السبت، 15 أكتوبر 2022

مراحل صدمة الفقد والتغلب عليها


أسعد الله مساكم بكل خير 
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر ♥️(لنقرأ معاً)
 موضوعي اليوم بعنوان (مراحل صدمة الفقد والتغلب عليها )
 

 
 مراحل صدمة الفقد والتغلب عليها، قد يتعرض الإنسان في مراحل حياته إلى الإحساس بالحزن والمشاعر السلبية وقد يأتي هذا الإحساس بالفقد والحزن نتيجة التعرض لموقف صعب أو فراق عزيز وربما يأتي بسبب خسارة عمل أو ثروة ، ولكن بالأغلب قد تكون درجات الصدمة بالفقد قوية عند فقدان عزيز للأبد وعدم رؤيتها ، ومنا هنا قد يعيش الإنسان مراحل صدمة الصدمة ، واليوم سنشرح مراحل صدمة الفقد والتغلب عليها .

تساؤلات كثيرة 
 
قد تداول الإنسان الكثير من التساؤلات حول صدمة الفقد وكيف يمكن تجاوزها ؟ ومن منا لم يتعرض لمرحلة الفقد بحياته سواء بالفشل بمرحلة عاطفية أو فقدان عزيز للأبد أو الإصابة بمرض خطير لا يستطيع الشفاء منه ؟ من منا لم يستطيع تحمل ألف الحزن والفقدان ؟ وما يحدث له بتلك المرحلة ؟ من منا لم يتعرض للحزن بحياته ؟ من منا لم يشعر بأن الحياة توقفت عند فقدان حبيب أو شخص غالي أو خسارة ما ؟ والتساؤال الأهم كيف يمكن تخطي مرحلة الفقد ؟ وكيف يعيش الإنسان متضارب بين مشاعر الفقد وصدمة الألم الذي يسيطر عليه ؟ 
 

تعريف الحزن أو صدمة الفقد 

الحزن هو شعور طبيعي وألم نفسي قاسي يوصف بالشعور بالبؤي والعجز وهو صعب وقد يكون شبيه باليأس والوجع وكلها مشاعر سلبية قد يواجها الإنسان فيصبح الإنسان من خلالها هادئ وقليل النشاط والحيوية ويفضل دوماً العزلة والصمت .
 
لذلك فإن الحزن والفقد شعور طبيعي قد يصيبنا ً ونحن نمر بمجرى أو أحداث الحزن إلى صدمة قد نطلق عليها صدمة الفقد ، وهى عادة ما تكون مؤقت بتوقيت الحزن ولا تدوم للأبد ، ولكنها ترتبط مراحل معينة وقد تكون خمسة مراحل ، ولهذا بمقالنا اليوم سنتحدث عن مراحل صدمة الفقد وكيف يمكنن التغلب عليها ، مع ذكر بعض النصائح الواجب علينا اتباعها عند الإصابة بصدمة الفقد والحزن .
 
مراحل صدمة الفقد والتغلب عليها 
 
مرحلة الإنكار 
 
هي أولى المراحل التي يشعر بها الإنسان عند الصدمة بتلقي خبر ما ، وهي مرحلة يستطيع فيها متلقي الصدمة أن ينكر هذا الخبر بكل الوسائل والطرق ، وكأن عقله بتلك اللحظة يصاب بحالة من الذهول المصاحب لكثير من التساؤلات المغلفة حول أن هذا الخبر أو الأمر لم يحدث ويرفض فيها المتلقي تصديق الخبر .
 
وهى قد تكون مرحلة النجاه من الصدمة عند البعض ، لأنها تغلف بغلاف عدم التصديق للصدمة ، وللأسف بتلك اللحظة قد يصاب المتلقي للصدمة بحالة من الشلل الفكري والعقلي وبذات الوقت يحاول تشويش عقله ببعض لأسئلة واقناع عقله الواعي بأن الأمر هذا لم يحدث .
 
مرحلة الغضب 
 
وهى المرحلة الثانية التي تأتي بعد الإنكار ، وبتلك المرحلة يستفيق المتلقي للصدمة من غيبوبة وشلل التفكير ليواجه بعدها مرحلة الغضب ، وهى من أصعب المراحل لأنه قد يكون هناك صعوبة شديدة في التعامل مع المتلقي للصدمة .
 
وخصوصاً أن مشاعر الغضب لديه تكون قوية ، لأنها تأتي بمشاعر الحقد والكره والتساؤال بلماذا حدث معي ذلك ، أو توجيه اللوم على بعض الأشخاص أو المواقف وهى مشاعر مؤقتة حتى يستطيع فيها المتلقي استيعاب الصدمة وحقيقة التعامل مع الفقد الجديد .
 
مرحلة التفاوض أو المساومة 
 
بتلك المرحلة يبدأ الشخص باستيعاب الصدمة من خلال اقناع عقله الباطني بكيفية التعامل مع الصدمة وقد يحدث هذا الأمر من خلال التفاوض والمساومة مع النفس ، بمعني المتلقي للصدمة هنا يضع نفسه في مرحلة الإختبار والتحدي .
 
من خلال مثلاً إعطاء نفسه مدة زمنية بسيطة ويكون فيها تجاوز مرحلة الصدمة وبذات الوقت يمنح لنفسه مكأفاة لو استطاع أن ينجح في هذا التفاوض ، فهي مرحلة مهمة جداً لأنها تقوم بمساعدة الشخص على دفن الحزن والألم وبذات الوقت التغلب عليه والإصلاح من نفسه وتطوير حياته بطريقة ناجحة ومفيدة له .
 
مع العلم أن هناك على النقيض الأخر من يجعل مرحلة المساومة أو التفاوض مرحلة كخط دفاع ضد مرحلة الفقد وهنا للأسف تلك المرحلة عند ذلك الأشخاص تتسم بالندم والذنب وربما المحاولة لمستمرة لاسترجاع ما تم فقد ، او التعايش على ذكريات قبل الفقد ، وربما اللجوء لتقديم التضحيات حتى يتم استرجاع ما تم فقد وهذا للأسف قد يكون ضار في حالة تم فقدان عزيز وأخذه الموت ، لهذا حتى يتم التعافي من الفقد لازم المواجهه .

مرحلة الإكتئاب 

هو مرحلة طبيعية من مراحل الفقد وقد يكون مرتبط بدرجة الحزن وقد ينتهي إذا تم معالجته من خلال الطبيب النفسي أو من خلال التعمق مع الشخص المتلقي للصدمة ومحاولة دمجه للمشاركة مع الآخرين ، ومرحلة الإكتئاب يشعر بها المتلقي بعد بدء مراحل الحزن بالزوال والتنحي جانباً مع ملازمة بعض المشاعر السلبية مثل الحزن واليأس والإحباط وعدم الرغبة بالأكل .
 
وظهور الحقيقة واضحة للمتلقي بأن الفقد أصبح أمر واقعي وحقيقي وأن بالفعل هو خسر أو فقد شخص ما ، ومن هنا يصاب الشخص بالإكتئاب الذي يجعله يفضل العزلة والجلوس لوحده ، وتجده دوماً حزين ويتذكر المراحل السابقة من حياته ، حتى يصبح شخص مدمن للعزلة والحزن وللأسف قد يصبح حالة خطرة إذا طالت المدة أكثر من اللازم ولهذا يجب عرض المتلقي للصدمة على الطبيب النفسي .

مرحلة التقبل والإذعان 
 
وهى مرحلة الإستسلام للأمر الواقع والرضا بما حدث والتقبل الكامل للفقد ، مع البدء بتلك المرحلة بالتجاوب مع الحالة الجديدة ومحاولة التغيير للأفضل والتعلم مما سبق ، وهى قد تكون مرحلة هدوء مع النفس عند البعض وعودة للإستقرار النفسي والذهني وهى كما يطلق عليها البعض مرحلة التصصالح مع النفس والذات والواقع . 


بعض النصائح الهامة وكيف يمكن التغلب على صدمة الفقد 

حاول قدر الإمكان أن تكون صبور مع نفسك ومع تلقي الخبر وإلجأ إلى ذكر بعض الأدعية أو الأذكار فهي تخفف كثيراً من حدة الصدمة .
 
