الأحد، 8 مارس 2020

معاناة طالبة : الجزء الثالث من خلف أسوار المدرسة


مساء الخير والسعادة والمحبة لكم
مساء محمل بعطر الياسمين الأبيض لكم جميعاً
أنرتم متابعي وزوار مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )
وأتمنى من الله تكونوا بألف خير وسعادة
موضوعي اليوم بعنوان (معاناة طالبة) 
الجزء الثالث من موضوع خلف أسوار المدرسة
 

معاناة طالبة

اختناق مستمر ما بين البيت الأول (أسرتي ) وما بين البيت الثاني (مدرستي ) ، ألم يبحر بتفنن داخل سفينة ذاكرتي ليذكرني بشريط عقوباتي وإتهاماتي ، حسرة تروادني بين الحين والآخر كلما منعت من دخول صفي وحصتي ومشاركتي بالأنشطة المدرسية بحجة أنني غير مميزة ولا أستطيع تنفيذ هذا الأمر بإمتياز ، دموع تهطل كما الأمطار كلما سمعت آذاني صريخ ونفير معلمتي وهى تتهمني بالغباء والتخلف ، إنكسار يلاحقني في كل حين أشعر فيه عندما يتم إختيار من تملك فيتامين (و) لتنفذ ما تقوم به المعلمات والمدرسة من حلقات ترفيهية وتعليمية متنوعة ، هذا الإنكسار لا يريد أن يتركني ، يصاحبني حتى في لحظة تصنعي للفرحة والإبتسامة ، غدر وتوبيخ من الجميع ، قد أتعرض له من صديقاتي ومعلماتي . 

فترة رسم الحلم

حياة مملة متعبة جداً جعلتني أشعر بأنني تجاوزت عمر التسعيين ، كل ذلك يحصل وحصل معي في أهم فترة في حياتي (فترة رسم الحلم ) وهى فترة طفولتي ومرحلتي المدرسية ،ولكن رغم ذلك ، ورغم ما تعرضت له بتلك المرحلة المهمة بحياتي ، سأبقى ثابتة ومتمسكة بحلمي التعليمي ولن أقع ،حتى لو تعثرت آلاف المرات سأقف مجدداً كي أري العالم كله وليس فقط معلمتي ومدرستي وعائلتي ، سأريهم مدى قوتي ومكانتي وسأحقق ما لا يخطر على بالهم بعون الله تعالى. 
  
ورغم كل الآلام والخيبات التي قد نتعرض لها بحياتناً والتي عشناها سواء بحياتناً الخاصة أو حتى بحياتناً العائلية مع الأهل والأحباب ، لكن لا أحد يفهم ما تمر به جيداً سوى نفسك ، وأحياناً تشعر بأنك محارب من الجميع بحجة أنهم يعرفون مصلحتك ، ومع ذلك كله كنت طفلة كأي طفلة تحلم بأن يكون مستقبلها جميل ومزين بالورود والشهادات التعليمية المرفق لها شهادات التقدير والإمتيازات فهذا كان حلمي ، أن أدرس وأذهب للمدرسة وأحصل على درجات الإمتياز ، وأحقق ذاتي وكياني وأثبت شخصيتي وأكون قدوة لغيري ، لكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، لذلك قد نتعرض إلى الكثير من الإنكسارات .
 

مراحل الحياة التعليمية

في فترة مراحل حياتي التعليمية بالمدرسة تعرضت إلى الكثير والكثير من الأمور المختلفة والتي قد تكون غريبة نوعاً ما ، كنت كلما مررت من أمام المدرسة أطيل النظر إليها ، وأتمعن بمنظرها الجميل والملفت للنظر ، لدرجة أنني كنت أتمني أن تعدي عقارب الساعة بسرعة من أجل دخولها ، لكنني للأسف في حينها لم أكن أعلم ما يجري خلف أسوار المدرسة ، وما تخفي المدرسة الجميلة بباطنها المغلف بتلك الألوان الزاهية والراقية ، كنت أرى بأن المدرسة هى بيتي الثاني وهى حلم عمري وحياتي ، دخلت للمدرسة وكلي شوق ورغبة للسكن بداخلها والتعلم فيها والنهل من عبير عطرها الفواح بالتعليم والقراءة ، وفيها رأت عيني فيها ما لم تراه من قبل ، وتجدد ناظري على أمور رغم بساطتها إلا أنها كانت في غاية الأهمية .
 
