الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

عن أي وجع تتحدثون

 


أسعد الله مساكم بكل خير 

وجعل السعادة رفيقة دربكم
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا)
موضوعي اليوم بعنوان (عن أي وجع تتحدثون )

نعيش حياتنا كما يقولون بالطول والعرض وأحيانا كثيرة لا نهتم لمن حولنا وبماذا يشعرون ، حتى تمضي بنا الأيام ليأتي يوم يائس تتعرض فيه حياتنا للكثير من الصعوبات والتحديات ، فيه تتكدس الأحزان على قلوبنا ، وتشتاق أنفسنا ليوما من الراحة .

ونشعر بداخلنا أننا إذا تعرضنا لحزن بسيط أنا ذلك أقسى وأصعب الأحزان ، ولا نفكر لمرة بأن ذلك الحزن قد يكون بسيط جدا بالنسبة لأحزان غيرنا ، وأن أوجاعنا طفيفة وليست كأوجاع غيرنا ، فكل إنسان منا بتلك الحياة لديه أحزان وأوجاع .

لكن .... !! يختلف بطريقة التعامل معها من شخص لأخر ، فهناك من يتأقلم معها ، وهناك من يئن منها ، لكن علينا أن ندرك جيدا بأن كل ندبة موجعه في قلوبنا سيداويها الله ، وكل حزن نشعر فيه بأرواحنا وقلوبنا سيجبره الله العلي مع الأيام ، وكل هم في حياتنا سيفرجه الله ، وكل خيبة أمل حطمت نفوسنا سيعوضنا الله عنها .

وقد يشعر كلا منا أن ما تعرض له هو أخر الحياة والدنيا ويردد بينه وبين نفسه لم يعد هناك ما أقاتل من أجله ، فقد فقدت أسلحتي كلها وهذه الحياة طاحنة ، ويسيطر اليأس على قلبه بسبب الحزن الذي تعرض له أو الألم الذي عاشه بفراق محب وصديق وأخ وعزيز ، ويبدأ يردد أكتب لحزني ونفسي بين أكوام من الهزائم ، فعندما يفقد الانسان معشوقه وحبيب قلبه يردد أحببتك حتى كسر عظمي ، ودحرجت العالم تحت أقدامي ليوصلني اليك ولم يفعل ، فيعيش الحزن بداخله وهو يردد هذا وجعي الشديد .

لكن .... !! هناك من يعيش وجعا أقسى وأشد ألما من ذلك الوجع فعندما تدركونه جيدا سترددون بصمت ...!!

عن أي وجع نحن نتحدث ..؟
عن فراق معشوق... ؟!
عن غدر صديق ...؟!
عن هجر حبيب ...؟!
عن اي وجع نتحدث ..؟

دعني يا عزيزي وزائري أخبرك ماهو الوجع الحقيقي ..؟

هو في شخص عاجز وقف ينظر إلى والده يحتظر أمامه ولا يستطيع عمل اي شيء ، أم هو في شخص ضل ثلاثة أيام يجري بالشوارع يبحث عن العلاج لوالده ، ثم يعود والحزن يمزقه لانه لم يجده ، ويردد بكل يأس كيف لي أن أعود خائبا ، أم حقا أنا عدت خائبا ، أجر الأوجاع معي  يا ليتكم تدركون حجم الوجع ....!!! فعندما يتألم شخص ليس بأقرب شخص إلى قلبك وإنما هو قطعة منك .

فالوجع الحقيقي هو أن يتصل شخص بصديقه ليخبره عن عجزه أن يحضر إبرة واحده علها أن تخفف من الألم ولو بالشيء اليسير ، ولكنه أثناء حديثه ينهار وتنهار قواه فيبكي بكاء الطفل الشريد الذي فقد أمه بليلة جارحة ، رغم أن ذلك الشخص هو شخص من النوع الصبور ، من النوع الذي يمكن أن يتحمل فوق طاقته ، لكنه ثم ينهار فيبكي .

آآآه .... آآآه ..... كم هو قبيح هذا العالم ، عندما يبكي من يستحق السعادة ، عندما تحاول تهدئته فتعلو شهقاته ، كالطفل الغريق ، لقد صمد حتى إنهار ، لقد تحمل مالا يحب من أجل من يحب ، ولكن ..! هكذا هو العالم قبيح ، عندها لم يجد ملجأ سوى دموعه ، علها تخفف عليه من عذاب ضميره .

برأيكم يا سادة ...!  أليس هذا هو الوجع الذي ينخر حتى نخاع العظم ..؟ أن تقف عاجزاً أمام ألم من تحب ، وأنت عاجزا لا تستطيع فعل شي .

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...