السبت، 8 أكتوبر 2022

كيفية تحسين ظروف الصحة النفسية في العمل


أسعد الله مساكم بكل خير 
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر ♥️(لنقرأ معاً)
 موضوعي اليوم بعنوان ( كيفية تحسين ظروف الصحة النفسية في العمل )
 

كيفية تحسين ظروف الصحة النفسية في العمل ، قد يتعرض الإنسان بطبيعته وبسبب ظروف العمل والدراسة وما يعانيه من خوف وتوتر وقلق مستمر بشأن العمل أو الأداء إلى مشاكل نفسية قد توثر فيما بعد على الصحة النفسية في العمل وتعمل على تراجع الموظف في أداء عمله ، ولأهمية الموظف والعمل فإن الكثير من المؤسسات وأصحاب الأعمال والمدراء يبحثون أو يدرسون طرق من أجل الصحة النفسية وتحسينها في العمل ، واليوم سنشرح بشكل مفصل كيفية تحسين ظروف الصحة النفسية في العمل .

تعريف الصحة النفسية 
 
هو حالة من الرفاه أو الشعور النفسي تمكن الشخص أو الموظف من مواجهه ضغوطات العمل أو الحياة ، وربما تكون هى الطريقة التي نشعر ونفكر فيها بقدرتنا على التعامل مع تقلباتنا المزاجية التي تحدث بسبب الظروف والبئية ، وربما بسبب الكثير من المشاعر الممزوجة والتي تجتاحنا بلحظات ما .

مع العلم أن الصحة النفسية لا تبقى على وتيرة واحدة فهي تتغير حسب مزاجية الإنسان ، فضلاً عن أن الإنسان إذا كان يحمل نفسية ومزاجية جيدة فإنه يستطيع مواجهه التحديات ويكون لديه القدرة على الانجاز والعطاء ، لذلك الصحة النفسية مهم الاعتناء بها كما الصحة الجسدية بل أكثر لأنها مرتبطة بما نقوم به بحياتنا اليومية .

أسباب الصحة النفسية في العمل 

تطور مشاعر الخوف الدائم والقلق والإحباط المستمر في العمل بسبب ضعف الإسثمار في التطوير الوظيفي ، وربما بسبب اوالترقية الناقصة أو المفرطة أو التي تأتي بغير محلها كل تلك الأمورتؤدي إلى مشكلات في الصحة النفسية وينتج عنها القلق والإكتئاب وربما الشعور بالعزلة .

ضعف الأداء الوظيفي أو التميز بين أعضاء الكادر الوظيفي مما يجعل الموظف يشعر بالنقص والظلم تجاه أمر ما ، وهذا ينتج عنه حالة نفسية صعبة تؤثر على العمل .
 
عدم امتلاك المهارات الكافية في العمل ، أو كذلك عدم توفر بعض الامكانيات أو الاستخدامات المطلوبة في طبيعة العمل وهذا يعطي شعور بالاحباط للموظف ، ويجعله يشعر بحالة من الاستياء لعدم توفر كافة الأمور والأجهزة المطلوبة في العمل .

التفريق بالأجناس بمعني العنصرية في التعامل والتنمر والمضايقة من قبل بعض الموظفين ، وهذا الأمر قد يحدث بالفعل بالكثير من المؤسسات ونجد أن المدراء قد يتعاملون بالعنصرية بين الموظفين ، ويلجأون للعنف والتنمر وهذا الأمر قد يشعر الموظف بالإحباط والكره للعمل مما يجعل صحته النفسية صعبة في العمل .

عدم تقديم الشكر والثناء من قبل المسؤل على عمل ما قام به الموظف أو مهمة قام بانجازها بكل نجاح ، فالشكر والثناء والمكافأة يلعبان دور مهم في الصحة النفسية عند الموظف ، وإذا وجد أن عمله وجهد يضيع هباء بدون شكر أو مكافأة فيشعر بالندم والاحباط والظلم وفيما بعد تتطور تلك المشاعر بطريقة سلبية على صحته النفسية في العمل .

التوبيخ والإهانات المستمرة من قبل المسئولين في العمل للموظفين بدون سبب أو بسبب تعطي شعور بحالة من الغضب والإنزعاج وهذا للأسف يؤثر على طريقة عملهم وتراجعه وخصوصاً أنهم يشعرون بالندم في حال القيام بالعمل .
 
