الأحد، 19 أبريل 2020

مواجهه نارية

أسعد الله مساكم بكل خير جميعاً

وأسال الله السعادة وراحة البال للجميع

وأتمنى من الله أن يكون الجميع بخير

أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )

موضوعي اليوم بعنوان (مواجهه نارية)

الجزء الثاني من موضوع (قبلة نارية أوقعت الفريسة)
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ 
خرجت للعالم الخارجي الذي لا يحمل إلا القسوة والظلم ، خرجت تائهاً لا أعرف أين ألجأ ، وإلى أين أذهب ، مشيت كثيراً وأنا أحمل بداخلي بنار الإنتقام ، حتى أتت الصدفة التي أثارت جنوني ، ورأيتها أمام ناظري ، لم تتغير أبداً فقط تغيرها مكانتها بالحياة ، فأصبحت إنسانة ثرية جداً ، لكنني لم أنسى تلك القبلة النارية ، عندما رأيتها قررت ....؟؟؟

قررت أن لا أراها وأهرب من أمامها ، وخصوصاً بعدما تغير شكلها بالكامل ، وهى تغيرت أيضاً بالكامل لم تعد مثلما رأيتها للوهلة الأولى ، فالهروب في تلك اللحظة هو ما راود فكري وكياني ، إختفيت من أمامها كسرعة البرق وأنا أفكر ماذا حصل ؟ وكيف أصبحت إنسانة ثرية ، ومن الطفل الذي تمسكه بيدها ، كثيرة التساؤلات والإجابة تائهة وسط تفكيري وهذا العالم المخيف ، الذي تغير بشكل كامل .

بعد هروبي من صاحبة القبلة النارية التي كانت بيوم من الأيام شريكة حياتي ، قررت الذهاب إلى رفيق عمري وصديقي ، لا أخفيكم سراً صديقي هذا مهنته كانت مخيفة وعميقة لا أحد يعرف سرها غيره ، ورغم ذلك إصطحبني أكثر من مرة معه من أجل تعليمي مهنته المدمرة ، فوضعي وظروفي القاسية جداً كانت دافع بأن أساير صديقي وألجأ معه وأتعلم تلك المهنة التي نهايتها تكون الهلاك أو الموت ، لكن كانت فترة وإنتهت من حياتي ومنذ مقابلتي لشريكة الحياة أصبحت إنسان نظيف لا يكسب لقمة العيش إلا بعرق جبينه ، والتهمة التي قضيت فيها أربع سنوات من الحبس كانت تهمة باطلة بحقي ولم أقم بجرمها . 

قررت اللجوء إلى صديقي الذي كانت بيني وبينه عشرة عمر ، وخبز وملح ، فكانت الحياة متغيرة بالكامل ومختلفة كلياً ، ذهبت لمنزل صديقي فعرفت من الجيران أنه قام ببيع المنزل بعدما تزوج من فلانة ، وأنه أصبح إنسان ثري جداً ، حاولت أن أحصل على عنوان منزله وقصره الجديد ، وبالفعل بحث كثيراً حتى وصلت إلى قصر صديقي ، وقفت أمام الباب متعجباً من هذا الغني والثراء وكيف وصل صديقي لهذا الوضع المالي الكبير بعدما كان سارقاً ولصاً وكما ترددون دوماً على هكذا إنسان بأنه شحات ، وخلال تفكيري العميق داهمني شعور العتاب تجاه صديقي ، ورددت بيني وبين نفسي كيف لصديقي أن ينساني ولم يأتي لزيارتي داخل جدران الحبس ، وقررت بتلك اللحظة معاتبة صديقي من باب المحبة والصداقة والعشرة .
 
