الجمعة، 11 سبتمبر 2020

كنز ثمين

 



اسعد الله مساكم بكل خير 

وجعل الله السعادة رفيقتكم
زوار ومتابعى مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا)
موضوعي اليوم بعنوان (كنز ثمين )

خرجت ذات يوم للسير .. ، وأنا أسير بطربقي ، لفت نظري بعيدا في أحد البساتين الجميلة ، الخضراء اللون ، الزاهية بورودها الجميلة ، ذات المنظر الخلاب ، حيث هناك كانت تجلس فتاة جميلة في مقتبل عمرها ، فهى شريدة الذهن ونظرتها شاردة بين هنا وهنا تملأ عيونها الحيرة والدموع كأن هناك حملا ثقيلا بداخلها .

أثارني الفضول فإقتربت من ذلك الفتاة ، وكانت المفاجأة هنا ،آآه ! تلك الفتاة كانت تثرثر مع نفسها كثيرا وتتحدث بعين القلب واللوم الكبير يملأ تساؤلاتها ، أثارتني ودفعت الفضول بداخلي لأعرف ما بها ،إقتربت منها وألقيت عليها التحية ، فبادلتني التحية بابتسامة بريئة..!! لكن مغموسة بألم عميق ، والدموع تترقرق في عيونها ، أثارت دهشتي وجلست بجوارها ، وكلي أمل ان أعرف قصتها .

فسألتها والحيرة تتملكني ... ! ما بك يا جميلة الجميلات ، لماذا أشعر أن بداخلك حزن عميق ، لماذا أنتي جالسة هنا وحدك ، هوني على نفسك يا عزيزي،فكل أمر صعب هين
فالأمر يا صديقتي لا يستحق هذا العناء مهما بلغ .

فنظرت تجاهي وقالت بكل حزن شديد حين خذلني أحد أصدقائي المقربين مني، فكرت في معاتبته على ما فعله ، فكنت أتألم كثيرا،وظننت أن معاتبتي لـه قد تشفي وطأة الالام في قلبي، وتبرد نار التساؤلات بداخل روحي ، لكن في الوقت نفسه أصابني التردد .. !!كنت أخشى من جفاء وقسوة الرد .

فمضيت أيام كثيرة في حيرة تتملكني ،،!! ما بين معاتبته ومعرفة لما فعل ذلك بي وما بين تجاهل خذلانه والمضي حفاظًا على علاقة الصداقة الجميلة التي جمعتنا يوما ما،  وبعد تفكير عميق ، في النهاية .... ! قررت أن أعاتبه حتى أطفىء نار ولهيب التساؤل والشك بداخلي ، وكما توقعت تمامًا كانت ردوده باردة جدا وسخيفة، لقد جعلتني أشعر بالندم كثيرا .

نعم شعرت بالندم كثيرا ،،، !! فليس لأنني عاتبته بل لأنني أتخذته صديقا وأخا لي بيوم من الأيام، أو لأنني تعشمت أن يكون مكانة الأخوة في قلبي له ،هي نفس مكانتها في قلبه ، لانني أؤمن جيدا ، أن رابط الصداقة والأخوة أقوى بكثير من أي روابط نعرفها ، في النهاية..

مضيت ليلة قاسية كدت أسقط من فرط الالام والتفكير و والإستغراب من ذلك العالم الذي تغير ، وأصبحت روابط الصداقة اليوم صدقيني ،، ليست لها أي أثر وإنها أصبحت مجرد حروف وعبارات نثرثرها ،،،في حياتنا للحفاظ على الواجه الأمامية لنا لكن ما نحمله بداخلنا لا يمت بأي صلة للوفاء والإخلاص .

حتى قرأت عبارة تقول :

* ليست الصداقة الحقيقة بكثرة الأصدقاء ، إنما بصديق واحد قادر على المحافظة عليك ،والعناية بمعنى الصداقة الحقيقي ،،، بمعنى أن تخسر روحك من أجل حفظ سمعة وكرامة صديقك وتكون السند الحقيقي *

لذلك ....

بتلك الحياة أن تختار صديقا وأخا لك لا يعني بالضرورة أن يكون سندك الحقيقي بتلك الحياة فعليك العناية جيدا باختيار الصديق الحقيقي لك .

عندها خرجت للجلوس هنا ...وأيقنت  أن صديقي هذا لم يخطىء ، بل أنا من أخطات في الإختيار ، وأعطيت ثقتي لمن لا يستحقها ، هو لم يخطىء أنا من بالغت في العطاء بينما لم أنتظر منه أن يقدم لي ولو كلمة طيبة .

حقا ..!! فأنا من بالغت في البقاء بجواره في أشد لحظات حزنه وتعاسته ،صدقيني هو لم يخطىء ابدًا في تجاهلي وأعتباري شخص من ضمن قائمة أشخاص طويلة جداااا في حياته ، فأنا من أخطأت حين أعتبرته اخ وصديق في حياتي وأعطيته ثقتي .

واليوم جالسة هنا وحدي ،، لأعيد لنفسي ترتيب حياتها ، وأحاسبها على إختيارها الخاطىء ، فجلوسي وحده هو مجرد فرصة لرؤية العالم بمنظور أخر ، ولمعرفة أننا كل يوم نأخذ درسا ، فاليوم تعلمت معنى الصداقة الحقيقي .

لذلك فرفقا يا سادة فالصداقة كنز ثمين

هي لا تعوض بكنوز الأرض والثقة إذا كسرت لن تعود

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...