أحياناً انعدام الأمان الوظيفي وعدم كفاية الأجور وعدم وضوح الدور الوظيفي للموقف يجعله يشعر بأنه يعيش في مغارة وأنه تاهه لا يعرف أن تسير خطاه ، وهذا قد يحدث بالفعل وقد نجد الموظف يقوم بأعمال كثيرة خارج مجال تخصصه مثلاً أو خارج دوره الوظيفي وعندما يتوجه بالسؤال عن دوره الوظيفي يجد التوبيخ وربما التهديد بالفصل من العمل .

الضغوط المتكررة في العمل أو العمل لساعات طويلة بدون أخذ إستراحة وفي أوقات غير مرنة أو غير معتادة ، أو أعباء العمل المفرطة مع قلة الموظفين ، وقد نجد أن غالبية المدراء يرفضون أخذ استراحة للموظف خلال عمله ، والعمل المتواصل لساعات طويلة قد يشعره بالارهاق والتعب والأرق ، وهذا للأسف يؤثر على صحته الجسدية ومن ثم النفسية ويجعله يقدم لنفسه الكثير من التساؤلات التي تجعله من داخله يرفض العمل .

أعراض الصحة النفسية في العمل 
 
الشعور برغبة قوية في الأمتناع عن العمل والذهاب اليه .
 
الأخطاء الكثيرة والمتكررة في العمل الوظيفي .
 
عدم التركيز وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات السليمة .
 
الشعور بالخمول والكسل وسيطرة المزاجية السلبية بالتفكير .
 
التعامل السيء مع الموظفين بالعمل والزملاء من خلال الغضب السريع .
 
الإهمال في انجاز المهام المطلوبة وربما التأخير في انجازها والتأثير على عمل المؤسسة .
 
الشعور الكبير في انخفاض الطاقة والشكوى المستمرة بالتعب والارهاق والألم .
 
توقف عقله عن الابتكارات الجديدة وتقديم الأفكار والمشاريع المفيدة في العمل .
 
عدم الانضباط بالذهاب إلى وقت العمل المطلوب والتأخير المستمر في الذهاب للعمل .
 
تداخل المشاكل المنزليه مع مشاكل العمل وحدوث صراعات بين الموظفين .
 
التفكير في الانتحار أو العزلة وربما يفكر في الاستقالة من العمل .
 
 كيفية تحسين ظروف الصحة النفسية في العمل 

قد يتعرض الكثير من المدراء إلى الكثير من المشاكل والضغوطات خلال إدارتهم للمؤسسة ومن تلك المشاكل تواجهم المشاكل النفسية التي يتعرض لها الموظف بالعمل ومن أجل مساعدة الموظف بتحسين ظروفه النفسية هناك بعض الطرق أو الخطوات الواجب اتباعها من أجل تحسين ظروف الصحة النفسية في العمل .

التواصل الفعال بين المدراء والموظفين أو بين الموظفين أنفسهم فهو يعد نصف نجاح المؤسسة والعمل لذلك التواصل الفعال مع الشخص المصاب بالصحة النفسية قد يكون من خلال دعوة المدير لاستراحة معه أو دعوته لتناول فنجان من القهوة بمكان ما ، والتحدث اليه عن ما يزعجه مع مراعاه عدم الاصرار عليه لو رفض الحديث .

تقديم بعض من التدريبات أو دورة للموظفين يتم فيها شرح مشكلات الصحة النفسية مع أسبابها وكيفية العلاج منها مع مراعاه زيادة الوعي بتلك الأمور فهى تساعد المصاب على معرفة ما يعجز عن معرفته كما ان تلك التدريبات تعطيه الفرصة لعلاج نفسه .

اعطاء فرصة استراحة بين الموظفين من خلال المحافظة على نشاطهم وقد يحدث هذا الأمر من خلال ممارسة بعض التمارين البسيطة مثلاً كالمشي مدة 10 دقايق والتجول بالمؤسسة إذا كان بها مكان استراحة أو يمكن أخذ فترة استرخاء على المكتب و الكرسي مدة خمس دقائق فهي تساعد على اعادة النشاط والحيوية .