قناعتي الكاملة كانت بأن المدرسة هى بيتي الثاني ، لا أخفيكم سراً مستواي التعليمي كان بدرجة  الجيد جداً ، وباستمرار كنت أسعى إلى تطوير نفسي من أجل الحصول على مستوى الإمتياز ، بداخل المدرسة تعرفت على معلماتي وصديقاتي ، ورأيت فيها الكثير ، من صديقاتي من كانت حسنة السير والسلوك ، ومغلفة بغلاف الأدب والأخلاق والمستوي التعليمي الممتاز ، لكن كما تعرفون فالفصل يحوى الكثير والكثير من نوعيات الطالبات ، المتفاوتات بدرجة الذكاء والعلم والتحصيل التعليمي وحتى بالسلوك .
 نتيجة بحث الصور عن خلف أسوار المدرسة

مفارقات طلابية بين الطالبات

في بداية الأمر كان الأمر عادياً أذهب للدراسة واللعب والمرح ، إلى أن تطور الأمر بعد ذلك فمن خلال الإمتحانات يظهر المستوي التحصيلي لكل طالبة ، وكما تعرفون بالسابق ذكرت بأن مستواي التحصيلي جيد جداً ، ومع ذلك كان لدي الشغف الكبير بحب ممارسة  الأنشطة المدرسية والصفية ، والمشاركة ببعض المسابقات والحصص التدريبية التي تجريها المعلمة في بعض الأحيان عندما يأتي لها المشرفة أو مديرة المدرسة للحضور لها .
 
ورغم شغفي وحبي الكبير لتلك الأمور إلا أنني للأسف في مرحلة حياتي المدرسية لم أحصل بيوم من الأيام على مشاركة بتلك الأمور بحجة أنه يوجد من هى مستواها أعلى ومتمكنة أكثر ، وأحياناً أحرم من المشاركة لأن المعلمة إختارت إبنه فلانة وهى بذات الوقت تكون ابنه المعلمة التي تعمل بالمدرسة ، لذلك تقوم معلمتي باختيارها كنوع من الجميل والمصلحة الخاصة لتلك المعلمة رغم أن الطالبة التي تم اختيارها لم تكن متمكنة وليس لديها الخبرة لكن لديها الخط وهو وجود أمها كمعلمة بداخل أسوار المدرسة ، وغير الكثير من الطالبات التي يحرمن من المشاركة بالكثير من الفعاليات ، للأسف إختيار الطالبات المشاركات كان معروف ومحدد فقط الأوائل ومن لها فيتامين (و) .
 

انعدام ضمير المعلمة حين أداء عملها داخل الفصل

وياليت هذا الأمر فقط فهناك أمور كثيرة فعلى سبيل المثال أرى أن المعلمة لا تعطي الحصة حقها الكامل ، في بعض الأحيان تجلس على الكرسي بحجة أنها مصدعة وتعبانة ، وتطلب من طالبة الصف الأولى بأن تقوم بشرح الدرس لنا ، رغم أنها طالبة مثلناً ولا تعرف بالدرس الجديد شيئاً فهنا أرى بأن حقناً يهضم بتوصيل المعلومة لدينا ، وإذا اعترض بلحظة من اللحظات ومددت يدي للإسئتذان من المعلمة بأنني لم أفهم تلك الفقرة وأطلب منها شرحها لي بوضوح ، فتنظر إلي بحقد وتردد بأعلى صوتها أنتي طالبة غبية ، لا أعرف كيف دخلت المدرسة فالمفروض أن تجلسي بالبيت ، وتطلب مني الجلوس بدون أن تعطي الأهمية وتشرح تلك النقطة ، رغم أنه في حالة لو أتى لها مشرف أرى بأن المدرسة تحصل بحالة من الفوضي والإرتكاب فالمعلمة تضيع حصصها (5) من أجل التحضير لحصةواحدة وهى الحصة التي يأتي المشرف فيها ويحضر ، فلماذا هذا النفاق لا أدري ولماذا بعض المعلمات لا تكون مخلصة بباقي الأيام وتشرح درسها بإخلاص مثلما تفعل عندما تعلم بزيارة المشرف لها والحضور لحصتها ، فأرى أنها تتصنع المهنة وتبدع كل الإبداع المؤقت في تلك الحصة فقط ، والمصيبة الكبرى تضيع حق الطالبات بالشرح بباقي الحصص .
 

