الثلاثاء، 14 أبريل 2020

جنود بيضاء سلب حقها بين فكي الذئاب


 
  أسعد الله صباحكم بكل خير أسرتي
أسال الله أن يكون يوماً عامراً بالخير وراحة البال
وأتمنى أن يكون الجميع بألف خير
أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوعي اليوم بعنوان (جنود بيضاء سلب حقها بين فكي الذئاب)
الجزء الثاني من موضوع (ذئاب تضيء مشاعل الحرية للفريسة) 

يموت قلب المرء في الثانية مئات المرات ، ويئن ويتجرع الألم والحزن آلاف المرات ، ويهطل الدموع بغزارة كأنه يريد أن يسقى الرمال الصحراوية بتلك الدموع الحزينة ، لما يحصل معه وما يشاهده بعينه ، هذا غير ما يراه عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي ، عن تلك الجائحة المدمرة التي لا ترى بالعين المجردة والتي أصابت العالم بأكمله ، رغم قوة هذا العالم وما يملك من سيطرة وعلم وسلاح ، إلا أنه أمام قدرة الله عزوجل وقف عاجزاً  لا قوة ولا وحيله له ، لا يستطيع أن يحارب هذا الوباء الذي لا يرى بالعين المجردة لكنه يتكاثر وينمو مع نشاط الإنسان الطبيعي ، وهذا بقدرة الله عزوجل التي تجعلناً لا نملك إلا التضرع لله مع إلتزام بيوتناً والمحافظة على طرق الحماية ، ومع ذلك أصبح هذا الأمر بالنسبة للإنسان أمر طبيعي بمعنى أنه إستسلم لهذا الحال ولهذا الوباء الذي انتشر لأنه لم يملك أي قوة .
 
لكن المصيبة الكبرى ليست هنا ، بل تأتي المصيبة عندما نشاهد ونسمع عما يتعرض له الجنود البيضاء ، من إساءة ومعاملة قاسية ، قد يتعرضون للشتم والإهانة والطرد من بيوتهم فقط لأنهم يعالجون مصابي الوباء (الكورونا) ، للأسف الشديد قد يعاملون  كأنهم وباء حقاً ، رغم أن هدفهم الأساسي والحقيقي هو حماية وعلاج هذا الإنسان والمحافظة عليه من هذا الوباء ، قد يعرض هذا الجندي الأبيض حياته للخطر وحياة أبنائه أيضاً من أجل الوفاء بالقسم الذي أقسمه عندما حمل شهادة الطب ، فقد حمل على عاتقه حمايتك أيها الإنسان .
 
لكن للأسف الشديد ما شاهدته وسمعت عنه عبر وسائل الإعلام وما تعرض له الجنود البيضاء على يد ذئاب العالم التي لا تملك أي إنسانية ولا رحمة ، جعلني أقف عاجزة عما يحصل لنا اليوم ، فهناك مشاهد تدمي القلب والعين ، لماذا يعامل الجندي الأبيض على أنه وباء وقد يكون ناقل لفيروس كورونا ، رغم أنه هدفه العلاج وليس العدوى ؟ ومعروف أن الأقدار مكتوبة ومحتومة فعندما تنتهي ويأتي أجله يلج قبره وهذا بقدره الله عزوجل .
 
لا أدري ماذا أقول لكن ما تعرضت له الدكتورة البيضاء ، التي حملت حياتها على كفها من أجل ذئاب العالم ، وتركت أبنائها وصغارها وحياتها وبيتها ومضيت مسافات طويلة وطويلة من أجل علاج هذا الإنسان ، وقضيت الساعات المتواصلة ليلاً نهاراً ساهرةً لا تغفى عينها عنك أيها الذئب البشري المصاب بالفيروس ،من أجل شفائك وعلاجك قد يتآكل التعب والجهد من جسدها وهى لا تعي بأهمية ذلك وتتكاسل براحة نفسها ، من أجلك أنت أيها الذئب البشري التي تردد بفم مليء بالسم أنتي ناقلة للفيروس لا نريدك هنا ، والمصيبة الكبرى عندما تصاب تلك الدكتورة بهذا الوباء وتحبس بغرفة معزولة وتمنع عن رؤية أبنائها وزوجها ، ويأكل هذا الفيروس من جسدها المنهك حتى يقضي على حياتها ، ويا ليت الأمر ينتهي هنا ، بل يا للعار الذي نلبسه اليوم ، عار وخزي على كل الأمة والعالم بأكمله ، جندية بيضاء ضحت بحياتها وروحها من أجلك يا وطن ، ومن أجلك أيها الذئب البشري ، أنت اليوم بعد وفاتها تعاملها كأنها جرثومة ليست لها أي إحترام .
 
