الخميس، 13 أغسطس 2020

مسافرة مع الحدث

 

أسعد الله مساكم بكل خير 

وأسال الله أن تكونوا بخير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا)
موضوعي اليوم بعنوان (مسافرة مع الحدث)

قالت ذات يوم شعرت بإضطراب يضرب بأركاني وهبوط جعلني أشعر بالملل الشديد ،رغم أنني أدرس بالجامعة ولدي الكثير من المشاغل واﻷعمال التي تشغل وقتي وتبعد عني جو الشعور بالملل والهدوء ، لكن رغم ذلك فاليوم أشعر بأنني بحاجة لكسر حاجة الملل ، والهروب من ذلك الشعور المخيف .

فقررت بتلك اللحظة الخروج لبعض الوقت ، للترفيه عني نفسي بين الطرقات ، أو ممارسة الرياضة بالمشي على الأقدام واستنشاق الهواء المنعش الذي بالفعل يساعدني كثيرا ، وبالفعل خرجت وتمشيت بين الطرقات واستنشقت الهواء المنعش ، وشاهدت  المناظر الخلابة التي أخذتني لعالم السحر والخيال حيث الطبيعة والهواء والعصافير المغردة ، والبلابل التي تطرب المسامع ، فحقا شعرت بتغيير بحالة مزاجي ، وأنني بحالة لتناول فنجان من القهوة .

وبالفعل دخلت أحد المطاعم الفاخرة التي كنت أرتادها خلال زيارات دراستي وعملي ، وجلست بالقرب من نافذة المطعم وطلبت فنجانا من القهوة ، وبدأت أتناول رشفات من القهوة والسعادة تغمرني ، والهدوء ينتابني ، وخلال جلوسي بالمعطم رأيت شابا يقترب من فتاة كانت تجلس بالقرب من طاولتي بذلك المطعم .

فاقترب الشاب من تلك الفتاة التي تجلس بالقرب من الطاولة التي أجلس عليها ، وسأل الشاب الفتاه التي كانت تجلس على أحد طاولات المطاعم الفاخرة فقال لها هل استطيع الجلوس معك ؟ فأجابت الفتاه بصوت مرتفع جدا : كيف تريد قضاء هذه الليله معي ؟
هل انت مجنون !

حينها التفت الناس في المطعم بكل ذهول والنظرات الصادمة التي تحمل الاستغراب والتعجب لهذا الشاب ، و انصدم الشاب بجواب الفتاه له ثم انسحب والعرق يسكب على اركان جسمه ، والخجل سيطر على كيانه ، انسحب بكامل الاحترام والتقدير وجلس على طاوله اخرى وهوا محرج جدا من جواب تلك الفتاة .

وبعد دقائق من ذلك الموقف قامت نفس الفتاه وتوجهت الى الشاب الذي أحرجته أمام الجميع ، ثم قالت له بكل هدوء وقوة كادت تظهر بنظراتها اللئيمة ، وقالت بصوت غريب أنا أدرس وأتعلم طب النفس وأمارسه بعملي ، وأردت بتصرفي هذا معك ، أن أختبر شعورك أيها الشاب و أنت محرج .

حينها نظر لها الشاب بغرور جامح،  بعدما بردت أعصابه وأخذ نفسا عميقا ضاعت به دروب الخجل ،  واحتلت ملامح الكبرياء أركانه ووجه ، ورد عليها الشاب بصوت مرتفع : كيف ذلك يا حبيبتي أتريدين مني ثلاثه آلاف دولار لليلة الواحده !!!!  هذا كثير جدا  ، هذا غير معقول .

فنظرت الفتاة إلى الشاب والخجل يتملكها ، وتغيرت ملامح وجهها وأصبحت وجنتيها كما التفاح الأحمر ،  وتمنت لو إنشقت الأرض بتلك اللحظة وإبتلعتها للهروب من ذلك الموقف الحاد ، أما الشاب بقى صامتا والغرور سيطر عليه وإبتسامة اللئم كانت من نصيبه ، ونظر الناس إلي الفتاة بأستغراب واحتقار على ما سمعوه ، وانهالت عليها نظرات العبث والإساءة .

 ثم همس الشاب في أذن الفتاه  وقال لها ، أنا أيضا يا حلوتي محامي بارع وأعرف كيف أقلب القضايا لصالحي  ،فأنصحك بعدم العبث واللعب بمشاعر البشر مرة أخري والا وقعتي في يد محامي آخر من البشر يصدمك صدمة لا تكاد تخرجين منها وتركها وخرج من المطعم والغرور يتملكه لانه رده ضربته بقوة لتلك الفتاة المغرور التي تستهين بمشاعر البشر .

حقيقة يا أصدقائي ذلك الموقف أثارني كثيرا وجعلني مسافرة مع ذلك الحدث ، وشغل فكري فكيف لنا أن نلعب بمشاعر وحياة البشر بتلك الطريقة البشعة ، حتى لو كنا نتعلم وندرس علينا أن نحترم الجميع ولا نخرج عن دائرة احترام المشاعر ، فذلك الموقف أعطاني درسا جميلا لحياتي القادمة .

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...