الأربعاء، 4 مارس 2020

خلف أسوار المدرسة






أسعد الله أوقاتكم بكل خير ومحبة
وأسال الله القدير أن تكونوا بألف خير
زوار ومتابعي مدونة اناقة فكر (لنقرأ معاً )مساء السعادة لكم
حروفي اليوم بعنوان (خلف أسوار المدرسة)
 
خلف أسوار المدرسة
عشقتها من حديث أمي وأبي ، ومن مجيء أختي مسرعة بشنطتها الملونة بأزهى الألوان والتي تحتوي بداخلها الكراسة والأقلام والقرطاسية الجميلة ، وملابسها النظيفة ، وإبتسامتها التي تغرد بالبيت منذ دخولها مع حديثها المشوق عن ما رأته داخل أسوار المدرسة ، وما عاشته بتلك الساعات التي قضتها بهذا البيت الجميل ، والعالم الغريب المحمل بروائح العلم والقراءة والتعلم ، واالمرح واللعب.
كلما رأيتها تدخل البيت مغردة كما عصفور الكناري ، زاد عشقي لهذا البيت المجهول ، فعشقي لها أصبح في دمي منذ نعومة أظافر وشوقي لها يكبر بين الفنيه والآخرى ، وزاد شغفي لرؤيتها والتجول بين صفوف أركانها ، والإستمتاع بالجلوس تحت أشجارها الزاهية والبهية ، وشراء ما تطيب له نفسي من مقصفها ، إنها لبيت ثاني أعيش فيه وأمارس الكثير من الشقاوة والمرح واللعب والدراسة.
فأصبحت أنتظر بفارغ الصبر وصولى لسن الستة سنوات من أجل الذهاب بالباص مع أختي لهذا العالم الجميل ،وبالكاد أصبحت أتصنع الكبر من خلال صريخي المستمر للذهاب مع أختي،وعدت الأيام والسنوات بسرعة كبيرة جداً وأتى اليوم الذي انتظرته منذ طفولتي.

اليوم الأول في المدرسة  
خلف أسوار المدرسة

وبيومي الأول للدراسة استيقظت باكرة وأنا كلي نشاط وفرح ، لأنني سأذهب أخيراً لهذا البيت الجميل الذي تخيلته بخيالي كما  الجنة ، إنني أذكر جيداً بأنني كنت سعيدة جداً لأنه أصبح لي بيتان ، وسأرى الكثير والكثير من الأشياء التي أحبها ، وبالفعل عشقت مدرستي كثيراً  وأصبح لدي صديقات ، ومعلمة أحبها وأجواء مثيرة للحب والمرح واللعب ، هذا ما كنت أشعر فيه بصغري لقد عشقت مدرستي ومعلمتي ومديرتي وصديقات فهما كانوا الحضن الدافي لي وكانوا بمثابة أسرتي الثانية ، بوجودهم أشعر أنني ملكت العلم والحياة والثقافة وأحببت القراءة والتعلم كثيراً وهذا الفضل يعود إلى الله ثم معلمتي ومدرستي ، هذا ما شعرت به وأنا بمراحل العمر التعليمية فاعتبرت مدرستي هى بيتي ومعلمتي هى أمي ومربيتي الفاضلة .
أما اليوم لا أخفيكم سراً أرى أن الحال تغير كثيراً في المدارس التعليمية ، فلقد اختفى شغف بعض الطالبات لحب المدرسة والتعلم وإرتبط تفكيرهن بأمور كثيرة مرتبطة بعالم التعارف والتكنولوجيا ومواقع التواصل الإجتماعي الذي جعل الإنسان يلغي عقله وفكره ويفضل أن يجلس بالبيت أمام تلك الشاشة الصغيرة ويفضلها على الدراسة والتعلم .
لقد أصبح التعليم فقط مجرد شهادة تحصل عليها بعض الطالبات ، وبمعنى آخر أرى أنها تحصل على علم بدون أدب وتربية إلا ما رحم ربك ، لا أدري ماذا يحصل وما هو الأمر الذي تغير ولماذا أصبح مستوى التعليم متدني وعدم الإقبال عليه من قبل الجيل الجديد الذي يظهر على الساحة في تلك الأيام ، فقديماً أتذكر بأنني كلما سمعت بإسم معلمتي أرتجف خوفاً وأقدرها كثيراً مع الاحترام الشديد لها ، فهى معلمتي ومربيتي فكيف لا أخاف عندما يذكر إسمها .

