السبت، 12 يونيو 2021

عنفوان قلم

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان (عنفوان قلم)

 لا أدري لما هذا الصباح يبدو كئيباً ، خالياً من قطرات الحياة ، فسيمفُونِية العصَافِير الجميلة التي تغرد صباح كل يوم لم تبدأ بعد يبدُو أنها قد قُتلت جمِيعَاً،  وربما هاجرت لمكان بعيد آخر لا أدري أين مبتغاه ومنتهاه ، وتمَايل الشَجر على ألحانِ الرياح يبدُو حزيناً فصهيل ألمه يضرب بأعماق القلب ،وضَوء الشمسِ باهتٌ جداً ليست كالعادة ربما يوحي إليك أنها تذرِف دُموعاً على شَاكِلة لهَب محترق .. 
 
هذا الصبَاح غريب حقاً ، أبحث فيه عن ريق للحياة ، أهرول هنا وهناك وأناظر المكان بعين التعجب ، فكل شيء ليست على ما يرام ، ما يحدث لا أدري لكنني حاولت أن أحِملُ كفنِي وأذهَبُ بعيداً بمخيلتي وذاكرتي إلى حيث كانت تقطن والدتي ، إلى حيث تلك اللحظات التي تحمل حديث والدتي ولا أجدُ منه الإ ضحكاتها الممزوجة بعنفوان القوة والصمود ، حديث يجعلني أفتخر بتلك الأم العظيمة التي أشعر بأنها كما الخط المستقيم الذي لا يحب الإعوجاج ملطقاً .
 
 وما هي إلا لحظات حتى سرقت مني ، وأخانتني مخيلتي مجدداً وسرحت بي إلى عالم الإكتئاب الممزوج بجنون اللحظة ، حيث السيل الهادم للأحلام جرفة بعيداً جداً ، فأقف على إطلال لا أعلم أهى لتلك الأحلام أم لغيرها ، أنتحب لما يحصل وما أشاهده ، وحين مغادرتي ألتفت هنا وهناك وبكل مكان أمامي وحولي ، علني أجد دليلاً على مسكني فيها ولكني لا أجد شيئاً ، لا أدري لماذا لا تريد لي اللحظات السعيدة .
 
فأعود مجدداً إلى حيث صباح حبيبي وصديقي أيضاً يبدو كئيباً جداً اليوم ، يحاول أن يقاوم كل ما يعيشه بتلك الأيام ، وكل كونه يتداعى كما فريسة تريد أن تهرب من صيادها إلى مكان أمن لا يوجد به إلا السلام والأمان ، وحين يأكلني القلق عليه أجده يبحث عن قلب يحتمي به من قنابل البؤس الكآمن في الجو ،  آتراه قلبي ؟
 
صباح نبضي .... ذو الحب الذي لا يفنى والقَلب الذي لا يموت، فحبه يتنَامى بداخلي مثل شجرة الزيتون الأبيه التي لا تهاب شيئاً بتلك الحياة ، ذاك الذي حين أتحدث عنه أجدره مخدراً لي من فرط هيامي به ، أشعر بتلك اللحظة وحينها وكأنه يحمل بيده سكيناً ناعمة يضعها على قلبي المرهف وباليد الأخرى يحمل إبرة وخيط لكي يخيط الثقب الناجم عن السهم الصغير الذي رسمته في الصغر على جدران قلبي ، لكنني رغم ذلك أشعر أنه سوف يخترق قلبي يوما ماً .
 
هذا اليوم هو صباحِي الكئيب الممزق والممزوج بالكثير من التخيلات المجنونة نوعا ما ، والبائسة والحزينة ، فهو صباح ربما يكون كفرح طائر هوى من سطح بناء شاهق وهو بلا ريش وربما يكون صباح محمل بعنفوان قلم متمرد أراد أن يثرثر قليلا .
 
تحياتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...