الصعوبات التي يتعرض لها الأهل من أجل توفير الاحتياجات المدرسية لطفلتهم الطالبة

مع العلم بأنني طالبة وأتيت إلى المدرسة من أجل التعليم ، فوصولي إلى المدرسة ليس بالسهولة التي يتوقعها الجميع ، كلكم على علم بأن المدرسة تحتاج إلى الكثير من الأدوات المدرسية ، هذا غير القرطاسية والكتب والمريول والمصروف وأجرة الطريق ، وكل تلك الأمور لم تأتي من الهواء ، بل العكس فهى أتت بصعوبات ومشاق كثيرة جداً ، فوالدي يخرج من الصباح الباكر ، ويحمل الأثقال ويتحمل مشاق العمل من أجل أن يسجلني بالمدرسة ، ويوفر لي هذا المريول الذي أرتديه كل صباح ، فأنا وصلت إلى المدرسة بعد مشاق كثيرة تعب بها والدي ، ومن حق معلمتي أن تعطي الدرس بضمير وأمانة ، وليس من حقها أن تصفني بالغباء والتخلف ، فأنا أتيت للمدرسة من أجل التعليم ، وهى أيضاً أقسمت اليمين من أجل أن تعطي درسها ومهنتها بكل إتقان وأمانة وضمير ، فإذا كانت تعاني من التعب والمرض فعليها الجلوس ببيتها ، وبدون أن تتعرض لأي طالبة بالإساءة وسوء المعاملة .
 نتيجة بحث الصور عن صناديق المدرسة

الصناديق الخفية مازالت كثيرة خلف أسوار المدرسة

ولم يكتفي الصندوق الموجود خلف أسوار المدرسة بهذا الأمر فقط بل هناك الكثير والكثير من المصائب التي تخفى على الأهالي والأسر والعائلات التي تلحق أبنائهن بالمدارس من أجل التعليم ، فلا أخفيكم سراً حصل موقف غريب معي أثار استغرابي وجعلني أتسائل لماذا يحدث هذا ، وما هو الداعي لهذا كله ، في يوم من الأيام عندما كنت أخذ حصتي المدرسية ، حصل وأنا بداخل الفصل وفي وقت الشرح طلبت مني زميلتي قلم رصاص ، فناولتها قلم الرصاص بهدف المساعدة لزميلتي ، لكن للأسف حصلت المفاجأة الكبيرة فمعلمتي رأتني أتحدث إلى زميلتي وأنا أقول لها تفضلي وإذا إحتجتي شيئاً فمقلمتي أمامك ، فأشارت إلي معلمتي بإصبع الإتهام وقالت بصوت عالي إخرجي برا الفصل ، لا أريدك داخل حصتي ، ولم تعطني فرصة لشرح ما حدث ، حاولت كثيراً معها وإعتذرت والدموع تنهمر من عيوني بأنني فقط قمت بمساعدة زميلتي ، لكنها رفضت وأصرت عليا أن أخرج من الفصل وقالت أنتي طالبة مهملة وغير مؤدبة ، وبالفعل خرجت وأنا منكسرة والدموع منهمر وحرمت من حصتي الصفية بسبب معلمتي وسوء فهمها .
 

تساؤلات طالبة

وهذا ما جعلني أثير غضباً وأتساءل هل من حق معلمتي أن تطردني من حصتي وتحرمني من التعليم والدرس وما هو الجرم الذي إرتكتبه أنا من أجل معاقبتي بتلك الطريقة البشعة من بعض المعلمات..؟ ، ولماذا لا يوجد حسن معاملة بين المعلمة والطالبة ..؟ ولماذا المعلمة ترفض الإعتذار وترد بكل تشدد وتصر على طردي رغم أنني فقط قمت بمساعدة زميلتي وهذا الأمر لا يجعلها تتصرف بهذا العنف .
 
