أناقة فكر (لنقرأ معاً): فراشة تستعيد الحياة : الجزء الثالث من فراشة الحياة

أسعد الله مساكم بكل خير

وأسال الله السعادة لكم جميعاً

وأتمنى من الله أن يكون الجميع بألف خير

أنرتم زواري ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)

موضوعي اليوم بعنوان(فراشة تستعيد الحياة )

الجزء الثالث من فراشة الحياة

جرب تحط نفسك مكانها : كيف راح تتصرف ؟ ولمين راح تشتكي ؟ ويا ترى هى فعلا أذنبت لأنها تعرفت على عالم مختلف ؟ لا أدري حقيقة لكن كل ما أدركه أن تلك الفراشة ما زالت هاربة ومازالت الملاحقات مستمرة من هذا الحوت المجرم ، الذي قضى على حياتها ولم يكتفي بعد بل ما زال يفعل الكثير ، أما الفراشة المكسورة فما زالت تفكر بالقادم وماذا سيحصل معها بالأيام القادمة ؟؟؟

بقيت عائلة تلك الفراشة تفكر وتفكر طويلاً ، كيف تتخلص من هذا الكابوس المخيف ، الذي أصبح يلاحق فراشتهم المكسورة كما النفس الذي تتنفسه ، وبالأصح يلاحقها كما خيالها ، فأصبحت تلك الوردتين تفكرا في حل للخلاص ، وخلال تفكيرهم قالت الوردتين لأنفسهما إن هذا الحوت المجرم جعلناً نتنقل من مكان إلى مكان ومن مدينة إلى مدينة ، وبكل مدينة نذهب إليها يبدأ هذا الحوت بإرسال طلبات الصداقة للفراشات الأطفال صديقات فراشتنا في المدرسة ، ويتسلل إليهم بحجة أنه طالب في المدرسة ، وبعدما يتم الموافقة على طلبه من قبل الفراشات والأصدقاء ، ويكون معارف وعلاقات كويسة وجميلة جداً ، يبدأ بإستغلال الفرصة ويرسل صور الفراشة المكسورة لكل الأصدقاء والصديقات ، ولا يكتفي بذلك بل فقط يرسلها أيضاً للمدرسين وأولياء الأمور ، حتى يصل الأمر إلى أن يثور طلبة المدرسة بأكملها ، ويجتمعون على تلك الفراشة المسكينة ، ويبدأون بضربها بكل قسوة مع تعنيتها بأسوء العبارات ، وفي النهاية يصل الأمر إلى أن تدخل فراشتنا إلى المستشفى بعدما تعرضت إلى الإهانة والضرب والقسوة .

فقرار الهروب أصبح مستحيلاً من هذا الحوت الذي جعل حياتناً كما الجحيم ، وحول حياة فراشتنا إلى حياة ظالمة وبائسة ، انعدمت فيها كل ألوان الفرحة والسعادة ، وتحولت إلى حزن عميق جعل فراشتنا تفكر في الإنتحار ، وبالفعل بعد كل المحاولات الفاشلة بالهروب وعدم السيطرة على هذا المجرم الخطير ، تعرضت فراشتنا إلى عمل لها غسيل كلوي بعد محاولتها بالإنتحار ، ولم يكتفي الأمر بذلك بل فراشتنا تحولت إلى إنسانة مدمرة ، تحاول الهروب من الواقع وتلجأ إلى المسكنات ، فلجأت إلى المخدرات والكحوليات وأصحاب السوء ، وسلكت طريقاً ليست له رجعة فقط من أجل الهروب من مشنقة هذا الحوت المجرم الذي دمر حياتها وحياة عائلتها بالكامل.

لذلك وبعد هذا الحوار الذي دار بين الوردتين الشامختين وما تعرضت له فراشتهما بسبب بعدهم عنها وإنشغالهم بمشاكلهم وخلافاتهم وحياتهم الخاصة ، قررا التحدي والصمود ومواجهه هذا الحوت المجرم ، كما قررا أ يقفا إلى جانب فراشتهم ومعالجتها من الكحول والمخدرات ، فكانت أول خطوة هى معالجتها بمستشفى خاصة لا يعرفون أحد به ولا أحد يعرفهم ، وقاما بغدق الحب والحنان عليها من أجل النجاح بالعلاج ، وقضيا معها أجمل الأوقات ، بالإضافة إلى الدعم النفسي من أجل الإستجابة ، كما أنهم قاموا بتسجيلها بمدرسة مخصصة للطلبة المتأخرين الذين لديهم مشاكل .

