أنت أيام

 

مساء يهمس لكم بحروف الإبداع

مساء رائع لا يليق إلا بحضوركم الأنيق

أنرتم زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)

موضوعي اليوم بعنوان (أنت أيام)

حياة غرورة ، لا نعرف أين المسار فيها ولا إلى أين المنتهى عندها ، كلما أعطتنا إبتسامتها تقلب حالها وتبدلت أحوالها وكافأتنا بغزير الدموع التي تزور كل عين وتلمع بكل قلب ، قد نردد أحياناً لقد أفاض بناً الحال ، فما الحل مع تلك الدنيا ، فكل عجوزة مسنة شاب شعر رأسها وتجعدت ملامح وتعابير وجهها رددت بكنحة الذي عاش دهراً وقروناً إنما الدنيا أيام قليلة نعدها كل ثانية .

 

وكل يوم يمضي من حياتناً فهو يمر يمر من أعمارناً ليجعلناً نتذكر كل حين أن الدنيا أيام غرورة ولذتها تزيد كلما تسارعناً حولها لنعيشها بلذتها وجبروتها ، ذكرتناً بأفعالها والمصائب التي تهب على أرواحناً كما تهب نسائم الهواء العليلة في يوم شديد البرودة لتجعلناً نتألم من شدة البرد وتزيد من أوجاع هذا القلب الذي لا يحمل تلك النسمة الباردة .

 

دنيا معدودة بأيام نعيشها بدون تفكير ونسعى فيها كأن قلوبناً ضمأ وتحتاج للكثير من الماء الذي يرويها ، نعافر فيها بكل جبروتناً وللحظات ننسى أنفسناً ، وننسى أن الدنيا أيام ماضية عليناً التفكير فيها بما يروي القلب ، كما قالت ذات الملامح العتيقة ، فلا تغرسي وتزيدي القلب بما يجهض رحم الهدف بل إسعى جاهدة للحفاظ على هذا الهدف وإسقيه من رحم كيانك الحب والعطاء لكي ينمو ويزدهر ، ولا تسقي أحلامك بطول تسويف بل إسقيها بروحك المليئة بعبير الياسمين ، إسقيها بحنكة فتاة التحدي ، إسقيها بعبير الكلام ولذة كتاب الله .

 

إن اللحظات رواحل ولن تعود مرة أخرى ، ما إن استمسكتي بعظيم عظمت له خطاك وإن هبت رياح فراغكٍ لا تغتنمها بل استبدلٍ السكنات بالحركات المليئة بالحيوية والتفاعل وبأجمل حروف الله ، وإستثمري كل يوم وأخيه بم يشغل فكرك وعطاءك وإجعلي من هذا اليوم روح تناديك وبصمة تشهد لك على أن يومك لن يمر كما السابق.

 

إننا جميعاً أيام بتلك الدنيا ، أنا وأنتي أيام والموعد الله عزوجل إن بعدتٍ عن الله اليوم وزدتي بتمردك لا تعدي إليه بمنشور وحروف وكلمات ، لا تركضي للوحة المفاتيح حتى تخبرناً ما بداخل قلبك فأنتي أيام فقط ، يا ابنتي لا تعلني عن تقصيرك وندمك ليتعاطف معك من ليس معك ، بل (إركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) فمسافة البعد بالعهد تقترب والفاصلبين وقفتك وسجدتك هى لب حكايتك فهناك إعترف (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) 

 

هذا ما قالته ذات الشيب الأبيض الذي ملأ رأسها ،صاحبة العيون الكبيرة ، الواسعة كوسع فنجان القهوة ، ذات الملامح العتيقة المزينة بتجاعيد الوجه الذي يتحدث لنا حياة عريقة ، وكل رسمة من تلك التجاعيد فيها حكاية وطن ، وكل نبرة قوية فيها حكاية تحدي وصمود ، وكل رعشة ترجف لها أصابع اليد تلمس ذات القلب الصافي الذي يحمل من الحكايات أجملها ومن أبيات الشعر أروعها ، فماذا نقول عن هذا القلب الذي يحمل الكثير من المشاعر الجياشة التي عاش بتلك الحياة وهو يعافر ويتحدى وفي النهاية يردد لنا أنت أيام بتلك الدنيا الفانية.

بإنتظار آرائكم وتعليقاتكم 

 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

 

تحياتي