فإحترام الميت دفنه ، القيام بتغسيله وإقامة مراسم الجنازة ، وتوديع صغارها وزوجها ، لكن للأسف الشديد الجندية البيضاء لم يفعل لها ذلك نقلت بغرفة إسعاف ليتم دفنها في بلدها ، وتأتي الكارثة هنا والعار الذي لبس أمتناً ، الكل هارب ، والذئاب تفر من هنا وهنا ، وتردد بصوت قاسي وعالي لا نريدها بأرضناً ، خذوها وإرحلوا ، فهي حتماً ناقلة للوباء ، هى أصبحت وباء ومعدي ، لا أحد ردد بصوت بشري وإنساني ، كأننا بيوم عصيب كيوم القيامة الكل يردد نفسي نفسي ، فإلى أي حال وصلناً ؟ وما هذا العار الذي إكتسى قلوبناً وعقولناً ؟ وماذنب تلك الجندية البيضاء أن تحرم من الدفن وتحرم من وداع أطفالها ؟ بأي حق تحرم من أرضها ؟ آآآه لقد ضاع الضمير الإنساني وفقدت حقاً الحياة والكرامة والإنسانية.
 
اليوم نرى أن الجنود البيضاء أصبحت كارثة بنظر العالم ، والدليل على ذلك ما حصل من جندية آخرى تركت حياتها وبلادها وأصرت على معالجة الذئب البشري ولكنها كل يوم تتعرض للإهانة والسب ، تعامل معاملة الأجرب الذي إذا إقترب منه الإنسان ضره ، رغم أنه لو تعمقناً جيداً بالأمر لوجدناً أن الذئب البشري الذي يقاتل الجنود البيضاء ويردد بصوت عالي لا نريدهم معناً بالسكن والبيوت ، على خطأ كبير جداً لأن هذا الذئب البشري كل يوم يخرج من أجل أن يأتي بالقوت والطعام من المحلات والمطاعم والمقاهي وغيرها الكثير فهنا قد يختلط بالكثير من الذئاب ويتعامل معها ، فتلك الذئاب قد تكون محملة بالوباء لكن عقلية هذا الذئب وجهله لا يجعله يفكر جيداً ، بالإضافة إلى أن هذا الذئب كل يوم قد يصعد بالباص المليء بالبشر والذين يلاصقون أجسادهم ببعضهم البعض وهنا بالفعل الكارثة قد تكون نقل العدوى مؤكدة ، لكن الذئب البشر جاهل للأسف الشديد رغم علمه إلا أنه جاهل أعمى يفكر فقط بأن هذا الجندي الأبيض هو الناقل للعدوى بحكم أنه يعمل في المشفي ويعالج مصابي الفيروس (كورونا) .
 
لا أدري حقاً ماذا أقول لكن للأسف الشديد أصبحنا أمتناً جاهلة لا تعي شيئاً رغم أنها تحمل شهادات وثقافات مختلفة ، لكنها جاهلة !!! عندما تصل لأن تسلب حق الجنود البيضاء بين فكيها فهى حقاً دئاب جاهلة !!! وأستغرب كيف لتلك الأمة التي تعرف الدين والتقاليد وتعرف جيداً أنه حين إمتنع عمر بن الخطاب عن دخول مدينة مصابة بالطاعون قيل له : أنهرب من قضاء الله ؟ قال : نهرب من قضاء الله إلى قضاء قضاء الله ، وقضاء الله حتماً معروف وليس بأيدينا إلا مساعدة الجنود البيضاء على القيام بعملها الإنساني والطبي ، وإحترام حق هذا الجندي ، وليست محاربته وسلبه حقه .
 
في النهاية أتمنى من الله ان ينصلح الحال ويزيل هذا الكرب عن العالم بأكمله وأتمنى مساعدة بعضكم البعض عن طريق إلزام بيوتكم وحماية أنفسكم وأهاليكم من هذا الوباء ، ولا تجتمعوا في مكان واحد صلوا في بيوتكم هذه الفترة إعتنوا النظافة فمن سيصاب سيصيب غيره ويعم البلاء 
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 
eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب
 
تحياتي
 


 

هناك تعليقان (2):

  1. هلا همس

    اتعجب ونجن غى قمة التكنولوجيا

    والعلم اصبح قرية صغيرة

    من يجهل دور الجيش الابيض

    الذى يواجهة الوباء من بدايتوة

    بدون وقاية كافية خاصة بالمشافى العالم النايم

    وكل الانسانية تعتز بدورهم بتخفيف اوجاع المرضى

    بدون كلل ولا تزمر ولا راحة لهم الا بشفاء المرضى

    وبكل الانظمة العالمية يكنون لهم التقدير والاحترام

    الا بلدان المتخلفة المتنكرين لمن وهبة حياتهم قى سيبل الاخرين

    تحيااتى

    ردحذف
    الردود
    1. هلا اشرف
      بالفعل صدقت والله يا راقي بما ذكرت هنا
      لكن الواحد شو بده يقول غير حسبي الله ونعم الوكيل
      الله يلطف فينا وبعباده يارب
      أشكرك جدا اشرف علي حضورك وردك القيم
      تحياتي

      حذف

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...