أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (إلى زهرةِ القدس)
قلبي يقرؤك السلام ، ثم أما بعد:
أعلم حقُ اليقين أني أعرف كل شيء عنك يا زهرة المدائن وأعلم أن تاريخك عميق وعريق بداخلي ، لكني بسبب قذارة المحتل أصبحت لا أعرفُ شيئاً سوى اسمكِ الجميل ، وكم تمنيت أن أعيش بين أحضانك يا مسرى الرسول وأولى القبلتين ، تمنيت أن أقيم صلاتي على سجادتك وأركع على أعتابك ، لكن اليوم بسبب قذارة هذا المحتل أصبحتي محاصرة وأصبحت بيننا الأسواار مقامة واليوم ما ما يجمعني بكِ هو وحي "القلم " عبارةٌ مني وعبارةٌ منكِ ، ما يجمعني بك هو قدسيتك وجمالك ، ما يجعلني أصرخ لأجلك هو عنفوان حضارتك ، ما يجعلني أحارب لأجلك بالسيف والحجر والروح ، لهذا أنني على ثقةٍ أنكِ تمتلكين روحاً فاتنة ، عفوية ، نقية ، من نقطةٍ في العمقُ بدأتُ حديثي معكِ ، لا تُرجمان للمشاعر لكنهُ مضمارُ الحُب بين (بلدي فلسطين وبلدكِ فلسطين يا قدسي ) ،
فحين تُطلقُ الرصاصات والمدفعيات والصواريخ في غزة هاشم يكونُ العزاءُ في القدس وكل بيت مقدسي ، وحين يتصاعدُ الدُخانُ من قبل العدو الغاشم في مباني غزة هاشم تحترقُ اللد وعسقلان وأم الفحم وعرعرة ورام الله والضفة الغربية وكل أراضي فلسطين المحتلة ألماً وحزناً ووجعاً ، إنِّهُ عصيرُ حُبِك يا قدسي ممزوج مع الحرب ، أنينُ الطائرات المحلقة بسماء غزة مع زغرودةِ النصر من أهالي غزة هاشم الموجوعين ، لباسُ العزاء لكل بيت غزي مع فستانٍ أبيض مكفن بيه عرس الشهداء ، إستشهاد جدٍ وولادةُ حفيد، سقوطُ الياسمين وزراعةُ البُن ، حدودٌ ومعابر ، خطاباتٌ وأخبارٌ عاجلة .
وقعنا جميعنا في شريطٍ أحمر يترأسُ قائمة "نبدأ نشرتنا لليوم " ، لا بأس ياعزيزتي ، وإن كان لِزاماً علينا أن نخاف فلنفعل ذلك ونحنُ أقوياء ، فللجمالِ ضريبةٌ وأي ضربية تلك التي ندفع بها أرواحنا وقلوبنا وحياتناً وأبنائناً وأطفالناً من أجلك يا زهرة القدس ، فحقاً هما للجمالِ مأسورين ، فلتحيا ضحكاتنا رغم الأنين الذي يعج بقلوبناً ، وليرتفع سقفُ طموحاتنا رغم الدمار الذي حل على رؤوسناً ، لنهزم اليأس وننتصر على العدو الغاشم ، ليكن شعاراً الموت فداءاً لأجلك يا قدسي ، يا مدينة السلام ، لأجلك يا زهرة أراد إغتصابها كل الذئاب البشرية ، لأجلك يا فاتنة يا قبلتي ،فأنتِ جميلة جداً ، خُدشٌ في قلبكِ يحدثُ بركاناً في أعماقي ، أنتِ وطنُ الربيع ، زهرةُ أقحوان ، عبقُ الياسمين ، أنتِ أنتِ عنفوانةُ النصر .
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق