الجمعة، 17 أبريل 2020

قبلة نارية أوقعت الفريسة






أسعد الله مساكم بكل خير جميعاً

وأسال الله السعادة وراحة البال للجميع

وأتمنى من الله أن يكون الجميع بخير

أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )

موضوعي اليوم بعنوان (قبلة نارية أوقعت الفريسة  )

الجزء الثاني من موضوع (ذئاب تضيء مشاعل الحرية للفريسة)
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
حياة غريبة بكل ما تحمل بين طياتها ، قد تأخذ منك كل ما أمنت به وصدقته طوال عمرك في لحظة وتتركك واقفاً كالمغفل المجنون ، الذي تلقى ضربة على رأسه ، أصابته وأفقدته تفكيره ووعيه بالكامل ، حياة بقسوتها وجبروت أناسها أحياناً تعطيناً الشعور بالغرابة لما يصدر مناً ومنها .
وهذا ما شعرت به عندما إقتنصتني حورية ودخلت لأعماق قلبي ، وجعلت النبض يردد بحروفها ، والنفس لا تلتهف لغيرها ، حتى ختمت بقبلتها النارية على شفاهي وكياني وأنفاسي ، جعلتني أسكر فيها وأثمل حد الجنون ، أصبحت لا أرى أمام بصيرتي غير شهدها المتقطر كما العسل الصافي ، كلما إرتشفت قطرة من هذا الشهد ثملت أكثر فأكثر ، حتى أصبحت لا أشعر بتلك الضربات القاسية والمتتالية بعد كل قبلة نارية ، كنت كما الغارق ببحر عميق لا أشعر بشيء حولي غير تلك الحورية التي سحرتني بجنونها وقبلتها النارية.
وبقيت غارقاً بهذا الشهد ، وتلك الحياة الجميلة التي صنعتها لي حورية الحياة ، حتى أتت الأمواج بعكس الإتجاه ، وأصبحت تلاطم البحر هنا وهناك ، أتت كما الصاعقة الكبرى على رأسي وحطمتني وأفقدتني وعي بالكامل ، لقد أتتني على حين غفلة من نبضات قلبي ، أتتني من الأحباب والأصدقاء ، جعلتني كما الميت الذي يعيش بتلك الحياة بدون قلب ، فقط يملك الجسد ويملك شعور غريب لا أدري ما هو وصفه ، لكن من خلاله أشعر بحالة الإسترخاء العجيبة في تلك الظروف القاسية التي أعيشها وأقع فيها ضحية .
أصبحت مسترخي تماماً وليس لدي أي شعور بالقلق بشأن أي شيء ،كما الشخص الذي دخل غرفة الإنعاش ، لا يشعر بشيء غير ضربات الأجهزة والإسترخاء ، فشعور الإسترخاء عندي جعلني أردد بأن ليس لدي ما أخسره بتلك الحياة ، فقد خسرت كل شيء عندما غدر بي الأحباب ، وباعني الأصدقاء ، وتخلى عني رفيق الدرب وطعنني بسكين باردة ، إنه شعور بارد من قلب ميت برغم مراراته وطعمه اللاذع ، إلا أنني أشعر بأن هذا كما شعور الثقة ، الذي يأتي للإنسان الميت ويجعله يشعر بأن العالم هزم ولم يعد بإمكانه إبتزازه ، هذا بالفعل ما يشعر به الإنسان المغدور فيه .
هذا ما حصل وما شعرت به عندما رأيت نفسي أمام تهمة كبيرة لم أقم بفعلها ، تهمة خططت بطريقة ذكية جداً ، لكنني حقاً قد شعرت بأن فكري أصاب بالشلل الكامل ، وبلمحة كلمحة البصر تم القبض علي ، وتقيد يداي بالسلاسل كما المجرم الخطير ، أنظر هنا وهناك ولا أنطق بحرف ، فقط نظراتي مليئة بالتساؤلات ، لكن غموض غريب ! قضية سرقة وإنتحال شخصية ! تلك تهمتي التي لا أعلم كيف وقعت فيها ، وقبل أن أفيق من غيبوبتي وتفكيري تم الزج بي داخل جدران الحبس ، فشاهدت نفسي فجأة وبلا مقدمات بين أربع جدران مغلقة ، وتهمة ترافقني ، وزوجة لوحدها تركت ببيتي ، لا أدري ماذا حصل ، لكن حتماً شعرت بأن هذا كابوس مخيف ، سقط على رأسي وحياتي بدون سابق إنذار . 
قضيت الليلة أفكر بما حدث لكن دون جدوى ، فقد كان الأمر محبوكاً جداً ، ولا سبيل للهروب أو الخروج من تلك التهمة ، فقط أصبحت ملازمة لي ، وفجأة وجدت نفسي مجرم محكوم عليه بالحبس وقضاء حياته بين جدران الأربعة لمدة طويلة ، يالله ماذا حصل ، إن هذا بالفعل كابوس مخيف ، بين ليلة وضحاها تغيرت حياتي بالكامل ، أصبحت عصفور سجين ، رغم إنني بالإمس كنت عصفور مغرد خارج قضبان هذا السور ، رضيت بالقدر الذي أتاني على حين غفله ، خلال مضي أربع سنوات بين جدران الحبس والعقاب والظلم والجبروت ، قضيتهم بين الجدران الأربعة المغلقة ، لحظة أئن بها من الألم والحزن ، ولحظات تهطل فيها الدموع بغزارة لما وصلت إليه اليوم ، أما قلبي الحزين فلم يعد يقدر على السيطرة على أنفاسه أصبحت تضخ دمائها بكل جبروت وكأنها هى الأخرى تريد أن تعاقبني كما عاقبتني تلك الحياة المتمردة.

حقيقة لا أدري ماذا حدث ولما أنا هنا ؟ لكن كل ما أدركه جيداً وخلال مدة حبسي بين جدران هذا المكان، أنني وقعت فريسة بين يدي ذئب غادر وزوجة خائنة ، عشقتها حد الجنون ، أضئت لها الحياة وجعلتها ملكة على قصري ، لم أتردد يوماً في طاعتها ، حتى أتت المصيبة الكبرى التي وصلت إليها اليوم ، ورغم ذلك شعور الكراهية والإنتقام لم يفارقني بلحظة من اللحظات ، كنت كلما تعاركت مع أحد وتعرضت للظلم داخل الحبس زادت نار الإنتقام بداخلي ، فأصبح شغلي الشاغل هو الخروج من هذا الكابوس المظلم ورؤية العالم الخارجي من أجل الإنتقام .
وعدت الأيام السوداء والكئيبة يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وأنا أنتظر زيارة المحبوبة التي أعطيتها روحي ، كل يوم يذهب أخلق لها أعذار وألتمس لها الحنان وأردد لعل حصل لها شيئاً ، لعلها لا تستطيع رؤيتي بين جدران الحبس وأنا مقيد اليدين ، فهى رقيقة وتملك من الإحساس أعلاه ، خلقت أعذاراً كثيراً وأنا أطمئن نفسي سيأتي اليوم التي تأتي فيه ملهوفة لرؤيتي ومساعدتي في الخروج من هنا ، فهى تحبني كما أحبها فلا تستطيع تركي هنا.
وعدت الأشهر كسواد عظيم ومعتم خالي من لمسة الحنان ، فكانت تلك الأشهر كما الدواء العلقم ، لا يوجد بها جميل إلا رائحة محبوبتي ، التي أصبحت غارقاً بها ، حتى أتى ذلك يوم قال لي صديقي بالحبس إنها باعتك هذا إن لم تكن هى السبب في حبسك ، فإنتبه لنفسك يا صديقي ، وعش مع الوضع الجديد وكان الله في عونك على تلك الخيانة ، لم أصدق ما قاله صديقي وبقيت أخلق الأعذار ، حتى عدت سنة وبعدها سنوات تحمل الكثير من المرارة والألم والظلم والطغيان ، و مضيت الأربع سنوات وأنا بين الجدران لا أحد يسأل عني ولا رفيق يونس وحدتي ، عدت وكأنها قرون وجبال صاعقة وشامخة على صدري ، وأتت لحظة الإفراج لتحقيق هدفي وحلمي بالحياة ، وأخيراً سأتنفس الصعداء وأستنشق رائحة الحرية التي حرمت منها بسبب الغدر والخيانة .
خرجت للعالم الخارجي الذي لا يحمل إلا القسوة والظلم ، خرجت تائهاً لا أعرف أين ألجأ ، وإلى أين أذهب ، مشيت كثيراً وأنا أحمل بداخلي بنار الإنتقام ، حتى أتت الصدفة التي أثارت جنوني ، ورأيتها أمام ناظري ، لم تتغير أبداً فقط تغيرها مكانتها بالحياة ، فأصبحت إنسانة ثرية جداً ، لكنني لم أنسى تلك القبلة النارية ، عندما رأيتها قررت ....؟؟؟

بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب
 
تحياتي
 
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...