الثلاثاء، 6 يوليو 2021

ليتنا غيمة

 


 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان (ليتنا غيمة)
وخزات مؤلمة
ليتنا غيمة ... !!كما تلك الغيمة التي تضيء تلك السماء الزرقاء ، تهطل بعبير الحياة ، فتسقي كل روح عطشة من جمالها ونعيمها ، ليتناً غيمة نستطيع أن نسقي صحاري القلوب العطشة ، تلك القلوب التي كساها الضمأ وتوقف شريانها النبض ، لما حدث لها من صهيل وبسيوف متعددة تغرز رأسها أينما وضعته بكل عنفوان وقسوة ، ليتناً غيمة عساها ترفُقِ بنا وبحالناً ! 
 
وتمنحنا بعضًا من الأمل المشحون بالشغف !ذلك الأمل الذي فقدناه مع تلك القلوب التي أضاعت دروبناً وبدلت أحوالناً ، ليتناً غيمة عساها تكرم مثوانا فساعاتنا قليلة، معدودة فلا نريد أن نغمرها بالألم المترنح دوماً ولا نسكب عليها ماءً من وجع ، فقلوبنا رهيفة لا تحتمل كل هذه المهاترات الخانقة! 
 
أيتها الغيمة ترفُقًا بهشاشة قلوبنا ، فأصبحت لا تقوى على النبض ، امنحينا بعضًا من الوقت لننام بهدوء ، ننامُ بأريحية دون أن يفزعنا قلق الخوف المستمر ، أو ييقضنا ألم الحنين الذي يضرب بأعماق القلب ، ذلك الوجع الذي لا يرحم أبداً ولا يعرف الهدوء ، فعندما يعصف بنا وجع الحنين والاشتياق يثور بركان القلب ويشتعل كما جمرات النار لا يهدأ إلا بحريق قلوبناً .
 
أيتها الغيمة فما عدنا نعلم أيُِن منا هجر الآخر ! أهو ألم الحنين والشوق ، أم النوم الذي يحاربناً ! لا أدري ماذا يحدث لهذا القلب ولتلك الحياة ؟ أيا حياة ! أحبينا بِصدق فيكفينا كذبات البشر التي تنهش قلوبنا من فرط ما بها من وخزات مؤلمة! تبَصَّري بنا فما عُدنا نستطيع حمل أنفسنا لنحمل همومًا كثقلِ الجبال!

أملنا غائب فهل له عودة؟ حلمنا نائم فهل سيستيقظ يومًا على أصواتِ قلوبنا ومناداتها التي ضاعت بين سراديب الحياة؟ أيامنا هي هي الأمس كاليوم، واليوم كالأمس فهل ستختلف يومًا؟ أقلامنا المنكسرة هل ستنجبر أم أن تلك الكسور ستكون عصية لا تُجبر ككسور قلوبنا؟! أيا حياة، نحن أيضًا من بني البشر نضحك، نبكي، نصرخ، نفرح، نتألم، ونتيه باحثين عن أنفسنا حينما نفقدُنا! 
 
أترين قوتنا تلك؟! بها هشاشة و ضعف لا يراه إلا من كان مثلنا، أو خبيرٌ في كشف ماتحويه قلوبنا ، وليس كما يقولون: "إن من يحبك بصدق قادرًا على معرفة ماتخفيه خلف قواك" أتعلمين أننا أحيانا نتمنى أن نكون غيمة؟! لا لِسقي أشجار قد أكل الخريف أوراقها ولا لنمنح الآخرين حُبًا! بل لنسافر إلى حيث لا نعلم ، لنرافق القمر ليلًا ونؤنسه، ونرافق الشمس فـــ ننصصحها بعدم الإكثار من شعاعها فلا أحد يستحق!
 
لنركن على حافة السماء وننطوي على أنفسنا دون ألم! لكننا لن نكون! ونقول ليتنا غيمة! تطوف بنا الذكريات أينما تريد وفي نهاية المطاف نكتشف أنها تريد أخذنا لذكريات قديمة كانت ذابحة فتجدد فينا الأسى وتقتل ماشاء لها أن تقتل من أرواحنا البائسة وتعيدنا لنبدأ مراسيم العزاء ويستمر حداد قلوبنا! 
 
أيا حياة! كم بقي لنا حتى ننتهي؟ أتعلمين؟ فأنتِ تعُدين خطواتنا خطوةً، خطوة! هل تعدين كم زفرة نخرجها وكم شهقة نتنفسها وكم تنهيدة تتبعهما؟ كم من صباح كان ثقيلا فظلمناه حينما وصفناه بالتجهم والسواد؟ وكم من مساء هاجمتنا فيه الأحزان فظلمناه حينما قلنا عنه سيئا! أهو سيءٌ حقًا؟ أم من عبثوا بنا وسرقوا ضياء أحلامنا كانوا سيئين؟! أقول لك أنا: أعطني وصفًا أبلغ من"سيئين" لأقوله لك وللعالم!. 
 
 أياحياة! حاولي أن تضحكينا مرة ونحن في أتعس أحوالنا ألستِ تحبيننا؟!  
 

تحياتي  



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...