الاثنين، 7 يونيو 2021

ثرثرة حرف

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
حروف اليوم بعنوان ( ثرثرة حرف

حين لامستُ زجاج غرفتي أصابتني قُشعريرة، سرت في جميع جسدي.. الموج يبدو مُتعباً من على نافذتي التي تُطل على الشاطئ، يبدو كئيباً ومُزرياً ويحمل نفسهُ بتعبٍ ليماشي حركة الذهاب والإياب التي يقوم بها الصيادون!. 
 
مثلي الموج اليوم مُتعبةٌ حد الموت، والموتُ راحة أُمنِي روحِي بها.. السماء مغطاً بالسحب السوداء كالتي في قلبي ولكنها لاتمطر، يبدو كل شئ باهتاً كعيني المتعبتان، تلك النوارس التي تستعد للهجرة ياليتني مثلها أحلق متى أردت، ولكنني مكبلة هنا في قفص الحياة البارد هذا. 
 
أضيع في خياراتي دائماً، لا أجدُ محطةً نهائية لحديثي الكثير، أبحث في نفسي عن نفسي... بحق! أبحثُ عن طفلةٍ كانت جميلة، تحملُ هم حلواها التي يأتي بها والدها بعد عملِ يومٍ شاق وعناق والدتها عند المساء... ما بالي الآن أحملُ هموماً ليست لي!. كنت أظن الكِبر أن أصبح أطول وأرتدي التنانير القصيرة وأضع أحمر الشفاه، 
 
لكنني الآن كبرت وأصبحت عيناي تحمَر كل ليلة، وشهقاتٌ كتومة وقصيرة تخرج بين الفينةِ والأخرى، عرفت الآن لما كانت أرواحهن وضحكاتهن مكسورة ومزيفة... كنت أظنُ أني سوف أنجو في البدء، لكن ليالي الآسي والحزن داخلي تفاقمت بشكل سريع، تكاثرت فيَّ... 
 
وحين بادرت بغرز أول بذرة ضوءٍ في حياتي، قامت معوجَة وكأنني ملعونةٌ بسحرٍ فرعوني أصيل.. يبدو أنا شجرة حياتي التي جاهدت كثيراً لأنقذها متعفنة الجذور! أدركت هذا مؤخراً بعد أن أعطيتها جرعات سمادٍ من الفرح وقصصت من أطرافها أُناس طفيليون مستغلون؛ يقتاتون على حياتي ويمتصون ضوئها. 
 
الآن على فراشٍ وثير، أفكر في القوافي والقصائد التي كتبتها عن لحظات السعادة الزائفة والفرح الهارب، وأضحك فجأةً على حالي؛ متعبة ومجهدة كأنه اليوم الأخير لي على وجه الأرض... الآن أقتلع الصفحة التي يجب عليَّ أن أقلبها وأمزقها وأخلد إلى سريري بحثاً عن نومٍ طويل!.
 
تحياتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...