الأحد، 12 أبريل 2020

ذئاب تضيء مشاعل الحرية للفريسة

 
  صباح محمل برائحة المحبة لكم
صباح السعادة والجوري لكم جميعاً
أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
أسال الله لكم السعادة وراحة البال
موضوعي اليوم بعنوان (ذئاب تضيء مشاعل الحرية للفريسة)
إبداع خيالي من صنع الخالق الرزاق ، وجمال فاق أي جمال ، وأرض كما الجنة الخضراء ، فيها ما لا رأت عين من قبل ولا سمعت أذن ، عصافيرها ملونة بألوانها الزاهية ، تغني الحرية والأمن والسلام باستمرار ، ورمالها تروى بروح الشهداء والأبطال ، ورائحتها تعطر الأجواء بمسك ليس له مثيل ، إنه مسك الشهداء وروح الأبطال  ، كلما رأتها عين تمنتها وزادت شهوتها كلما خطت خطوة بين بساتينها الخضراء ، الزاهية ، وسال لعابها يهرول من أجلها وتتمنى لو أنها ملك لها ، وتلك الأرض بقيت شامخة كما الإنثى الشامخة التي لا ينال منها إلا أصولها العريقة وسايقها بالمحبة والروح والفداء ، يطوف حولها ويتغني بجمالها وحسنها الفاتن أطياف وأطياف ،وأجناس مختلفة وكل عين منهم تحمل الحسد والتمني ، الأطماع كثرت والذئاب أصبحت تترصد ولا تنظر إلا لتلك الأرض الشامخة ، تفكر وتفكر كيف لها أن تحصد هذا الجمال وتنال منه .
  
حتى أتى ذلك اليوم العصيب وأصبحت الجنة الخضراء مليئة بالأغنام التي تنال من زهور الأرض وخيراتها ، ولها الراعي الحكيم الذي يرعاها ، ويقوم على تلبية طلباتها ، لكن تلك الأغنام لا ترضى بهذا الراعي حارساً وأميناً لها ، فثارت وثارت وعزمت على الهتاف والمسير من أجل خروف جديد ، يكون الحارس الأمين ، وبالفعل نجحت تلك الأغنام في تقسيم الوريث ، وإختارت خروف جديد يكون الحارس والراعي الأمين ، ولجأت إلى تجزأت الخير إلى خيرات كثيرة ، شرخت فيه الأرض شرخاً عظيماً لا يشفى ولا يطيب ، جعل الأعين تتفتح أكثر وتزيد من شهوة لعابها لإصطياد الفريس وجعلها تنتظر المزيد ، وتلتهب كما النار المشتعلة التي لا يطفها إلا إحتضان تلك الجنة التي أصبحت مقسمة وفيها شرخ يسهل السيطرة عليه . 
 
أما ذلك الراعي المسكين لم ييأس من هذا المصير ، وبقى شامخاً كما الأرض وغصن الزيتون ، يدافع عن قطيع الأغنام بكل جنون ،ويردد حتماً سيأتي النصير لكن بعد فوات الأوان ، وضياع الشرف العتيق ، وما زال يدافع ويدافع بكل قوته على قطيع الأغنام ، يتلقى الضربات والطعنات من القطيع ، ينظر لهم بعين المحبة ويردد أنا حارس أمين ، فأنتم حقاً ستندمون لقد شرخت الأرض وبعد زمن ستطردون منها ، فما زال الوقت مباح ، والسيطرة بأيديناً ، لكن للأسف العقول لا تفقه ، والأغنام لا تعرف إلا الأكل والشرب ، فقد سيطر عليها جنون الخروف وما سيقدمه لهم من عز وخير كثير ، فأصبح همها الوحيد بحينها هو إختيار الخروف الذي زغلل العين بالخير الوفير  .
 
