الخميس، 24 سبتمبر 2020

غريبة بلا غربة

 


أسعد الله مساكم بكل خير 

وأسال الله أن تكونوا بألف خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا)
موضوعي اليوم بعنوان (غريبة بلا غربة )

تمرر  بحياتنا ،،، لحظات كثيرة نشعر فيها بأننا غرباء بتلك الحياة ، لا ندري لماذا ،،، ؟ رغم أننا ! ندرك جيدا أن الغربة الحقيقة ،كما يعتبرها البعض غربة الوطن والهجرة وفراق تراب الأرض والوطن ، لكن أصبحت هناك مشاعر وبمعني أصح مصطلحات متعددة لمعني الغربة التي كنا نعلم بأنها فقط غربة وطن ، لكن هناك هجرة وغربة قلوب من داخل أرواحنا ، نعم ، والتي كانت تعني لنا الحياة وهذا ما نشعر به بلحظات كثيرة تراودنا بين الفنية والأخرى .

قد ينتابني بلحظة ما شعور الغربة عندما أتحسس وجهي في كل صباح ولا أعرف نفسي لما أعانية بداخلي من قهر الحياة والظروف ، فقهر الاشتياق الموجع والمؤلم ،،، الذي يزورنا ويطرق قلوبنا بدون استئذان ،آه ليشعل فتيل النار بداخل قلوبنا ، حتي غربة الحرمان ، لا تتركنا وحدنا فهى عصية ومتمردة ، تئن بين لحظة وأخرها لتذكرنا بحرمان أصبح بأعماق القلب ، آه حرمان من ضحكة طفل صادقة أتحسسها ولا أجدها .

ورغم أن غربة الأوطان قاسية جدا فهى تحرمنا من تراب الوطن والحياة والحرية ، الا أن غربة الأهل أقسى بكثير ، كلنا ندرك أن غريب الوطن عندما يفتقد الأهب والأحباب يتذكرهم ، ويتقاسم معهم الفرح والحزن ، حتى وإن كان المكان يفرقهما ، لكن ما يجمعهما الحب والعطاء ووسائل التواصل ، أما غربة الأهل فهى تختلف كثيرا ، فقد تعيش معهم تحت سقف واحد وبمنزل واحد وتمر بنفس الزمان والمكان والحياة ، وتزورنا نفس الفصول ، فخريفنا واحد وربيعا واحد ، لكن تفرقنا المشاعر والمحبة والخوف على بعضنا فكل واحد منا يغني على ليلاه .

نعم ،،،! هذا هو الشعور القاسي جدا عندما تفرقنا المشاعر ونحن تحت سقف واحد ،بتلك اللحظة تكون أنت في واد والاخرين من باقي الأسرة في وادي آخر ، كأنكم تعيشون في فندق ، فلكل واحد حزنه الخاص به وفرحه أيضا ، قد تشعر أن حزنك لك وحدك ،لا يشاركك به ولا يعلم به أحد  من أفراد أسرتك ، وكذلك فرحك عندما تحصل على عمل أو مكأفاة وتنظر بكل فرح لهم ،!من أجل مبارك ومشاركة الفرحة فتجدهم كما شاشة صماء ، حقا !! فيصبح فرحك لك وحدك وتنهال عليك لحظات الانكسار والحزن ، نعم يا سادة ليست الغربة في أن يفرقنا المكان ،،!  لكن الغربة أن تفرقنا القلوب ، ومشاعر الحب والوفاء والعطاء والحرص على بعضنا البعض .

فالغربة ،هي اغتراب روحك عنك دون أن تحتويك تذهب معك أينما ذهبت ،شعور لايمكن الهروب منه وحتى وانت تتنساه يلاحقك كظلك ، يراقب نومك وصحوك، ضحكك بكاء ، فالغربة هى إغتراب عن كل من حولك ، اغتراب عن الهدوء النفسي والسلام الداخلي وعن نفسك أحيانا .

الغربة هي أن ترى أحلامك تسرق منك، أن تنام والدموع تملأ جفنيك إنها عجزك عن فعل الصواب و عن قول كلمة الحق وأنت تملك القدرة على فعل ذلك، الغربة أن يسحق أهلك أحلامك وطموحاتك خوفا عليك من الغربة وهم لا يدرون أنهم كسروا قلبك ومزقوه ، حتى بات غريبا وانتي أصبحتي غريبة بلا غربة...

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كما تدين تدان

  لأنى أعلم أن الطيبة فى هذا الزمان    قد تكون غلطة تجازينى عليها الأيام لن أتغير وويل لكل من أستهان بمشاعر إنسان ونسى أنه كما تدين تدان ربى...