الأربعاء، 15 سبتمبر 2021

عروستي طفلة

 



 
أسعد الله مساكم بكل خير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً)
موضوع اليوم بعنوان( عروستي طفلة)
 
 
"تُكبلنا العادات والتقاليد.. من أخبر المساجين بأننا أحراراً " هكذا قال أحدهم متحدثًا عن مدى استيائه من ديمومة اعتلاء العادات، وتتويج التقاليد العائدة بالضرر على المجتمع ومايدور حول فلكه، إنها تلك الطقوس الموروثة التي لا تحمد عقباها، بل إن ضررها أكبرُ من نفعها .
 
 من ضمنها وأخطرها "الزواج المبكر للفتاة" غالبًا مانجدُ فتيات في أعمار الزهور وقعن ضحيةً لعادات مبنية على الضيم ترتهن صبا العمر الجميل، وتستبيح مراتع النشأة الأولى وهذا يعود لشحة الوعي بمساوئ وأخطار الزواج المبكر على الفتاة من كل الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية وغيرها ، وافتقار البصيرة بين المجتمع حيث لا رأي للفتاة، والأنكى من ذلك هو الموافقة من الفتاة نفسها وهي لا تعي بعدُ مفهوم الزواج وما قد يترتب عليه من مسؤوليات وواجبات ونحو ذلك. 
 
أو قد يكون شعوراً نابعاً من الفتاة يشعرها بالنقص وعدم القبول التام لها بين أوساط مجتمعها، وترى أنها لن تحظى بالكمال والرفعة والمكانة إﻻ بالزواج ، وهي ﻻتدرك أن العلاقات الجديدة ستؤدي إلى نشوب حرائق جديدة لاتكادُ تُخمد ، وبعد التسليم والخنوع تُقَلُّبُ البصر حيرى متسائلة ماذا جرى ؟! وأي حياة قد أقدمت على التعاقد معها ؟! أي مصير ينتظرها بعد الآن؟أهناك طريق عودة؟! 
 
تجيل نظرها الخافت في المرآة فترى طفولتها المكبلة بقيود الأمس لاتزال تنزف، حتى المرآة تفوقها عمرا واتساعا، بينما هي الآن في أنظار المجتمع امرأة متزوجة عليها أن تؤدي الواجبات وتعول أسرتها كما ينبغي ولن يُلتَمَسُ لها أي عذر في التقصير تجاه مختلف الأطراف في الحياة الجديدة بعضهن يتعايشن تحت وطأة المناورات الزوجية بصعوبة.
 
ومع الوقت ينجبن ضحايا بهيئة أطفال، بينما الصنف الآخر قد لا يتحملن هذا العبء الثقيل فيباشرن بطلب الطلاق، والانفصال الحتمي الذي يعقبه الندامة والحسرة، فهذه التجربة قد شقت على الكثيرات فزيادة القيود الأسرية والنظرة الدونية من المجتمع جعلتهن قررن الاعتزال عن الناس والاختباء من المجتمع خشية أن يصفوهن بالمطلقات !! نعم.
 
نعم !! هذا هو الواقع عينه في أغلب مناطقنا الريفية التي لم يسعفها الوعي والبصيرة بعد؛ إذ نجد أغلبية المجتمعات لازالت تمشي على نهج الطابع القديم المحفوف بالمخاطر؛ كون المرأة لاتحظى بالتعليم المتكامل والتوجيه التوعوي، لذا يجدر بنا سد مثل هذه الثغرات وذلك لايكون إلا بالوعي لبناء أسرة قوية مبنية على التفاهم والتقدير ذات هيكل قوي لاينهدم بسهولة.
 
تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...