 لكن الحارس الأمين لا يقدر على ترك أرضه وقطيعه ، فهو المحب والمخلص الأمين ، بقى يفكر كيف له أن يستعيد الأرض ويلم الشرخ العظيم ، فهو خائف من تلك الأعين الطامعة ، ويردد حتماً ستضيع طالما تفرقت فهى حقاً ستسرق ، وسينال منها الجميع ، وخلال تفكير عميق أتى ذلك اليوم العصيب الذي خان فيه الخروف اللئيم وهجم على الراعي المسكين ، وأصبح يفتن فيه بكل قوته وجبروته وعظمته ، ويردد أنا القوي الأمين ، أنا من له الحكم على تلك الأرض ، وقطيع الأغنام لا يفقهون فزغللت أعينهم بخير وفير ، وهم مجرد أقدام تسير ، تأكل وتشرب وترعى بدون وعي مريب .
 
فالخروف هنا حقاً له الحق أن يفتخر فقد سيطر على عقول القطيع ، من خلال المغريات الكثير ، لكن رغم ذلك يا سادة الأغنام إختارت الرحيل ، إختارت أن تكون فريسة لذئاب العالم المخيف ، إختارت أن يتذوقها كل مشتهي ولص وسارق ، وناكر للجميل ، إختارت أن تكون فريسة سهلة الحصول ، وبالفعل حصل المريب وأصبح الخروف طاعن كبير ، نكر الجميل ، وخان المعروف ، تجبر وطغى وظلم قطيع الأغنام ، فأصبح يأمر ويهين ويتجبر بقطيع الأغنام ، وحكمه قاسي والأغنام ليس لها مفر ورحيل ، ومن هنا أصبح الحصول سهلاً ، فالخروف تماسك وإتحدا وتضامن مع كل عين طامعة ، وقدم الأرض على طبق من ذهب مقابل المال الوفير ، مقابل الكرش العقيم ، والأغنام عيونها إمتلأت بالدموع ، وآناتها تأن بكل ندم وحزن عميق ، لكن للأسف فقد أصبح المستحيل مباح ، وتقسمت الأرض وبيعت الجنة الخضراء ، ونالت منها كل عين طامعة .
 
فهذا يا سادة حكم الخروف الذي بدأ خطته بالمغريات والكلام المعسول ، ورمي طعمه بكل لئم لقطيع الأغنام الذي ظنت الأغنام أنه منها وفيها ، وسيعطيها الأمن والأمان ويحقق لها كل ما ردده من مغريات ، ويجعلها ملكة وصاحبة لتلك الأرض وهذا الخير الوفير ، حقيقة وللأسف الشديد الغدر والخيانة لا تأتي إلا من قريب وصاحب وحبيب ، فهذا الخروف كان مع القطيع يأكل ويشرب وينام ويمرح معهم ، يعني كما يقولون بالعربي ماكل خبز وملح معهم . 
 
لكن أحياناً الإنسان بيخطأ في الإختيار ، وأحياناً آخري بيكون الإختيار كنوع من العقوبة للإنسان ، لحتى يفكر ألف مرة بالقرار ، الراعي شخص مسالم وكان هدفه حماية هذا القطيع ، وتوفير اله كل شي يتمناه من الخير الوفير ، لكن القطيع رفض هذا الخير والأمن وإختار الخروف اللي كان حكمة أصعب وأشد وأقسى من حكم الراعي ، ومع ذلك وقت الخروف تجبر الأغنام ندمت وقررت إنها ترجع للراعي لكن للأسف الشي ما بيفضل على حاله ، فالخروف تمكن وإستلم وسيطر وأصبح بيده القوى العظمى ، بمعنى آخر الخروف باع البلاد وإستلم ثمنها ، وقسمها وجلس على عرش الملك فقط يطيع الأوامر ، لخراف أقوى منه ، وفي حالة رفض هذا الخروف أي قرار بيكون كرته إنحرق وحان وقت حرقه .  
 
