الثلاثاء، 15 يونيو 2021

كارثة

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (كارثة )

في كل مرة أصعد بها إلى الحافلة لم يشُدني يوماً نقاش الركاب فيها، كنتُ دائماً أهتم لشيء واحد وهو التفكير في كتابة مقال أثناء تأملي للسماء؛ ولكن شدني اليوم وبشدة حديثٌ دار بين راكبين في الحافلة لم أتوقع أن أترك تأملاتي وأنصتُ وأصغي بشدة لهما ! 

بينما كنتُ أمارس ذات العادة محاولة إقتناص شيء لأكتب عنه، بدأ شخص بالحديث عن أشياء لم أكد أفهمها ! في البداية لم أهتم ! ظل يتحدث بكثرة وبإلقاء ممتاز، توقفتُ قليلاً عن التأمل أردتُ معرفة من هذا ، كثير الحديث ، شحيح الهدوء ، بليغ الكلام ، الذي قطع أفكاري! 

تعجبتُ من أمره لم يتوقف عن الكلام حتى برهة ويتنقل لأكثر من موضوع بخفة ومتعة ويشد الركاب للحديث معه! قليلاً من الوقت حتى تحدث آخر، من هيئته أدركتُ بأنه متمكن بالنقاشات الحادة، صوته المرتفع والحاد رغم حديثه بطبيعته لم يستخدم العنف والغضب بعد! نظراته الثاقبة في التركيز وتفكيره الدقيق، وسرده للكلام كأنه مجاهد انتصر في معركة! 

دار حديثٌ عميق بينهما أحدهما يستفز الآخر ليتمعن بالتفاصيل والآخر يظهر جدارته بإثبات ما ينطقه لسانه! تعالت الأصوات بالضحك والكلام كلاهما يتحدثان بحدة وكلاهما لا يفهمان بعضهما! كنتُ أحدق جيداً لتصرفاتهما وعلمتُ بأن أحدهما يبحثُ عن التفاصيل الصغيرة ويحاول التعمق بها والآخر لا يعطي بالاً لها، يصبُ إهتمامه في إثبات شجاعته وحنكته! 

مضى بعض من الوقت وحينها تحدث آخر وقال "كم تبدوا حازمين! من أي كلية أنتما؟!" حينها علمتُ بأن أحدهما إعلامي ، والآخر محامي! منهما أدركتُ بأنه لا يجب أن يجتمع الإعلامي والمحامي حتى لا يُحدث شغب وفوضى في الحديث! أدركتُ بأن كليهما لا يتفقان ولا يصلان لحلٍ وسيط بينهما! 

الإعلامي يحاول استدراج المحامي بالكلام فقط ليصل لخيط يدعمه في مقاله في الصحافة أو الإذاعة ولا يهتم إن كانت القضية ناجحة أو خاسرة! ما يهمه سوى كيف يصل لتلك التفاصيل المخفية في جعبة المحامي! وبالمقابل يحاول المحامي إثبات نفسه وجدارته في تحقيق النجاح لقضيته غافلاً عن تلك التفاصيل التي ربما ستحدث كارثة له أو لغيره! بكل ما أوتي من خبرة يحاول إثبات أنه الأفضل في الحديث وبأن الإعلامي لا يصلح للنقاشات وإثبات الحقائق، متجاهلاً حذقة الإعلامي في سحب التفاصيل ليدعم بها مقاله ويشد تركيز القارئين أو المتابعين له!

لا أعلم إن كنتُ على حق في ما استنتجته في ظهر ما نظرتُ وأنصتُ له وإن كنتُ على صواب في قولي بأنه " لا يجب الجمع بين إعلامي ومحامي فكلاهما سيحدثُ كارثة للآخر!؟" والآن أيها الزائر والمتابع هل تأيدني بما أثبته ؟ أم أن هناك ما تقوله وتثبته لي وتقنع أفكاري بأن ما استنتجته يحمل الصواب أو الخطأ! هذ ما قالته فتاة الحياة

شاركوني رأيكم أعزائي

تحياتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...