الأربعاء، 24 فبراير 2021

أيا قلب

 

* أيا قلب *

ماذا جرى ياقلب؟

أأنتَ حقًا تسكُنني؟!

ماعدتُ أشعر بكَ حيًّا؛ أهي الحياة قد هزمتكَ وقضتْ على نصفكَ لتبقى الآن بنصفٍ شبه حيّ؛ مهمشًا على تلافيفها؛ منغمسًا بحزنٍ قد أنامكَ على حصيرِ الأيام الماضية؟!

أم أن من أحببتَ قد بذلوا قُصار جهدهم ليسحبوك نحو الهاوية؛ فوقعتَ مصدومًا، و أنقذتكَ تساؤولاتكَ بنصفٍ دون آخر!

مالي لا أرى على سماءِك سُحبًا بيضاء تنعم بالسلام، وتُهدي أرضكَ قُبلات المطر؛ فتنتعش، وتخضر.

أين شمسكَ؟ أحملتْ النهار وحلمك وغابتْ دون عودة؛ لتتركك تَسبح طويلًا بين الظلام وتغوص حتى الاختناق فلا فجر يفتح لك نوافذه لتتنفس، ولا شمس تشرق لتدفئ زهورك، وتدغدغها حتى تستفيق من سباتها فينتشر رحيقها في كل الأرجاء!  

أأنتَ تسكنني ياقلب؟

فأين دونتَ أيامنا الجميلة، وكتبتَ ضحكاتنا السماوية؟ 

ماعدتَ شغفوًا؛ كم أصبحتَ جامدًا وألامبالاة تحيط بك!  ماحسبتُكَ  ستصبح هكذا يومًا، وأنّي سأمضي أنا بنصفك!

كم أنت محتاج لِأن تطعمك الحياة حبيباتِ أملٍ لتعود؛ لكن الحياة لا تهبُّ أحدًا شيئًا دون أن تسقيه بعضًا من مرارتها، وتجعله يخوض طرق مزروعة بالأشواك!

أتحسبُ كل جميل يأتي دون ألم، دون أن يرجف الجفن دمعًا...أو دمًا؟! 

كُلٌ لهُ مقابل.

السماء تُمطر والطبيعة تتراقص مع حبات المطر، والعصافير تتغنى طربًا؛ وتحلق متنقلة بين الأشجار؛ فياترى كم غاب عنها المطر لتتوق إليه هكذا؟

لستُ أدري ياقلب، فالأيام طويلة، والشهور تمضي على ثقل محملة بكل أوجاع هذا العالم، والأرض تدور لتعود إلينا بصفعات مختلفة وأكثر إيلامًا!

ألاليت سماء هذا الكون تتصدق عليك بغيمة ماطرة، أو بقطرة علّ فيك الحياة تنبت  من جديد وتزهر....لِتعودَ! 

 ليت الطبيعة ترأف لحالك وتسمع أناتك فتهبك بعضًا من ألوانها، ليت العصافير تعطيك بعضًا من نشاطها وشغفها للحياة!

أياقلب صبرًا! ...ماعاد مشوارنا طويل؛ سنرتاح قريبًا عند آخر سطرٍ من سطورِ الحياة هناك ينتظرنا عالمٌ آخر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...