تعزيز التوازن بين العمل والمنزل قد يكون هذا الأمر في بعض المؤسسات صعب لكنه ليس بالمستحيل لذلك على المدارء مراعاه الجانب النفسي للمنزل بمعني أن يكون هناك جدول مرن ومتوازن بين العمل والمنزل للموظف حتى لا يشعر بالاحباط  والارهاق ، والتنسيق بهذا الأمر بين الموظف والمدير أمر ضروري .

اعطاء ورشة تدريبة للمدربين والمدراء المسؤلين عن طاقم العمل بخصوص الصحة النفسية وكيف للمدراء أن يعرفون المشاكل التي يعاني منها الموظف وذلك من خلال التعرف على علامات الاضطراب العاطفي لدى الموظف ومن المهم شرح والتركيز على مهارات التعامل مع الأخرين وأهمية الانصات لهم .

الدعم المستمر من قبل المدراء لمن يعانون من الحالة النفسية الصعبة وذلك من خلال اللجوء لشرح لهم أهمية العمل له ولحياته ، وكذلك الثناء والشكر له في حالة قام بانجاز عمل أو مهمة ما ، فالدور والتشجيع الايجابي يلعب دور كبير في تحسين الصحة النفسية في العمل .

أخذ استراحة أو عطلة يومية ويكون هذا اليوم متفق عليه بين المدير والموظفين للخروج للتنزة أو رحلة خارج اطار العمل وفيها يتم استنشاق هواء نقي وفرصة أيضا لتوطيد وتقوية العلاقات بين المدير والموظفين والتعرف على حياتهم الخاصة وتقديم النصح والارشاد في حال احتاج الأمر ذلك .

طرق أخرى  لتحسين ظروف الصحة النفسية في العمل 
 
 البيئة الوظيفة أو بيئة المؤسسة تلعب دور كبير في الحالة النفسية للموظف ، فلذلك مهم جداً أن تكون البيئة قائمة على جو التعامل المشترك والمودة والمحبة والاحترام يكون سائد بين الجميع ، لأن وجود العنف والصراعات المستمرة يزيد من سوء الصحة النفسية ، فضلاً عن أنه يؤثر على عمل المؤسسة وتتراجع بمستواها .

المعاملة الواحدة والمشتركة بمعني البعد عن العنصرية والتفريق والتنمر في المعاملة بين الجميع ، واعتبار جميع الموظفين سواسية ولا يفرقهم إلا الجهد والعمل والنجاح فقط ، ومن ميزة المدير الناجح هو تعامل الجميع بنفس أسنان المشط الواحد .

التأكد من أن مكان العمل أمن ولا يشكل أي خطر على الموظف ومن المعروف أن هناك الكثير من الأماكن الخطرة بالعمل والتي تسبب بزيادة المشاكل النفسية لهذا اختيار المكان الأمن مهم وضروري للموظف مع مراعاه عدم رسم حواجز وحدود بينك وبين الموظف وجعل باب مكتبك دوماً مفتوحاً لاستقبال الموظفين والاستماع اليهم .

السماح للموظفين بأخذ اجازتهم المدفوعة فهى فرصة رائعة لتشجيع الموظف على اعادة شحن طاقته ونشاطه من جديد ولا يمنع اعطائه اجازة لمدة يوم لقضاء يوم مع عائلته وتغير جو العمل والضغوط .

اللجوء إلى انشاء وترسيخ ثقافة واسعة وراسخة حول الصحة النفسية بين الموظفين وداخل المؤسسة وذلك من خلال قيام المسؤل أو المدير بكل فترة بارسالة رسالة تضمينة عبر البريد الالكتروني للموظفين تتكلم عن الصحة النفسية وكيفية الاعتناء بالصحة النفسية له .

السؤال المستمر  عن حالة الموظفين وتتبع حالتهم والاندماج الإنساني معهم خلال العمل وحاول السؤال الأول أن يكون دوماً للموظفين عن حالتهم الصحية والنفسية وعن إذا ينقصهم أمر ما مع مراعاه مشاركاتهم في أحزانهم وأفراحهم فهى تساعد في العلاج .

في الختام أسال الله التوفيق لي ولكم جميعاً


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...