مساء يهمس لكم بحروف الإبداع
مساء رائع لا يليق إلا بحضوركم الأنيق
أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوعي اليوم بعنوان (تمرد قلبي)
يرددون دوماً بالروايات :عندما يدق جسر الحب والعشق أبواب قلوبناً تتغير ملامح حياتناً بالكامل ،نرى
الأشياء بمنظور الجمال والزهر والربيع ولا نفكر إلا بتلك الحياة الربيعية
الزاهية التي طغت على قلوبناً وعشقتها أرواحناً ، فعندما عصفت بي رياح الحب كنت في مقتبل العمر ، لا أذكر بأنني شعرت بهذا الشعور من قبل فقد سيطر على كياني وجوارحي .
جعلني إنسانة مختلفة ، أصبحت كطفلة لا تستطيع الحبو إلا بين ذراعيه ، كلما ناظرت عيونه زادني الشوق ، فيجعلني أمارس الشقاوة بعبير ألوانها ، عشقته حد الجنون ، فأصبحت أدمن العيش بوسط دائرة منثورة بعبير الجوري ورائحة أنفاسه التي كلما شعرت بها زادتني حباً وتعلقاً ،تغيرت حياتناً نعيش ونمرح ونغرد كما
عصافير الكناري ولا ندري ماذا ينتظرناً بالقريب البعيد ،وما هى تلك الكوارث
التي قد تدخل حياتناً وتعصف بهذا القلب وذلك الحب الذي منذ سكن بين جوارح
القلب .
وأصبح
كما الياسمين الأبيض خالياً من عنفوان قد يتمرد للحظات ، يذبل شوكه كلما
لامسته نبضات المحب ، أصبح لا يعرف إلا النقاء والصفاء الملون بوشاح أبيض ،
عصي على الدمع وغالي على القلوب ، لكن للأسف ليس كل ما نبغاه يأتي في
الحال ، يقولون بأن لذة الحب لا تعرف مذاقها إلا عندما تتذوق طعم الحزن
والألم ، ولا تعرف معنى الشوق والحنين إلا عندما تشعر بلذة الإنتظار ولوعة
الفراق ، ويقولون أن الحب إذا سكن القلب أبطل الكراهية ودثرها بعيداً بأرض
خالية لا يوجد بها حب وجنون.
كل
ذلك قد يكون درس في الروايات أو شعر به العاشقين والشعراء ورددوه لنا
بحروف القصائد وكلام الطرب ، لكنني لم أسمع يوماً عن قلب ذاق لوعة الحب
وجنونه فسكنه الجفا وحلت بذور القسوة تنثر روائحها بعبير الكلام والحروف
وكأنه بيوماً لم يتذوق لوعات الشوق والحنين ، فماذا أقول عندما يسكن الجفا
بقلب عشق وأدرك جنون هذا الحب ، وعاش اللحظات دهراً كأنه طفل يحبو بين
ذراعي الحياة ليستنشق عبير حبها ، ورحيق حب لم يعترف بالزمان والمكان .
رحيق
سال على الشفتين كما تسيل مياة البحار والوديان والأنهار ، لم نشعر يوماً بالبعد ، ورغم أن
المسافات تبعد بين قلبين كما يتباعد المد والجزر لكنهما يلتقيان بنبرة
تعزفها أنامل ذابت من اللوعات ، وقلوب لا تشعر إلا برائحة الحب ، فماذا أقول وقد يستعصي على القلب الإدراك
لما يشعر به ويختبأ كطفل يتيم يلملم بقايا تناثرت من روحه وسكنت كدموع
صامته تئن من الأوجاع ، فالحياة كشرت عن أنيابها عندما سكن الجفا ، فأصبح
لا مكان للعتاب وحلت حروف الجفا فرحة تهلل بقدوم القلب لها ، لعله يحصل
على مبتغاه عندما يصل لجسر بعيد .
لا
أدري إذا كان هذا الجسر البعيد قادر على مشاطرتنا تلك الأوجاع ، فكلما همس
الفراق زاد الحب وتمرد قلبي على النبض كأنه يريد أن يفض بين الضلوع ،لا أدري
لماذا الأحزان إستوطنت رغم أن بداخلي روح متهالكه وقلب منكسر وطاقة مستنزفه
ودموع حفرت لها طريقاً في وجه كان يوماً منبعاً للسعادة ، كم أتمنى أن
أعبر هذا الجسر البعيد فكلما حاولت فشلت منذ زمن وأنا أحاول الصعود فوق قمة الجبل ،
لعل شمس روحي تشرق من جديد ، روح رضت عما مضى وتفائلت بما هو قادم ، روح
آمنت ووثقت فيمن يقول للشئ كن فيكون .
بإنتظار آرائكم وتعليقاتكم
eman ahmaed
الاسم المستعار : همس الاحباب
تحياتي
هلا همس
ردحذفاكتفى بالصمت حتى لا اجرح جمال نبضك
تحيااتى
هلا اشرف
حذفالصمت في حضورك كأنه لؤلؤ منثور يضيء
المكان والحروف بعبيرك
أسعدني حضورك وردك المميز
تحياتي
جميل
ردحذفجميل جدا
ردحذفاحيانآ نقسو على من نحب لأننا نحبهم لدرجة انهم اصبحوا ابنائنا او بناتنا ، ولكن المحب يشعر دومآ ويفرق جيدآ بين قسوة المحب لحبيبه وبين قسوة الكراهيه ..
ردحذفما مررتي به سيدتي قاس حقآ ..
ولكن توقفي لحظات مع نفسك وعليكي اعادة التفكير واتخذي القرار المناسب كي تستمر الحياة .