ولم تكتفي بطردي أنا فقط ، بل قامت بطرد زميلة أخرى بداخل الفصل بحجة أن مستواها التعليمي بسيط ، فقالت لها بصريح العبارة أنتي لم تفلحي وخسارة فيك التعليم ، فإخرجي لساحة المدرسة وقومي بتنظيفها وفرصة تستفيد منك المدرسة بشيء بدل سقاطتك في التعليم وفشلك في القراءة والدروس .
 
هنا سؤال للجميع بأي صفة حكمت تلك المعلمة على الطالبة بأنها لم تنجح وفاشلة بالتعليم ، ولماذا يهضم حق تلك الطالبة حتى لو كان عقلها لا يستوعب التعلم ، فهى خرجت من بيت أهلها وأسرتها للتعليم والمدرسة ، ولم تخرج لكي تعمل عاملة نظافة وتقوم بتنظيف المدرسة والساحة مع حرمانها من دخول الحصة المدرسية والمشاركة مع طالبها ، مع العلم هناك الكثير من الطالبات يتعرضنا إلى المعاناة والإضهاد بداخل أسوار المدرسة لكن يكتمن الأمر على أهاليهن خوفاً من العقوبة ، وأيضاً خوفاً من بعض المعلمات التي تتحكمن بالعلامات والدرجات وهن بقدرتهن أن يخسفن الطالبات أو يزيدهن ، فأنا من خلال تواجدي داخل أسوار المدرسة لاحظت أنه لا يوجد أمانة وإخلاص وصدق بالمعاملة من بعض المعلمات .
 
فاللأسف ما يوجد خلف أسوار المدرسة يجعل قلبك يبكي حزناً ، فما يحدث خلف أسوار المدرسة يجعلهم يبتعدون عنك فقط لأنهم لا يفهمونك ، يعتقدون أنك سيء لانهم بعيدون عنك ولا يعرفون ما تتعرض له داخل أسوار المدرسة ، وأحياناً يبتعدون ويصفونك بالإهمال لمجرد حديث من غريب يسمعونه ، لكن لو دخلوا لأسوار المدرسة أو حتى بعض المعلمات لعبن دور الأم لعرفت ما بداخل الطالبات وما يتعرضن له من طغيان وجبروت.
 
فآه من أسوار المدرسة العالية التي زينت بأجمل الرسومات ودرسناً فيها أجمل الأشعار وتعلقناً بها كثيراً بصغرناً ، وما أن خوضناً داخل أسوارها تعرضناً للكثير ، ورغم أنها بيتناً الثاني وفيها تربيناً وتعلمنا ولا ننكر جميل مدرستناً ومعلماتناً ، إلا أنناً قد نتعرض للظلم من بعض المعلمات ونكتم هذا الأمر بداخل صدروناً ولا نبوح به لأحد خوفاً من العقوبة والحرمان من الحق التعليمي .
 

في الختام

فماذا أقول بهذا هذا كله فكل يوم يمر عليناً نكتشف الكثير والكثير من الكواليس التي تجري خلف أسوار المدرسة ، أنا أعتبرها تماماً كما القنابل الموقوتة التي تنفجر بين الحين والأخر لتخرج ما بداخلها من آهات مكتومة ، وأسرار عميقة قد تخفى على الجميع ، أو قد يجهلها البعض ولا يعرف تماماً كما المياة التي تجري عكس النهر لتكمل فقط مسيرة الحياة ، ورغم ذلك قد يأتي عليها اليوم لتنهمر وتتسلسل وراء بعضها ليراها الجميع ويعرف ما يدور خلف أسوار المدرسة .
 
بانتظار آرائكم وتعليقاتكم 
بقلمي
eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏فنجان قهوة‏‏
تحياتي

هناك تعليقان (2):

  1. so good ����


    I like ur staile

    ردحذف
  2. باذكر موقف صار معي وانا بصف خامس...طلبت المعلمة منا دفتر ابو 80 ...وجبت دفتر ابو 60 . واعطتني كف نزل الدم من فكي . لحتى الان بتحسبن عليها وما بسامحها

    المعلمة بتصرفاتها بتحتوي الطالبة وبتصرفاتها بينفروا منها

    ردحذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...