطاليا نتيجة للتفشي السريع لفايروس كورونا ، رغم أن النظام الصحي في ايطاليا يعتبر من أفضل الأنظمة الصحية في العالم .
 
لكن للأسف الشديد وصلناً إلى تلك المرحلة ، ولذلك لجأت الكثير من المنظمات الصحية إلى نشر طرق للوقاية والعلاج من هذا البلاء ، والتوصيات الكثيرة على عدم الخروج من البيوت ، والتزام كافة المواطنين بطرق الوقاية الصحية ، حتى أن هناك الكثير من الدول لجأت إلى القوة العسكرية والضبط العسكري من أجل حماية الأشخاص ، لذلك أتمني أن يكون هناك مساعدة من قبل البشر مع الأطباء ، والتزام البيوت وإلتزام طرق الوقاية ونلجأ إلى الله للتضرع أن يكف عنا وعن الجميع هذا البلاء ، واللهم عافينا وإعفي عنا ، وإكفينا شر الأمراض يارب العالم . 
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 
eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...