الاثنين، 27 يوليو 2020

حكايتي



أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا)
أنرتم بحضوركم وتواجدكم العذب
موضوعي اليوم بعنوان (حكايتي )

قبل قرن من الزمان كان أبناء الجزيرة العربية يعتمدون في حياتهم على المواشي بأنواعها و كانت بالنسبة لهم رأس المال الذي تقوم عليه حياتهم من مأكل و مشرب و ملبس و مسكن ، و كانت الحيوانات هي الوسيلة الوحيدة للتنقل و السفر , و أحد أهم أدوات خوض الحروب فيما بينهم , كذلك كان البعض منهم يعمل في تجارة هذه الحيوانات و بالذات الجمال.

حيث تؤخذ في قطعان إلى البلدان المجاورة مثل الأردن و مصر ، و يتم بذلك بيعها هناك في مواسم ورحلات تجارية معينة خاصة بهم بعد اجراءات بسيطة غير معقدة ، وصادف بلحظة الاجراءات أن كان هناك رجلين بذلك الوقت تاجر ومساعده وبعد الاجراءات الازمة معهم قد تم اطلاق سراح الرجلين ، بنفس اللحظة قام التاجر ببيع الجمال و أعطى لمساعده نصيبه و قال له أن يمضي في سبيله و أن يعود الى أهله، و افترق الرجلان في مصر حيث بقي التاجر هناك و عاد مساعده الى الجزيرة العربية.

في طريق عودته الى أهله و بعد أن قطع مسافة طويلة وجد هضبة صغيرة (و يعتقد أن ذلك على ما يعرف الآن بالحدود بين السعودية و الاردن) أراد أن يستريح في ضل هذه الهضبة, فنزل من على ظهر راحلته و بدأ بإعداد المكان الذي سيرتاح فيه, و بينما هو مشغول بذلك سمع صوتا غريبا جداً و كأن الارض تهتز من تحته جراء هذا الصوت و لما نظر باتجاه الصوت شاهد ثعبانا ضخماً حالك السواد  يخرج من أحد الكهوف داخل تلك الهضبة و اتجه إلى الجمل و قام بلدغه فمات الجمل من فوره و كان الرجل خلال ذلك ينظر صامتا متعجبا مما يحدث و لم يحرك ساكناً، بعد ذلك عاد الثعبان إلى الكهف الذي خرج منه و اختفى .

تفقد الرجل جمله الذي يعتبر وسيلة النقل الخاصة به فوجده ميتاً لا حراك فيه, فلما علم أنه سيضطر إلى إتمام رحلته راجلا حافي القدمين قام بسلخ جلد الجمل الميت و صنع منه حذاء و وضعه في الهواء الطلق ليجف حتى يتمكن من ارتداءه، بعد أن جف الحذاء إنتعله و أكمل طريقه وأثناء مسيره صادفه رجل يقود حماراً فسلم عليه الرجل الغريب و أخذا يتحدثان ثم سأله من أين هو آتي فاخبره برحلته الى مصر و عودته منها فأقترح عليه أن يتناول الغداء عنده و أن يستريح قبل أن يكمل سفره فوافقه الرجل على ذلك و رافقه الى حيث يسكن.

مضى الرجلان في طريقهما ووصلا إلى منزل طيني قديم من منازل ذلك الزمان و تناولا الغداء,  طلب منه الرجل الغريب أن ينهض معه ليريه الغرفة التي سيرتاح فيها قبل أن يستكمل طريق سفره و بحسن نية أطاعه و نهض متوجها معه الى تلك الغرفة آمنا مطمئنا فلما دخل إلى الغرفة قام الرجل الآخر بإغلاق الباب خلفه و إقفاله بالمفتاح  فاستغرب الرجل ذلك و نادى عليه ليفتح له الباب لكنه لم يجبه، وقف منتظرا لعله يفتح الباب لكن الرجل اختفى.

نظر حوله في أرجاء الغرفة الطينية فوجد منظراً مرعباً ... زاد من قلقه وحيرتني وتساؤلاته ... ماذا يفعل وأين يتجأ ...؟

تحياتي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...