الأحد، 12 يوليو 2020

وحي من الخيال



مساء محمل بالخير والمحبة لكم
مساء يعطر أنفاسكم وقلوبكم الصافية
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا )
موضوعي اليوم بعنوان (وحي من الخيال )

زمن ضاعت به دروبنا ، وتاهت بوسط رماله خطاوينا ، أصبحنا فيه كما الغريق الذي يتعلق بطوق النجاه ولا بجد من ينقذه ، زمن نحارب فيه بكل جوارحنا ونتحدى الصعاب بكل ما نملك من مشاعر دفينه وسجينة بداخلنا ،  قد نحمل في قلوبنا ما لا يحكى ونتألم أضعاف مضاعفة ، ولا يسمع دوي ذلك الآنين إلا صدى قلوبنا المرهفة التي تشتاق يوما إلى الراحة والأمان .

وفي صمتنا ما لا ينطق فعجزنا عن الهمس به وإكتفينا بالصمت الذي قد نعجز عن إدراكه في كثير من اللحظات ، لكن عندما نتوه ولا نعرف أين الوصول نلتمس العذر للصمت بداخلنا ونكتفى به أياما لا تعد ولا تحصى ، نحاسب فيها النفس والمشاعر والقلوب وكأننا بحسابنا هذا نلوم أنفسنا على مشاعر عشقناها ، وحروف أدمناها ، وأنفاس أصبحت لنا أقرب من حبل الوريد .

نلوم ونقسي على أنفسنا ، وكأن الهمس والإحساس بأيدنا ولا ندري أن القلب سلطان ، فعندما يدق بنبضاته يهلك الروح ويجعلها تحفر قبرها وهى مبتسمة وتتمنى المزيد والغرق بهذا الإحساس وبتلك المشاعر الدفينة والعميقة بأعماق الروح وبين جوارح نبضات القلب .

نعيش بهذا الزمن وقد نعشق المستحيل ونتمنى صعب المنال ، نعافر بكل قوتنا وبأظافرنا البربرية من أجل عشق أبدي ولا ندري بأننا نغرق بأعماق البحر ومحيطه ، ورغم الألم الذي يعاصرنا عندما نعشق ما ليس لنا ، وندمن حب بعيد المنال ومع ذلك الأنين الذي نشعر به  إلا أن أكثر المشاعر جمالًا أن نعيش مع ذلك الهمس ونتخيل البعيد قريبًا رغم بُعده.

فتظل هكذا القلوب تعشق وتزيد وتتلوع حتى تستحيلَ المسافاتُ صفرًا كبيرًا، ويكون ذاك الغائب الذي عشقته الروح أقرب إلى عينيك من جفنيك ، أقرب إلى نبضك من حبل الوريد ، يقتربُ  منكَ ومن حياتك واحساسك في مساحة التخيل حتى يستقر في أفلاك التفكّر، ويستوطن أكثر بين جدران القلب ، ويعلقَ في شباك الفؤادِ ويسكنَ مواطنَ الروح .

وياليت الفرح وذلك الاحساس يستقر هنا ونعيش معه لكن فهناك جرعة من كأس الألم نتذوقها ثم تلمس عقولنا فكرة أن هناك شعورا وهو ثم الأقسى شعورًا ،  نعم الاقسى شعورا أن يغتال القدر الخيال الذي يسكن داخلنا برصاص الواقعية التي غالبا ما نكره وجودها ، ويغتالَ العقلُ المراوغة بسهام المواجهة القاتلة التي قد تدمر الكيان بأكلمه .

ثم بعد ذلك تنظر إلى الحائط الذي أسندتَ إليه جناحَك المهيض ، المشتاق ، المتلهف للحظة العناق واللهفة ، فلا تجد الحائط كتفَ حبيب ،  ولا الوسادةَ حضن غائبٍ، ولا الغرفةَ دافئة بأنفاسهم ، فقط الحائط حجارة قاسية جدا، والوسادة قطن متناثر هنا وهناك ، والغرفة حيزٌ غريب من الهدوء و الفراغ ، فتشعر حينها أن القربُ  وحي من الخيال .

وربما لم يمضي هذا الزمن كما تمنّيت أن يمضي ، ولم أستطيع الحصول على ما تمنيته ، ولم أحقق حلما بغيد وصعب المنال ، ولم أنجز به ما خطّطت لإنجازه ،ولكن الله يعلم ما بالقلوب وما يسكن بداخلها من تعب وأنين وشقاء وحب ، ويعلم أنني أخلصت وعشت دهرا من الوفاء فتمنيت القرب للحظة واحدة فيها تشبع وتروي إشتياقا بات يخنق الأنفاس ، فالخالق يعلم أنني أردت الحياة فقط بين جناحيك ، ولا يخفى على الله كل ما أعيشه ، فأتوكل عليه جابر القلوب .

بإنتظار آرائكم وتعليقاتكم

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...