الاثنين، 28 سبتمبر 2020

كفاح وحضارة نملة

 



أسعد الله مساكم بكل خير 

وأسال الله السعادة لكم جميعا
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا)
موضوعي اليوم بعنوان (كفاح وحضارة نملة)

كثيرا ما يمر علينا أشخاص يرددون أنا صانع الاحداث ...
أنا في طريقي إلى الفاعلية ،، سأكون ،،  أساسا من أسس النهضة والحضارة ، وحقيقة ،،،، ذلك فخر كبير عندما نرى من يحققون بالفعل ما يرددونه ويكون لهم بصمتهم بتلك الحياة .

وقد استوقفتني لمقولة المهندس أوساهير عندما قال ،، :
(اذا كان الناس يعملون ثماني ساعات في اليوم ، سأعمل  تسع ساعات :نعم ثمان ساعات لنفسي ولأولادي والساعة التاسعة من أجل اليابان .

لذلك إن الفاعلية ،تعد ركيزة أساسية في إعادة بناء الأمه ولن يصنع نهضة هذه الأمه العريقة الا العناصر الفعالة في كل فرد ، لذلك على الإنسان أن يصبح عنصرا فعالا ،،،! في المجتمع ، فكل لحظة أتذكر قصة تلك الجرادة المغرورة ، والنملة الصغيرة النشيطة ،،،!  التي تذكرني تماما بالإنسان الطموح الذي يسعى لحلمه ومستقبله ،عكس تلك الجرادة التي هدفها فقط اللعب واللهو

يحكى أن ذات يوم كان هنا جرادة ،، كانت تحيا في كنف الكسل ، الخمول ،الدلع ، الراحة إلى أبعد حد تقضي وقتها في الاسترخاء والاستمتاع بهواء الصيف العليل ،  ودفء شمسه الساطعة تأكل وقتما تريد بلا حساب ، تنام وقتما تشاء بلا ضابط ،كل ما يشغل بالها بهذا الوقت هو الترفيه والإستمتاع ولا شي غير الترفيه .

وبينما كانت مستلقية كعادتها المهمة،تعرض نفسها لأشعة الشمس،إذ بنملة صغيرة تمر من أمامها حاملة فوق ظهرها كسرة خبز تقطع بها المسافات الطويلة ،فتعجبت الجرادة من ذلك واستوقفت النملة بكل غرور وسألتها في استنكار (ماذا تفعلين )؟!

أجابتها ،النملة الصغيرة بجدية شديدة وهي تتابع سيرها
(انني أجمع الطعام إحتفاظا للشتاء في ذلك الجو الصحو في الصيف  ،  فعندما يحل الشتاء يا صديقتي فلن يكون هناك مجال للخروج من البيت وسط البرد الشديد والمطر المنهمر ، لذا حينما أبدا في بيات شتوي وأكل من مخزون الطعام هذا) .

تعالت بكل غرور صاخب ضحكات الجرادة وقالت بتهكم وسخرية(ياصديقتي ليس هناك وقت في الحياة لنضيعه في انجاز تلك الاعمال المملة فقط هناك وقت للاستمتاع والترفيه) وتركتها وانطلقت لللهو واللعب كعادتها .

وتمر الأيام بسرعة ،،وينقضي فصل الصيف ويأتي الشتاء ببرده القارص والشديد ، ومطره المنهمر باستمرار ويصبح الخروج بذلك الطقس البارد أمرا مستحيلا علي الجراده ، ولكن الجوع المميت بدأ يشتد عليها ، وليس لها من طعام تاكله فقررت أن تواجه الطقس العاتي ،، وتخرج بحثا عن الطعام ولكنها فوجئت أن الارض اكتست بالثلوج الكثيرة فلم تجد شيئا للاسف تسد به جوعها .

ومرت الأيام ، تلو الايام والجرادة تبحث وتلتمس الطعام ولكن دون جدوى ، فبدأ الضعف يدب في أوصالها ، رويدا رويدا ، ، فكان مشهد النملة النشيطة الفعالة ،، التي تحمل الطعام على ظهرها في حر الصيف لا يفارق مخيلتها ،،!!! فتعض أصابع الندم والغيظ حتى إنتهى بها المطاف جثة هامدة لا حراك فيها من شدة الجوع.

وتلك النملة ،، نموذجا للفاعلية والايجايبة فقد نظرت الى قدراتها وامكاناتها ، وأدركت الخطر المحدق عليها بقدوم الشتاء ببرده القارص وثلجه وقلة زاده، فوظفت امكاناتها واستغلت الوقت المتاح لديها لتفادي ذلك الخطر ، ورغم صغر حجمها وصعوبة هدفها ، الا أن ذلك لم يقعدها عن مرادها أو يعطلها عن اهدافها.

أما الجرادة المغرورة ،  فقد تركت نفسها تسبح في أحلام الدعة واللعب والدلع و الخمول ،فكانت نظرتها ضيقة جدا ورؤيتها محدودة ،عاشت في حدود رغباتها ومتعتها دون النظر إلى المستقبل ، فلم تجد ما تسد به جوعها ،وانتهت حياتها التي افتقرت للفاعلية تلك النهاية البائسة.

لذلك يا سادة ،، تلك القصة تحمل حياة الكثير منا ، فهناك  للاسف كثير من الناس من يعيش كتلك الجرادة المسكينة يعيشون فقط من أجل يومهم وليلهم وتفكيرهم فقط في حدود المعيشة .

ولا يكتفون بذلك الأمر للأسف ،فعندما يرون شخصا مثل النملة الصغيرة ، النشيطة ، كما شخص طموح فيطمح إلى قمم  السحاب والإبداع ، يسخرون منه ويسعون جاهدين إلى تحطيم حلمه ونشاطه لا أدري لماذا ؟  فلماذا لا نكون مثل النملة التي تبني لمستقبلها ، وتسعى لمستقبل مشرق وواعد ، مستقبل حافل بالنجاح والتوفيق والإبداع .

تحياتي 

هناك تعليق واحد:

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...