مساء مزهر بعبق الياسمين لكم
مساء لا يحمل الا النسمات الصافية لكمزوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا)
موضوعي اليوم بعنوان (مشاعرنا ذات يوم )
تستبد بنا أحيانا الأشياء المزعجة ،وتصر على أن تأخذ منا ركنا خاص بها داخل أجسادنا بل حياتنا بالكامل ، لتنال منا متى ارادت وكيف أشاءت ، تستبد بقوة ليتجبر الواقع والحياة وتضيع السنوات من أعمارنا ونحن نصارع تلك الصعوبات والأحزان .
وتقلبنا الساعات ببرود وكيف شاءت لنتوه بين عقاربها ، نشعر فيها أن الأمس مثل اليوم تماما يمر بغروب الشمس التي تتموج بقدرة عجيبة تسحر من يناظرها وشروقها الذي يضيء الحياة ويضي عتمة الليل بقلوبنا وأعيننا ، يمر بلحظة فرح نسرقها ونستغلها كما الأطفال البريئين .
يمر اليوم بحزن يغتالنا فجأة وبدون سابق انذار ليجعلنا كهول قبل أواننا ، ويشيب بنا القلب قبل العمر ، يمر بيأس اذا زارنا فجأة يقضى على حياتنا ويطفىء الشمعة التي تنير حياتنا .
يمر اليوم بأمل وتفاؤل نتسارع اليه ولا نستطيع الوصول اليه ، ربما لأننا بطيء الخطى كما نظن ونتشاق لليأس أكثر من الأمل ، وربما لأننا اعتدنا على مجالسة اليأس أكثر بتلك الحياة ، حتى وإن أتى وزارنا بروح خفيفة ، فيفعل ممن حولنا المستحيل لكي يخمدوا نار الأمل ويطفوا شمعة النور والحياة .
يمر اليوم بدمعة تزور كلا منا،ربما دمعة فرح على نجاح ، وربما دمعة إنكسار ، دمعة حنين واشتياق ، دمعة ضعف ، فالدموع كثيرة ، لأنها تزورنا بكل لحظة من حياتنا ، ومنا من يكسر تلك الدمعة ببسمة ممزوجة بنوع من التحدي والصمود أمام ما فقدناه بتلك الحياة .
فنشتاق ونحن بهذا اليوم الذي يمر بلوعة الأنين والفقد إلى لحظة عناق لمن نبض لهم القلب ، ونتلهف للحظة عناق تروي القلب الجريح ، وتعيد النبض للشريان ، ويمر اليوم وهو ممزوج بتلك المشاعر الجامحة ، الممزوجة بالكثير من النكهات التي تختلف من لحظة لآخري ،وبين كل ذلك تصطلب تنهداتي وتئن آهاتي ، كأوكسجين بين قضبان يتأمل وجهه الربيع ، ليثور كبركان فاض به الهدوء والسكون ويريد أن يشتعل ليصل صدى اشتعاله إلى من يريده .
ورغم كتلة تلك المشاعر الغريبة التي نمر بها بيوم واحد قد نلجأ أحيانا إلى أن نخيط أحزاننا بِإبتسامة نرسمها علئ شفتانا ، كي لا تتأذي ملامحنا الطفولية ،ونستطيع اخفاء أحزانا تحت نظارتنا السوداء الجميلة التي نتعمد لشرائها ،نستطيع أن نخفي دموعنا لِمئة عام ، ونستطيع أن نضع أيدينا على قلوبنا وجروحنا من أجل آنسان نبض له القلب وعشقه بجنون ، لنقف معه بلحظة حزنه ونخبره بأنه سيكون على مايرام و ان كل الاحزان ستمر .
ولكن .... أين أنت ؟ يا من نبض له القلب ، واستقرت له الروح ، كم اودّ ان اُشاركك لحظاتك الحزينة وأن أبتلع لحظاتك التعيسة و أدفنها داخلي، ويجتمع في داخلي حزني وحزنك الجميل ، ثم لتبتسم شفاتك ،ولِيضحك وجهك إلى الابد'.
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق