الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022

الصحة النفسية والجسمية في القران الكريم

 


أسعد الله مساكم بكل خير 
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر ♥️(لنقرأ معاً)
 موضوعي اليوم بعنوان (الصحة النفسية والجسمية في القران الكريم)
 

الصحة النفسية والجسمية في القران الكريم ، تلعب الصحة النفسية والجسمية دوراً كبيراً في حياة الإنسان إذ أنهما يعتبران وجهان لعملة واحدة ، فكل منهما يؤثر على الأخر بطريقته المختلفة على حياة الإنسان ، ولهذا إعتنى الإسلام والقران الكريم بأهمية التركيز على الصحة النفسية والجسمية عند الإنسان ، وقد نجد هذا الأمر في كثير من الأبحاث لكن هناك قلة من البعض لا يعرفون طرق حفظ الصحة النفسية والجسمية في القران الكريم ، ولهذا بمقالناً اليوم سنتحدث عن الصحة النفسية والجسمية في القران الكريم .
 
مفهوم الصحة النفسية في القران الكريم 

الصحة النفسية تعني بأن يكون الإنسان بحالة طبيعية تعمها الطمأنينة والهدوء والراحة النفسية ولا يعاني من أي إضطرابات متعلقة بالقلق والخوف ، لذلك قد نجد أن الصحة النفسية هى عبارة عن حالة من الإتزان النفسي الكامل المصاحب لحالة الإنسان وقد تتجلى تلك الحالة بتكامل الشخصية عند الإنسان مع قدرته على القيام بكافة الأعمال وتحقيق ما يسعى له ، فضلاً عن شعوره بالإطمئنان والهدوء ، وقدرته على التكيف مع الواقع وأن تكون لديه الطاقة والقدرة على مواجهه الحياة وإستغلال ما لديه من قدرات وإمكانيات .
 
مفهوم الصحة الجسمية في القران الكريم 
 
تعرف الصحة الجسمية أو الجسدية بأنها تمتع الجسم بالصحة الجيدة والعافية وخلوه من كافة الأمراض والمشاكل الصحية التي تؤثر على طبيعة عمله في الإسلام والمجتمع ، وبذات الوقت تلك الأمراض قد توهن الجسد وتؤثر على عمل الإنسان ، لهذا الصحة الجسمية في نظر القران الكريم تعتبر ضرورة إنسانية وحاجة أساسية وهى ليست ترفاً أو كمالاً للإنسان ، ولهذا في الإسلام لصحة الإنسان وحياته حرمة لا يجوز التفريط فيها .
 
أهمية الصحة النفسية والجسمية في الإسلام والقران الكريم 
 
- لقد حرص الإسلام على أهمية الصحة لدى الإنسان ، وحرص الإسلام على أن يتمتع المسلم بالصحة الجيدة والقوية في مختلف مجالاتها ، وحرص أيضاً على أن يقوم المسلم بتنميتها وتطويرها والإرتقاء بها إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه في تلك الحياة ، حيث أن الإهتمام بالصحة يجعل الشخص يقوى على فعل الخير والعبادات والطاعة له ولأهله ولمجتمعه ، وبذات الوقت إذا تمتع بالصحة الجيدة فيكون قادراً على أداء عباداته وواجباته المختلفة .

- كما أنه حرص على الإهتمام بالصحة الجسمية والإعتناء بها من خلال ما شرعه من عادات صحية وآداب ووسائل وقائية لتحقيق الصحة الجسدية وخلوها من الأمراض المختلفة التي قد تصيب الإنسان ، ربما بسبب العادات الغير مشروعة التي يلجأ إلها أو من خلال الطريق السيء ، ولهذا كانت الصحة الجسمية والإهتمام بها والعناية الكاملة بخلوها من الأمراض مهمة الإسلام أيضا ، سواء بعلاج الإنسان من الأمراض بعد وقوعها ، أو قبل وقوعها .

