الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

من عمق الألم ينبثق الأمل

 

* من عمق الألم؛ ينبثقُ الأمل*


وتجثو الأيام الثقال على أحلامنا تمسك أصابعها بأطراف أحلامنا فتجرحها مخالبها الحديدية لتصرخ أرواحنا ألمًا، تسقط الأحلام أرضًا ، ونبقى على قيد عودة أمل نمشى على طرق شائكة بأقدام نازفة حزينة ، نتيه في وسطها وخطوطها المتشابهه ، بحثًا عن حلمٍ محشوًا بالأمل ،بحثًا عن أملٍ يخلو من يأسٍ يُذيب لذة الطموح، والأمل يرمي بنا إلى حافة اللاشيء! لنستنجد صارخين بأمل قد طال به الغياب!

لنعرف من ذلك أن للأمل لذة لا نتذوقها بدون اليأس، وأن الأحلام لا تحلو بدون مرها، وأن الحياة بدون ظلمة الليل لا تستريح أرواحنا المتعبة، ونشعر بقيمة نورها المنبثق من عمق الظلام!

لربما غاب عنا الأمل فعتقدنا أنه قد نسيَ طريق الوصول إلينا ، وسلك طريقً أخرى بعيدة كل البعد عنا ، فنغوس في ظلمات اليأس ، نحدق إليه بدهشة وخوف مرعب 
نرى العالم فقاعات سوداء ، لا فائدة منه غير نشر البؤس
والكآبة ، نسكب الدمع إحمرارًا ، نغوص في بحار الحياة اللامتناهية فترمي بنا أمواجها إلى ساحل جزيرة مجهولة
خلف جدار 28حرفًا نختبئ ، فتتكسر أناملنا لشدة ما خطته من ألم!

يشرق الصبح  فلا نرى أملًا هناك في الأفق ليلوحُ إلينا بيديه مبشرًا ،فلا نرى غير اليأس يحيط بنا ، يقول كل من حولنا "أشرق الصُبح" فنقول: أين  ضياء الفجر وحفيف الرياح؟ أين قطرات الندى لمَ لا تداعب خدود الزهور؟! وأين رسائل الشمس الدافئة؟!

ونعود في  سبات ، نعود ناظرين شمس الأمل لتشرق من جديد ، نحاول الابتعاد عن عالم الفقاعات السوداء ،  فنفشل ! ثم نحاول مرة أخرى، ونحاول ثم نفشل، وبعد كل ذلك الفشل الأليم !نكتب رسائل بائسة إلى السماء في سجدة مريحة مستغيثة،تطلب النجاة من أرض يحاصرها اليأس وأشراق شمسها أصبح بائسًا .

وبمجرد أن ننتهي من الحديث ونرفع رأسنا من سجدة لم تطل كثيرًا حتى نرى، نورًا مشعًا في أخر الطريق يلوح بالأمل فتعود الروح الباسمة، والنفس الراضية، والنظرات اللأمعة، يعود صفو السماء، ورونقَ الأزهار، وضحكة الأحلام، وأخضرار الأشجار، تُضاء الحروف  المعتمة، تنجبر الكسور، وتلتئم الجروح؛  نتحرر من تكابل الضياع لنجد أرواحنا تطير فرحًا! وأصواتنا تعلو نغمًا، وخطانا تزداد ثقةً.

تعود الطبيعة بجمالها، بحسها وأختلافها , تعود الحياة لكل عرق يسري فيه دمُنا، يعود للقلب ترح نبضه، يعود الجسم بنشاطه، وحيويته! يستقيم إعوجاج الطرق، وتتلاشى المستحيلات! 

فنُيّقن حق اليقين بأن الأمل لا يطيل غيابه ,إنه الهدية الربانية، لأرواحنا المنهكة،  والدواء الشافي لأجسامنا العليلة, وقلوبنا البائسة ،نودع اليأس، ونفتح نوافذ قلوبنا للأمل لتهب رياحه وتهيج بنا إلى البعيد، ذاك البعيد المغدق بالأماني!

فلا ضير من أن يزورنا اليأس ، لا ضير من شعور البؤس وبعض الإنكسار، ولكن من الواجب نحو كل مايشعر القلب بالتيه والإنكسار، ألا نتمسك به وأن لا نجعله يُطيل البقاء واجبنا المحتم نحو أنفسنا أن نحدثها ، ونبعد عنها اليأس نخبرها أن اليأس شيء طبيعي لكن لنكن أقوى منه ليكن سيفنا البتار قاطعه، ونحاربه بأصرار بالغ التحديات فلا نخضع له ولا نركع ، نخرج أنفسنا من سجن اليأس إلى ساحة الأمل "

لنجعل لأرواحنا أجنحةً ونحلق  بها عاليًا وحينما يهاجمنا اليأس نرفع أكفنا إلى السماء ونتبعها بدعواتٍ نرسلها لرب المستحيلات وسنرى الأمنيات تتجدد ، وقلوبنا تتراقص ترحًا سنرى أنفسنا مختلفة كثيرًا سنراها شخص أخر.

لن ندع اليأس يميتنا فنخسر أنفسنا وأحلامنا المقيمة في دواخلنا المرسومة على جدران قلوبنا ولتكن هذه المقولة شعارنا(أملٌ نحيا به حتى نموت خيرٌ من يأسٍ يقتلنا قبل آوان الرحيل )

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...