بتلك اللحظة قاطع الحارس تفكيري وقال بصوت خشن من أنت ؟ وماذا تفعل هنا ؟ إغرب من وجهي فهذا منزل محترم ولا يوجد فيه مكان لأناس شحاتون مثلك ، إذهب وإشحد بمكان بعيد عن هنا ، نظرت للحارس بتعجب لما قاله وقلت له بصوت متردد مليء بنبرات الحزن والألم أنا لم آتي هنا من أجل الصدقة والشحدة ، فقد أتيت لزيارة صديقي ، فضحك الحارس بكل سخرية وقال أنت تعرف فلة من تلك ؟ وتعرف من صاحبها ؟ إنظر لنفسك ملابسك مقطعة ووجهك شاحب والفقر يأكل من جسدك كثيراً !! وتقول أنت هنا لزيارة صديقك ، إغرب من وجهي وإتركني أتابع أعمالي وحراستي ، فإذا رأني الباشا مقصر في عملي سيقطع رزقي فهو لا يرحم أبداً ، فأجابته حسناً لكن من فضلك أوصل رسالتي لصديقي وقل له إن العشرة تنتظرك أمام باب الفلة ، فقال الحارس حسناً لكن إسمك العشرة !! فأجبته نعم قول له ما قولت لك وهو بالفعل سيعرفني جيداً ، فقال الحارس حسناً إنتظر هنا .
 
وذهب وتركني لوحدي أتذكر قصة تلك العشرة وهل صديقي سيتذكرها ، وما هى الا لحظات حتى أتى الحارس وقام بتفتيشي وبعدها إصطحبني داخل القصر ، فرأيت صديقي قد تغير شكله الخارجي بالكامل ، مثلما تغير شكله ومعدنه الباطني ، فقد أصبح من رجال الأعمال ، ويملك شركات ومصانع كثيرة لا تعد ، فإقتربت منه أحتضنه فقد إشتقت له كثيراً قضيت أربع سنوات لم أراه ، فقام صديقي بإحتضاني وردد الحمد الله على السلامة فأتمنى أن تتوب عن عادتك القديمة وتنتبه لنفسك ، فقد ضاع من عمرك أربع سنوات ، فأجبته حسناً يا صديقي فأنا أتيت إليك لتقوم بمساعدتي فالعالم تغير يا صديقي ، فأجابني ماذا تريد مني أن أفعل لك ، فنظرت له بتعجب وأجبته منذ سنوات ويدي بيدك يا صديقي ، أتعلم قصة العشرة يا صديقي !! ولما لم تأتي لزيارتي وأنا داخل جدران السجن ، فقاطعني بصوت متعجرف ومليء بالغضب وقال أما حان الوقت لتمحي كل القديم وتنسى كل ما حدث بالماضي ، فأنت تعرف يا صديقي أنا أكره زيارة مراكز الشرطة والسجون ورؤية المجرمين.
 
فأنا اليوم كما ترى أصبحت إنسان ثري ومن أصحاب رجال الأعمال ، وإسمي مشهور وأخاف على سمعتي ومكانتي ، فقاطعته بكل سخرية ورددت صحيح يا صديقي منزل من نهبت ، وبنك من سرقت حتى أصبحت بهذا الغني والثراء ، فنظر إلي نظرت كادت أن تقضي على حياتي وأجابني أنت صديق قديم ووافقت على مقابلتك فقط من أجل أن أعرف ماذا تريد ، لكن لا تنسى أنا من أكون وأنت من تكون ؟ فأجبته نعم أنا إنسان فقير ، على باب الله ، وأنت إنسان غني وثري ، لكن أنا أريد أن أعمل وأستعيد حياتي ، فما رأيك يا صديقي أن توظفني بأحد شركاتك الخاصة !! فنظر إلى بكل تعجب وزاد كأس الخمرة الموجودة بيده وقال ماذا تريد أن تعمل بشركتي وأنت اليوم خارج من السجن ولا تعرف شيئاً بتلك الحياة ، فأجبته بحسن نية وضحكة مليئة بالألم أنت من علمتني طريق الخطأ بيوم من الأيام وسهل جداً عليك أن تعلمني العمل بأحد شركاتك ، فإزداد غضباً فوق غضبه وقال لا زلت تردد بالماضي ، فأجبته سامحني فأنا ما زلت أتعلم الكلام ، فمنذ سنوات وأنا لا أتعلم إلا كلام السجون ، سامحني يا صديقي فأنا محتاج لوقت كي أتعلم الكلام الجميل مثلك ، فقال حسناً ماذا تريد مني الآن ؟ فأجبته أريد أن أعرف مكان زوجتي صاحبة القبلة النارية يا صديقي ؟ وأريدك أن تساعدني على كشف الحقيقة والسر المجهول ، فأنت صديقي الوحيد بهذا العالم ، أريد أن أعرف من الذي اتهمني بتلك التهمة الباطلة وقام بزجي داخل جدران الحبس ، ساعدني يا صديقي .
 