إعطاء نفسك الوقت الكافي لاستيعاب خبر الصدمة وتقبل الفقد .
 
عند الشعور بالاكتئاب أو الحزن الحاد إلجأ لاستشارة الطبيب النفسي لمساعدتك .
 
حاول قدر الإمكان الإنخراط بالأخرين وبناء علاقات اجتماعية أو الخروج والتنزه .
 
مارس بعض من التمارين الرياضية كرياضة الاسترخاء فهى رائعة جداً بعلاج مرحلة الصدمة فهي تعطيك القدرة على التخلص من كل المشاعر السلبية وتحسن الطاقة والمزاجية لديك .
 
حاول أن تخصص لنفسك قدراً كافياً من الوقت للمارسة رياضة المشي مع محاول التركيز على أخذ جرعة من الشهيق ومن ثم الزفير وبتلك الحركة تفرز وتتخلص من كل المشاعر السلبية ومشاعر الحزن وتساعدك على الشفاء والتفكير بايجابية .
 
ابحث عن العمل أو اذا كنت تعمل كثف جهدك بالعمل وأشغل وقت فراغك أكثر بالعمل ، أو الدراسة والقراءة ، فهما يساعدان على خروجك من تلك المرحلة ، وخصوصاً القراءة فهي تأخذك لعالم أخر وتجعلك تشعر بالسعادة والإيجابية .
 
بعض النصائح الأخرى للتغلب على صدمة الفقد 
 
 أعطي لنفسك فرصة بالذهاب الي البحر فهو أيضاً رائع بعلاج تلك المرحلة مع محاولة أخذ حبات من الحجارة والوقوف على شط البحر ، ورمي كل حجر منها مع الصراخ بأعلى صوتك بما يؤلمك وهذا يساعدك كثيراً على التخلص من مشاعر الفقد والحزن ويقوي لديك العزيمة ويجعل عندك الطاقة للتفكير بايجابية .
 
متابعة الدورات أو الإنضمام إلى جروبات ومجموعات الدم النفسي ، ومحاولة التعرف أكثر على حلول لمشاكل السلبية ومشاعر الحزن ، كما أن تلك الدورات التي تتحدث عن علاج المشاكل السلبية ومشاعر الحزن تساعدك كثيراً في التخلص منها ومساعدة نفسك .
 
تغيير نظرية حياتك للأفضل مع التخطيط بشكل مختلف عن السابق ، إذا كنت تعرضت لصدمة الفقد في مشروع أو دراسة أو فشلت في عمل ما ، لامانع من تغيير طريقة التفكير الأولي والنظرية التي اتبعتها سابقاً ، فالتغيير يعطي لك حياة أفضل ويساعدك على النجاح أكثر كما أنه يحميك من صدمة الفقد مرة أخرى .
 
الإعتناء بنفسك جيداً من خلال الإهتمام بنظامك الغذائي والنوم الكافي ، وأيضاً محاولة منح نفسك بعض المكافأت عند انجاز أمر ما ونجحت به ، من خلال التنزة أو رؤية الأصدقاء ، أو إعطاء نفسك فرصة لرؤية فيلم تحبه او خرج لسهرة مع أحد ما .
 
تقديم بعض العبارات المحملة بالأمل والتي ترفع من معنويات المتلقي للصدمة ، مع تجنب إنقاذ الموقف أو إصلاحه ، لأن المتلقي بذلك الوقت يكون بحاجة للدعم المعنوي والأمل أكثر من اللوم والإصلاح .

عدم إرغام المتلقي للصدمة على الحديث والفضفضة رغم أن همنا بذلك الوقت يكون التخفيف من الألم وحدة االصدمة على المتلقي وجعله يتحدث عما يوجعه ، لكن بذات الوقت هناك بعض المتلقيين للصدمة يلجأون للصمت فقط وإرغامهم على الحديث قد يعرضك لأن تتلقى كل المشاعر السلبية بذلك الوقت لأن المتلقي يكون بحالة غير طبيعية .

في الختام أسال الله التوفيق لي ولكم جميعاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...