وهناك بعض من الآيات القرانية التي تطرق إليها الإسلام عن الصحة النفسية والجسمية : 
 
( اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اِ۬للَّهِۖ أَلَا بِذِكْرِ اِ۬للَّهِ تَطْمَئِنُّ اُ۬لْقُلُوبُۖ ) [ الرعد/28 ]
 
( وَنُنَزِّلُ مِنَ اَ۬لْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحْمَةٞ لِّلْمُومِنِينَۖ وَلَا يَزِيدُ اُ۬لظَّٰلِمِينَ إِلَّا خَسَاراٗۖ ) [ الإسراء/82 ]

 ( يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِے اِ۬لصُّدُورِ وَهُديٗ وَرَحْمَةٞ لِّلْمُومِنِينَۖ ) [ يونس/57 ]
 
ما هي علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسمية ؟ 

تعتبر الصحة النفسية والصحة الجسمية وجهان لعملة واحدة فكلاً منهما يؤثر على الأخر تأثير كلي وبشكل مختلف ، فضلاً عن أن الصحة النفسية تعتبر جزءاً أساسياً لا يتجزأ من صحة الإنسان ، وإذا لاحظناً أن الإنسان إذا تناول بعض من العلاجات لتحسين حالته الجسدية قد نجد أن هذا العلاج قد يترك أثراً على الصحة النفسية لهذ الشخص ويلعب في التأثيرات المزاجية لديه ، لهذا من الضروري جداً التوازن بين الصحة النفسية والجسدية عند الإنسان ، مع الإهتمام بمعرفة معلومات أكثر عن الصحة النفسية والجسمية وفهم العلاقة بينهما .

طرق حفظ الصحة النفسية في القران الكريم 
 
1- الفهم الصحيح للوجود والمصير 
 
قد نجد أن بعض الأمراض النفسية التي يصاب بها الإنسان تأتي نتيجة عدم فهمه للوجود والمصير المتعلق بالحياة والموت وفهم معانيها بطريقة صحيحة وإبتعاده عن القران الكريم الذي يوضح بكل دقه الفهم الصحيح للوجود والمصير والحياة والموت ، ودليل ذلك قوله تعالي  في سورة المؤمنون 
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) 
تلك الآية العظيمة توضح الفهم الصحيح والواضح للوجود وبذات الوقت تحفظ النفس وتصوب السلوك عند الإنسان .

2- تقوية الصلة بالله تعالى 

تعتبر تقوية الصلة بالله أمر أساسي في بناء شخصية الإنسان وخلوه من الإضطرابات النفسية والقلق ، وقد تكون تقوية الصلة بالله من خلال العبادات وذكر الله وترتيل القران والذكر المستمر فكل تلك العبادات تعطي شعور بالراحة والهدوء والسكينة وتجعل الإنسان بعيداً عن جو الشعور بالقلق والتوتر فضلاً عن أنها تذهب الخوف .
 
3- التزكية والأخلاق 
 
تلعب الأخلاق دوماً الدور الرائع في حياة الإنسان وما أروع الإنسان عندما يتزكى بالأخلاق الحميدة التي تجعله محبوباً بين جميع الناس بالتعامل والإسلوب والحياة ، وقد يكون ذلك من خلال التحلي بالفضائل المختلفة مثل التسامح والعفو والغفران والطيبة والصدق والإبتعاد عن الأخلاق السيئة مثل الكذب والغش والخداع ، فكل تلك الأمور تعطي شعور بالراحة النفسية وبالتالي تساعده على الحصول على محبة الناس والتعامل معهم بكل أريحية وود .

3- الثبات والتوازن الإنفعالي 

رسالة عظيمة لكل إنسان بتلك الحياة إذا كان إيمانه بالله قوي وعن قناعة كاملة فإنه قد يشيع بقلبه الإطمئنان والراحة والسكون ويجعله دوماً بحالة من الصحة النفسية والجسمية الصحية والسليمة ولا يدق قلبه يوماً للحزن والتوتر والخوف ، ولهذا فإن الثبات يقي الإنسان من الإضطرابات النفسية .

4- الصبر عند الشدائد والمرونة في مواجهه الواقع 

- القران الكريم والإسلام دوماً يربي الإنسان على تعلم روح الصبر عند التعرض إلى الإبتلاء والمصيبة ، فيجعله دوماً يلجأ لآيات الذكر الكريم التي تتحدث عن الصبر ، فهى تقيه من الإضطرابات النفسية وتدخل بداخله روح الطمأنية وكذلك قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال عجب لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس أمر إلا لمؤمن فإن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر وكان خير له، وكذلك المرونة في مواجهه الواقع قد تكون أهم الطرق لتحصين الإنسان من القلق والإضطراب النفسي .
 