لماذا تغير الحال هكذا ؟

أما اليوم للأسف الشديد أصبح لا وجود لإحترام المعلمة والمدرسة لدى فئات معينة من الطالبات ، حتى وصل الأمر من قبل بعض الطالبات إلى التطاول باللسان على المعلمة أو حتى تحريك اليدين كإشارة تدل على عدم إحترامها لمعلمتها الفاضلة ،مع عدم الإحترام لمواعيد دخول المدرسة ووقت بدء الدراسة والحصة المدرسية ، حتى نلاحظ بأن فئة من الطالبات تأتي للمدرسة فقط من أجل التسلية وتضيع الوقت ، ورغم ذلك هى لا تحمل أي أخلاق أو تربية ، وقد يمر عليها ببعض الأحيان أن تتطاول على مدرستها ومربيتها .
وهذا كله قد يعود للأهل الذين ينشغلون بحياتهم الخاصة وقد يفضلون بأن تذهب ابنتهم للمدرسة فقط من أجل الراحة منها لبعض ساعات أو حتي من أجل التخلص منها لإنشغالهم ،  وعلى الصعيد الآخر توجد توجد فئات كثيرة من الطالبات المجتهدات والمميزات وذات الخلق والتربية والتعليم لكن للأسف حقهن الإنساني والتعليمي مهضوم إلا من رحم ربي ، هذا هو ما شعرته بيومناً الحالي خلف أسوار الكثير من المدارس ، قد لا يعلم الكثير بما يجري خلف أسوار المدرسة لكن عندما نعيش مع الحدث والواقع نعرف الكواليس المجهولة والخفية التي تحصل خلف أسوار المدرسة .

وهذا ما يجعلني أتساءل لماذا أصبحت مدارسناً اليوم تعج بالكثير من المشاكل السلوكية لدى بعض الطالبات ، كما أنها أصبحت في نظر فئات معينة من الأسر والعائلات مجرد مكان لإستلام شهادة مدرسية من أجل المنظرة والتباهي بأن إبنتهم حصلت على شهادة بدرجة إمتياز رغم أنها بالأخلاق تملك درجة تحت الصفر ، والأخلاق تكاد تكون معدومة لها ، لا أدري حقيقة أين الخلل في هذا الأمر ..!!

مدارس أصبح التعليم فيها بالمجان وفيها تطاول كبير من بعض الطالبات على المعلمات والإدارة ، وسلوك غير مرغوب فيه بين بعض الطالبات ، وشرود وتهرب من الكثير من الحصص المدرسية ، وطالبات آخرى لا تعطي أي أهمية للدراسة والتعلم وكل ما يشغلها هو قضاء وقتها داخل أسوار المدرسة .

خلف أسوار المدرسة أشياء مجهولة

 وفئات آخرى تأتي للتعرض إلى صديقاتها بالعنف والسب والشتم ، ومشاكل عميقة جداً بين طالبات مراهقات ، وتنمر وعنف كبير بين المعلمة والطالبة ، وبالاتجاه الآخر أيضاً هناك بعض طالبات تأتي للدراسة لكن تحرم من حضور الحصص المدرسية من قبل المعلمة بحجة أنها طالبة غبية لا تستوعب شيئاً ويفضل أن تذهب لتنظيف المدرسة وقضاء وقتها .
فخلف أسوار المدرسة يوجود الكثير والكثير من الأشياء المجهولة التي نجهلها ولا نعرف حقيقتها ، لكن كل ما أدركه جيداً أن سلسلة تلك الأشياء المجهولة سيأتي يوم وتصبح كما البركان الذي ينفجر بكل مكان وبالكاد تؤثر أثارها وتترك علامة مبصومة بكل ركن من أركان حياتناً .
 
ورغم عشقناً للحروف الأبجدية والتعلم إلا أنه في بعض الأحيان تكون حلقة مفقودة خلف أسوار المدرسة تجعلناً نفكر بتلك الأشياء المفقودة ، مع العلم أن الكثير مناً يعلم بأن المدرسة هى البيت الثاني وهى مخرجة الأجيال الصاعدة ، لكن للأسف الشديد لا يعرف ما يجري خلف أسوار المدرسة ، وما خلف تلك الأسوار من صناديق مجهولة للجميع وبمجرد معرفتها قد نشعر كما أن كارثة وعاصفة قوية غيرت مجرى التفكير والحياة ، وزادت الحيرة وجعلت التساؤل موجود باستمرار يا ترى ماذا يحدث خلف أسوار المدرسة ..!!! وهل في الأيام القادمة سنكشف حقيقة الصناديق المجهولة والمخفية خلف أسوار المدرسة .

 


بانتظار آرائكم وتعليقاتكم 
بقلمي

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏فنجان قهوة‏‏
تحياتي

هناك تعليقان (2):

  1. هلا همس

    موضوع يمس كل عائلات

    وكشف اسرار لا يدركها الاولياء

    موضوعك يجب متابعتة بعناية من الجميع

    تحيااتى

    ردحذف
    الردود
    1. هلا أشرف
      بالفعل صدقت أشرف فهناك الكثير من الأسرار
      المختفية والتي لا يعلمها البعض
      أتمني بالموضوع تكتشف الكثير من الاسرار
      أنرت بردك الراقي والمميز
      تحياتي

      حذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...