فقال أنصحك يا صديقي بأن تنسى الماضي فقد تغيرت الحياة ، كل ما أفعله لك هو أن أقول لك إرمي الماضي وفكر بالمستقبل وإبحث لك عن عمل تعيش فيه بتلك الحياة ، ولا تحاول أن تغوص بأعماق البحر ، فهناك حيتان كبيرة لا تقدر على مواجهتها ، وأنت مجرد سمكة صغيرة ، إذا إقتربت من الحيتان أكلتك بدون شفقة ورحمة ، فضحكت وأجبته حسناً يا صديقي لكن هل ستساعدني على العمل ، فقال إذهب وإبحث بنفسك عن عمل ، فالعمل الشريف لا يقلل من قيمة الإنسان ، فضحكت بصوت عالي ورددت له العمل الشريف !! طبعاً مثل عملك الشريف يا صديقي وتركت صديقي وخرجت وأنا أتلفت حولي هنا وهناك وأناظر هذا العز والغنى ونفسي تردد من أين أنت ؟ ولماذا لم يخبرني عن مكان زوجتي ، وما هو السر المجهول الذي يخفيه عني ؟ غير ذلك الشك ركبني تجاه صديقي بالكاد يكون يعرف شيئاً عن زوجتي ولا يريد أن يخبرني خرجت لا أعرف أين ألجأ .
 
حقيقة شعور غريب عندما تتراكم الغيوم  والأحزان والآلام على قلوبناً فنجدها ملبدة قابلة للهطول في أي وقت مسببة فيضانات من الدموع والأوجاع ، هذا غير حالة الإنكسار الذي يعيشها الإنسان ، سواء عندما يتعرض للظلم داخل جدران السجون ، وعندما يخرج للعالم ويرى الظلم الأكبر والخيانة والغدر من الأحباب والرفقاء ، أصبحت تائهاً ، الفكر بات يسيطر على كياني ويشل قواي ، ماذا أفعل ، إعتصرت ذاكرتي كثيراً ، بحث بداخلها عن ماضي فات ، وماذا يحمل شريط الماضي بداخله.
 
خلال إسترجاع ذكرياتي تذكرت تلك الفتاة التي تعرفت عليها بيوم من الأيام داخل بار ومرقص، فهى تعمل رقاصة ، ذهبت بكل الطرقات أسال عنها وأبحث هنا وهناك ، حتى عثرت على مكانها ، دخلت المكان الذي تعمل فيه فكان موعدها الليلة للرقص أمام الجمهور وأصحاب الملايين ورجال الأعمال ، دخلت وجلست أمام ناظرها أشاهد رقصها ، حتى إنتهت من عملها فقمت بإرسال الجرسون لها ليقل لها إن عصفور الكناري ينتظرك ، فنظر الجرسون بتعجب من الإسم ، فقولت له إفعل ما قولت لك وأتني بالرد بسرعة البرق ، فذهب الجرسون وهمس في إذنها بتلك العبارة ، فأصبحت تنظر هنا وهناك كما المجنون والإبتسامة تملأ وجهها الفاتن ، حتى وصلت مسرعة والشوق واللهفة تكاد تخرج من أنفاسها فعانقتني بشدة وحرقة ، وقالت عصفور الكناري ...!!!
 
بانتظار أرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 
تحياتي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...