الأحد، 4 يوليو 2021

فراق بلا مقدمات

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (فراق بلا مقدمات)
أقسى نوبات الحزن
إنها واحدة من أقسى نوبات الحزن، أن تفارق من تحب فجأة وبدون أي مقدمات ، أن تشعر للحظات أنك تائه لا تعرف كيف حصل ؟ ومتى ؟ لماذا ؟ إنها لحظات تعيسة جداً تسيطر فيها عليك دائرة التساؤلات عما حدث وما يحدث ، تحاول مراراً وتكراراً أن تجد جواباً شافياً لهذا الفراق الذى أتي بلا مقدمة ، وكأنه زوبعة أتت عابرة على حين غفلة وإختفت بسرعة البرق لتحصد بطريقها الكثير من المشاعر والذكريات ، وتخلف ورائها الحيرة والدموع ، تخلف ورائها تساؤلات باتت ترهق الذاكرة وتجعل القلب عقيماً ، لا أدري حقيقة ماذا حدث ولماذا ؟ ربما أكون أنا المخطئة ، وربما أكون أنا في حالة غيبوبة ، وما يحدث هو مجرد لعبة تافهه مصيرها أن تنتهي .
 
حقيقة لا أدري كل ما أشعر به أن هناك بركان مشتعل بداخلي ، أريده أن ينفجر لكي تهدأ روحي قليلاً ، أريد أن أثرثر كثيراً وأخرج ما بداخلي ، لكن هناك حواجز كثيرة تمنعني من البوح ، آه إن أقسى نوبات الحزن أن ألجأ الي الصمت وأكون صامتةً تمامًا ، وهنا لا أقصد أن تنعزل عن الناس، أو تتجنب الحديث مع أحد؛ هناك صمت آخر، هو ذاك الذي يجعلك تتحدث مع الجميع عن تفاصيل حياتهم العادية، تسمع بـاهتمام أوجاعهم ومتاعبهم في الحياة، تقدم النصائح وترشدهم إلى الطريق الذي تراه صحيحًا، تهوّن مأساتهم، وتخفف عنهم أثقالهم.
بركان الصمت
لكنك صامت أمام بركان نفسك المشتعل ، لما تعرضتُ له من صدمات وعثرات ، لا تقدر على الحديث معها، تخشى مواجهتها بكل ما حدث لك ، وأحياناً تخاف بشدة الهدوء الذي يسمح لك بالاختلاء بها، والتفكير في أمر حياتك التي تنهار تدريجيًا ، وربما لأن نفسك هى المسئول الأول عما حدث لك .

فكل الأوجاع التي بداخلي تزداد يوماً بعد يوم ، منذ سنوات طويلة قفلت ذاك الباب بوجه الكثير وإعتزلت العزلة مع نفسي وأوجاعي التي عشتها كثيراً ، بسبب طيبتي وتهوري في لحظة شرود لفتح نوافذ قلبي على مشراعيها لذاك الحب اللعين الذي إغتصب روحي وحياتي ، وجعلني أعيش مراحل كثيرة مع الوحدة والحزن الذي ربما إستطعت أن أتجاوزه بعد سنوات عدة .

لكنني اليوم وقعت بنفس تلك الحفرة التي سقطت فيها منذ سنوات ، وكأنني بقمة الغباء والجنون ، فقد سمحت لتيار الحب أن يعصف بين خلجات قلبي ونسيت ما حدث لي بالماضي من هذا الحب اللعين ، وكأنه محتوم على قلبي أن يعيد نفس لحظات الحزن ويعيش نفس الكارثة ، لكن الوجوه اختلفت والمشاعر تغيرت ، والطُعمْ الذي من خلاله وقع قلبي فريسة للحب هو الاحتياج وتلك الثقة التي أتت منه محملة بنسائم الإحساس وربما تشابه الأرواح ، لا أدري حقيقة ربما بتلك اللحظات أصابتني غيوبة الحياة وجعلتني لا أتذكر إلا نسائم عبيره .

ورغم ذلك فأنا اليوم رغبتي في الحياة تنعدم رويدًا رويدًا، والشغف اختفى تمامًا من حياتي ، لكنني أستمر بمهامي اليومية ، لأنني أعرف أن الحياة لا تنتظرني ، فهى تسير كالعادة ، فتجبَر روحي على الصمت لإيمانها أن ما بداخلي لن يستوعبه، لن يقدره، لن يفهمه أحد، لا جدوى من الكلام، لا جدوى من المناقشات، لا جدوى حتى من البكاء. وإيماني أنني لن أسمع سوى صدى صوت صراخ هذا الفراق الذي أتى غفلة فيجعلني أكتم كل أصوات وأنين الحزن في صدري.
تيار الحب

حقاً إنها واحدة من أقسى نوبات الحزن، أن تكون في خصامٍ طويل مع نفسك، وكأنك غريب عنها، غريب جدًا عن نفسك ، لتشعر بعدها بلا مبالاة ، لتتوالى السقطات مرارًا وتزداد رويدًا رويدًا، حتى يزيد الصمت الملازم بالحيرة لكل شيء حولك، لمَ تريده بشدة، حتى صوت هفيف الريح لا يعوق أذناك عن الصمت الدائم الذي بات يسيطر على كياني ،فتشعر كأنك صرت أصمًا، وربما هذه السقطات ليست كل شيء ، ستأتي صدمة مدوية كما صدمة هذا الفراق الذي أتى بلا مقدمات وكأنك استعدت سمعك للمرة الأولى، وتسمع صوت ثوران البركان داخلك وبكائك المتسارع .

كأن أحدهم ثقب أذنك بمسمار حاد، كأنه غرز كل الضغينة في جوفك وزرع أثامه وجعلك ساقطًا في ينبوع من الدموع، وتؤول بذاتك إلى ركن في أحد زوايا الغرفة، لقد سقط أكثر شخص تحبه، أكثر شخص تطمئن في وجوده، من بعت تراب الأرض من أجله، لقد سقط، لقد فقدت كل شيء، ربما أريد من يوقظني ، ويردد على مسامعي فهو لم يرحل، أين أنت أيقظني فأوجاعي عميقة ، فأنا أحبه، أقسم أنني أحبه، وسنعيد رسم الخطوات من جديد .
تحيتي  
 

هناك تعليقان (2):

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...