طرق حفظ الصحة الجسمية في القران الكريم 

1- الوقاية من الأمراض والعلاجات 

لقد جعل الإسلام الإهتمام بالإغتسال وطهارة الجسم وأجبة أساسية عند اللجوء للصلاة والعبادة وترتيل القران ، وأقام الفرائض والصلوات من أجل بكل صلاة يتوجب على الإنسان الإغتسال الكامل والنظافة الشخصية مهمة جداً في الصحة الجسمية فهي تحمي الإنسان من التعرض إلى الأمراض ، وكذلك من باب الوقاية من الأمراض لقد قام الإسلام بتحريم شرب الخمر وأنهي بالإبتعاد عن الحكول التي تضر الجسم وتسبب الأمراض .

2- الإعفاء من بعض الفرائض 

من رحمة الإسلام بالإنسان وإهتمامه بصحته الجسدية وحفاظاً عليه فقد قام بإعفائه من بعض الفرائض وأسقط منها عند المرأة بالعذر الشرعي وحفاظ على صحتها ، وكذلك أسقط بعض الفرائض على المسافر مثل الإفطار في السفر ، فضلاً عن أن الإسلام أنهى عن إتعاب الجسد وإنهاكه .

3- ممارسة الرياضة المفيدة مع الإبتعاد عن الرياضة التي تهلك الجسد 

لقد إهتم وأكد الإسلام على الإهتمام بالرياضة من أجل صحة الجسد وذكر بعض من الرياضيات المحبب على الإنسان ممارستها من أجل الحفاظ على الصحة الجسدية ومن تلك الرياضات السباحة والرماية وركوب الخيل ، وبذات الوقت نهى عن ممارسة الرياضات التي تسبب هلاك وتعب للجسم والصحة الجسمية .

نصائح هامة للإهتمام والعناية بالصحة النفسية والجسمية 

1- ممارسة الرياضة بإستمرار ولو كل يوم نصف ساعة من رياضة المشي فهى تعمل على تقوية الصحة الجسدية وتعتبر مهمة جداً للياقة البدنية ، فضلاُ عن أنها تحسن الصحة النفسية والمزاجية عند الإنسان وتجعله قادراً على التركيز والعمل بصحة ومزاج جيد.

2- الإهتمام الجيد والكامل بالنظام الغذائي الصحي والتغذية لديك ، ومهم أن يكون نظامك الغذائي متكامل من الخضروات والفواكهه والأطعمة التي تحسن من الصحة النفسية والجسدية ، مع ضرورة الإبتعاد أو التخفيف من السكريات والدهون .

3- المحاولة قدر المستطاع بالإبتعاد عن التدخين وشرب الكحول والغازات فكل تلك الأمور تسبب الكثير من المشاكل الصحية والأمراض ، فضلاً أن الإدمان عليها وعدم توفرها بيوم من الأيام قد يجعلك بحالة مزاجية سيئة ويؤثر على صحتك النفسية .

4- الحصول على قسط كافي من النوم مهم جداً للصحة النفسية والجسدية ، ومعروف أن الإنسان الطبيعي عدد ساعات نومه تكون ثمان ساعات ، ويفضل الحصول عليها كاملة مع الإبتعاد عن السهر ، ويا حبذا لو حصلت أيضاً على القيلولة فهى تنشط الجسم والصحة .

5- رياضة الإسترخاء والتأمل من أروع الأمور والرياضات التي تحافظ على الصحة النفسية والجسمية عند الإنسان ، فرياضة الإسترخاء كل يوم لمدة ربع ساعة في مكان هادئ مع التأمل تساعدك على إستخراج الطاقة السلبية وبذات الوقت تشجعك على العمل وتحسن من قدرتك الجسمية والنفسية .

6- التفكير بشكل إيجابي وخلق الأفكار الإيجابية داخل دائرة حياتك مهمة جداً ويلعب دوراً كبيراً في التأثير على الصحة النفسية والجسمية ، لذا حاول أن تركز على كل ما هو إيجابي بحياتك مع الإبتعاد قدر المستطاع عن التفكير بطريقة سلبية .

7- القراءة والمطالعة في مكان خالي أو مكان يعم به المناظر الجذابة هذا يخلق بداخلك طاقة إيجابية وبذات الوقت يحسن من مزاجك النفسي إذا كنت تشعر بقلق أو توتر أو إكتئاب ، فمعروف أن القراءة مفتاح العالم الخارجي ، لذلك تطوير النفس والشخصية يلعب دوراً في الصحة النفسية والجسمية .

في الختام أسال الله التوفيق لي ولكم جميعاً 

إقرأ المزيد
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...