أما تلك الأغنام رجعت للراعى تحتضن بين ذراعيه ، وتطلب الأمن والأمان ، فما كان من الراعي إلا أن إحتضنها وفتح ذراعيه ليلملم الجرح الذي ينزف ، وبعد فترة عندما علم الخروف بما فعله الراعي غضب غضباً شديداً ، وفكر في طريقة من أجل إستعادة قطيع الأغنام ، وكذلك من أجل السيطرة ، وأتت اللحظة التي كان ينتظرها الخروف اللئيم عندما رأى الراعي يسوق أغنامه إلى مكانها ، وغلّق الأبواب كلّها، من أجل حمايتها ، بتلك اللحظة الخروف أعطى الإشارة الخضراء لذئاب العالم الجائعة ، الطامعة ، الخائنة ، أن تأتي إلى مكان الأغنام وتلتهمها ، وبالفعل لما جاءت الذئاب الجائعة وجدوا الأبواب مغلقة، ويئسوا من الوصول إليها، بذلك الوقت فكرت ذئاب العالم بخطة من أجل تحرير الأغنام من المكان والراعي 
 
وبالفعل بتلك اللحظة توصلت الذئاب إلى أن الطريق للحصول على مبتغاها هي إقامة مظاهرة أمام بيت الراعي يهتفون فيها بالحرية لقطيع الأغنام ، والذئاب لم تكتفي بذلك بل بقيت تهتف مدة طويلة وهى تطوف حول مكان القطيع من أجل أن يسمع ، وبالفعل لما سمعت الأغنام أن ذئاب العالم أقامت مظاهرة من أجلها ، مظاهرة تدافع فيها عن حريتها وحقوقها ، صدقت ذلك الأمر وتأثرت قطيع الأغنام بتلك المظاهرة الكاذبة ، فأصبحت الأغنام من الداخل تهتف مع ذئاب العالم ، وتنطح جدران المكان والأبواب بأقرانها حتى إنكسرت الأبواب وفتحت وخرجت الأغنام تجري هنا وهناك بلا راعي وحارس ، لا تدري ماذا صنعت بنفسها ، والذئاب تهرول ورائها ، والراعي ينادي ويصرخ مرة ويلقي عصاه مرة أخرى ليصرفهم ، ولم يجد فائدة من النداء ولا من العصا 
 
لكن كل ما أدركه جيداً أن تلك الأغنام أخطأت الإختيار للمرة الثانية ،وصدقت تلك الهتافات المزيفة والكاذبة،وكانت تلك الليلة سوداء كسواد الليل على الأغنام ، أما ذئاب العالم فرحت جداً أنها نجحت في خطتها وبقيت متربصة لتلك الأغنام ، تنظر لها وهى تجري هنا وهناك بدون حماية لها ، فقد إختارت أن تكون فريسة شهية جداً لتلك الذئاب المتربصة .
 
وبالفعل يا سادة حصل ما لم يكن بالحسبان ، نجحت ذئاب العالم بالسيطرة على تلك الأرض الشامخة ، وتقسمت إلى أشلاء وأجزاء ، بعدما كانت أرض شامخة بعزتها وأهلها ، أصبحت اليوم بفعل الخروف اللئيم وقطيع الأغنام التي صدقت الهتافات المزيفة والكاذبة ، أصبحت محتلة ، كل يوم نرى فيها أشلاء ممزقة وعظاماً ملطخة بالدماء ، وكرامة تسلب وحقوق تضيع ، وخراف لا تمل من تعبئة كروشها ، لا أدري حقيقة لكن للأسف الشديد الهتافات المزيفة والخراف التي تقطن معناً خادغة فما زالت تمص بدمائناً وتسرق حقوقناً وتسلب كرامتناً ، قد يكون لأننا وثقناً بتلك الخراف .
 بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 
eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب
 
تحياتي
 
 
 

هناك تعليقان (2):

  1. هلا هموسة

    انعكاس على الواقع

    بين سطورك ثورة على اوضاغ امتنا

    اجدتى فعلا بتصورك لما يحدث الان

    تحيااتى

    ردحذف
  2. هلا اشرف
    اسعدني حضورك ورايك العميق بالفكر
    ربي يسعدك واتمنى ينصلح الحال ويتغير الواقع
    نورت اشرف

    ردحذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...