الجمعة، 28 أغسطس 2020

أشباه الحب

 مساء محمل برائحة الجوري لكم 



مساء السعادة والخيرات لكم
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا )
موضوعي اليوم بعنوان (أشباه الحب)

نعم الله عزوجل علينا كثيرة ولا تعد ولا تحصى ، لكن من أجمل النعم التي أنعم علينا بها الخالق ، نعمة عظيمة حقا بل إنها ولدت منا بالفطرة ،لما تحمل معها من عبير الندى ، ونقاء الحروف رغم أنها كلمة من حرفين فقط ،ورغم ذلك هاتين الحرفين البسيطين يمكنهما حرق العالم بأكمله ، أو بناءه بشكل راقي وجميل إذا أحسن إستخدامهما .

نعم يا سادة..!! إنها نعمة الحب العظيمة ، التي عجز العالم كله ، والعلماء والشعراء والأدباء وعباقرة الحب أن يصفوا معنى تلك الكلمة العريقةوهذا الشعور العظيم الذي عندما يحتل كيان الإنسان يزلزله بالكامل ، فهو كما الشعلة التي نشعلها بأيدينا عندما نوقد الحب الفطري الموجود بداخل كل إنسان منا .

ورغم عظمة تلك الكلمة وهيبتها ،إلا أن هناك مأساة كبيرة لمعني وقدسية هذا الحب ،نعم مأساة عميقة عندما نقابل بحياتنا نوعيات مختلفة ومتعددة من العقليات وأصحاب القلوب المتناثرة ،والمتضاربة ، عندما ندرك أن لا أحد فهم معني قدسية الحب ، نجد أن للحب مأساة ، عندما لا أحد يقدر قيمة الحب وروح الحب ، فنجد أنفسنا بمأساة تردد بين أعماق دواخلنا ، كأنها تريد منا جوابا شافيا لما يجري بكل شغف .

فالحب يا سادة ! ليس فقط حب الحبيب ، هو حب واسع ومتشعب بكل أركانه ، وقد بفتقد ولا يعي فهمه أصحاب القلوب التائه والعقول المليئة بالتخبطات والعواصف التي لا ترى أمامها ، فحب الحياة والخير والعطاء موجود بيننا وحب الأصدقاء والأخوة وحب الأهل والاحباب موجود ، وحب الأقلام والحروف والكتابات والهوايات موجود .

وحب أنفسنا ...!! كل ذلك حب يا سادة ومحتاج فقط منا الإهتمام والرعاية  ، والأهم من ذلك أن يكون لدينا الوعي الكامل بكل روابط الحب الصادقة ،وقد يكون كل شخص منا مختلف عن الاخر بما يحمله من إدراك لروابط قدسية الحب ،فأحيانا نشعر أنه عندما نحب إنسان بأن روحه لم تخلق الا لنا أنفسنا وحدنا وليس لأحدنا سوانا ، وعلينا أن نهديه نبل المشاعر والأحاسيس ، أحاسيس تنبع من فؤاد صادق ،فؤاد لا يزيف المشاعر من أجل مآرب أخري .

فمعني أن تحب إنسان ،يعني أن تضحي من أجل إسعاده وليس من أجل إذلاله وتعذيبه وخيانته طول الوقت ،وأن تسعى جاهدا لخلق فرصة الإبتسامة والفرحة على ثغره ، وأن تكون الصديق الحقيقي بضيقته ، والسند القوي الذي لا يعوض بأوجاعه ومصائبه ،نعم فحاول أن لا تتخلى عن مبادئك لإذلال نفسك ، ولا تجبره على التخلي عن مبادئه لأجلك .

فالحب يا سادة ،هو بحر عميق ، فهو ذلك الوفاق الروحي والشعوري ، الذي لا يمكن لأحد أن يدرك حقيقته ومعدنه الامع ، فقد يكون هذا حب خلق من أجل روحين لا أكثر ، حب أساسه الاحترام و الثقة و التفاهم والقبول ، حب لا يتنكر لأبجدياته و قواعده الازلية ، حب لا يقبل الهزيمة و الانصياع لنزوات غرباءه ، فلنتعلم يا سادة معني الحب الحقيقي وقدسية الحب ، فلنتعلم كيف نحب فعلا من كل قلوبنا و لا نلهث وراء وهم أشباه الحب .

تحياتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...