لكن للأسف الشديد تلك الفراشة في البداية كرهت الحياة بأكملها ، فأصبح لديها الكثير من المشاكل النفسية والإضطرابات المتعددة ، فكانت تهوى بإستمرار الإنتحار رغم أنها كانت بعمر الزهور ، لكن ما مرت به وما تعرضت له جعلها إمرأة كاهل ، شعرت بحد الإشباع من تلك الحياة البشعة والقاسية ، ورغم ذلك وما شعرت به إلا أن الوردتين الشامختين لما يعطيها الفرصة بالإنكسار أكثر ، فصمدا وحاولا وحاولاً كثيراً وكثيراً ، من خلال خلق روح التحدي بداخلها ، وجعلها تستعيد الحياة مرة آخرى ، من أجل الإنتقام وتحقيق حلمها وهدفها بالحياة ، حتى بدأت تلك الفراشة تسترجع قوتها وتعيد ألوانها الزاهية واللامعة وتعيد التنقل بين غصون الورود والشجيرات المتناثرة بين بستاين الحديقة .

ومرت الأيام والأشهر العجاف على تلك الفراشة الحزينة ، وأتت رياح وعاصفة قوية حملت معها كل أيام الحزن واليأس والدموع ، وحلت مكانها أمواج البحر المتلاطمة بالحب والتي كلما قذفت بموجتها أعطت دافع أقوى وأجمل للبقاء والإستمرار والتحدي ، وهذا بالفعل ما حصل مع تلك الفراشة القوية ، بعدما أنهت فترة العلاج وأصبحت على ما يرام ، خرجت من المستشفي فراشة مختلفة كلياً عن تلك الفراشة المكسورة ، فأصبح الأمل سلاحها ، والقوة والتحدي تفكيرها ، فرغم خروجها بأجمل حال إلا أنها لن تنسى هذا الحوت المجرم الذي دمر حياتها بالكامل ، فخلال فترة علاجها كانت تتوعد بالإنتقام ، وتمسكت أكثر بالحياة ، حتى تحقق إنتقامها وهدفها ، وساعدها على ذلك الوردتين الشامختين .

فخرجت من المستشفى ورأسها عالى وطموحها ليس له حدود ، وإنتقامها كما البركان المشتعل بالنار ، جلست أياماً تفكر كيف ستنتقم ، وما هى الطريقة التي ستوقع بها بهذا المجرم المحتال ، دون أن يغدر بها ويعرفها ، وبعد طول تفكير توصلت إلى حلاً بسيطاً وهو التعرف على هذا الحوت والموافقة على طلبه ، وكان هذا الحل بموافقة الوردتين الشامختين وبإعلام الشرطة وبالتعاون مع مخابرات الشرطة ، وبالفعل قامت تلك الفراشة القوية بإنشاء حساب على مواقع التواصل .

وبعد البحث الطويل توصلت إلى حساب هذا المجرم الخطير ، وبالفعل قامت بإرسال طلب الصداقة لديه ،باسم مختلف وصورة مختلفة ، مع عبارة تقول ممكن نتعارف فقد سمعت عنك الكثير من أصدقائي وقالوا لي بأنك حوت مميز وظريف ، فأعجبتني شخصيتك كثيراً أيها الحوت ، وبالفعل رمت السنارة فغمزت سنارتها وأكل هذا الحوت هذا الطعم ، وبدأ يتحدث معها ويبدأ بالكلام المعسول والخبيث الذي كان يفعله مع جميع الضحايا ، وتلك الفراشة القوية مستمرة في لعبتها حتى تطورت الأمور بينهما .

وطلب هذا الحوت بكل مكر وخبث صورة لتلك الفراشة القوية بحجة أنه يعشقها كثيراً ويريد الزواج بها ، فضحكت الفراشة ضحكت قوية جعلتها تبكي بكاءاً شديداً من هذا العالم المخيف والمريب ، الذي لا يوجد فيه رحمة ولا إنسانية ، وما هى إلا لحظات حتى قال لها الحوت الماكر ، ماذا قولتي يا حبيبتي ، فقالت أمرك مطاع لكن أنا لا أفضل أن أرسل الصورة فما رأيك أن نتقابل ، فالمقابلة أجمل بكثير من الصورة ، بالإضافة إلى أنني أريد أن أراك شخصياً وأتعرف عليك من أجل موافقتي على الزواج ، وبدأت الفراشة تتغزل بكل مكر بهذا الحوت الماكر ، وتلعب لعبتها بكل إتقان ، حتى غرق هذا الحوت بهذا الكلام اللطيف ووافق على طلب الفراشة رغم أنه يسكن ببلد أخرى وبعيدة عن بلد تلك الفراشة لكن رغم ذلك هو وافق على السفر ومقابلتها ، وبالفعل إتفقا على موعد مناسب للقاء وأنهت معه المكالمة .