الأحد، 11 ديسمبر 2022

الإتزان النفسي بين الروح والجسد


أسعد الله مساكم بكل خير 
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر ♥️(لنقرأ معاً)
 موضوعي اليوم بعنوان (الإتزان النفسي بين الروح والجسد )
 
 
الإتزان النفسي بين الروح والجسد، لتحقيق الإتزان النفسي بين الروح والجسد ، قد يحتاج الإنسان إلى التوزان بين غذاء الروح وغذاء الجسد وتقوية الصلة ما بين الدنيا والأخرة ، كما أن الإنسان معروف بأنه مادة وروح لكل رغباته وأهوائه ومع ذلك لا يمكن له أن يتجاوز تلك الرغبات وأن تكون بحدود مع الله ، ومن أجل أن يحقق الإتزان عليه أن يدرك بأن العمل بدنياه مرتبط بالعمل لأخرته ، حيث أن الله خلق الجسد والروح وجعل لكل واحد منهما غذائه ، فالروح غذائها العبادات وإرتباط العباد بالله سبحانه وتعالي ، أما غذاء الجسد فهو من طين وماء ولهذا غذاء الجسد من تلك المتطلبات ومنتجات الدنيا والرغبات اليومية من جنس وعمل وغيره ، وإهتمام الإنسان بواحد منهما على حساب الأخر قد يحدث إختلال ، ومن أجل خلق الإتزان النفسي بين الروح والجسد هناك الكثير من الأمور الواجب معرفتها والوقوف عندها ، ولهذا بمقالنا اليوم سنتحدث أكثر عن الإتزان النفسي بين الروح والجسد .

ماذا يقصد بالإتزان النفسي ؟ 
 
هو عبارة عن حالة نفسية تعادل ما بين الحالة النفسية والجسدية التي يعيش بها الإنسان ، بمعني هى الوصول لحالة من السعادة النفسية التي تتكلل بالرضا النفسي ، وهى مرحلة مرتبطة ما بين الجسد والروح ، تجعل الإنسان يلجأ إلى الإهتمام بالموازنة بين الروح والجسد نتيجة شعوره بالسعادة ،إضافة لشعوره الشديد بالحاجة إلى القيام بتحقيق ما يتمناه من رغبات وهذا ما يجعله يحقق الإتزان النفسي الذي يسبق مرحلة الشعور بالسعادة .
 
ما هي سمات الموازنة بين متطلبات الروح والجسد 
 
1-  الحرص الشديد على الإهتمام بتربية الضمير منذ الصغر ويكون على التربية والأخلاق والدين والقيم الإنسانية النبيلة وغرسها في العقل والقلب جيداً ، ومعرفة جيداً ما هي متطلبات الروح وكذلك الجسد ، مع تعليم كيفية التوازن بينهما من خلال إتباع هدى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام .

2- الحرص الجيد على معرفة ما هو الضمير الحي ، الذي يتكلل بعدم الخوف من الأخرة ، فعندما يدرك الإنسان جيداً ما هو الضمير الحي ويفعل كل ما يتصف به الضمير الحي بدون الخوف من الأخرة مع الحرص على الإهتمام بالقيم الإنسانية ومحاولة النطق دوماً بالصدق والعدلوأحياناً تخلي عن بعض الرغبات من أجل المسئولية ، فحتماً سيحقق الإتزان النفسي بين الروح والجسد .

3- الحرص الجيد على تحقيق العدالة واللجوء إلى غرس العدالة في قلوب وعقول الأطفال والكبار وهي أعلى قمة الفضائل ، وبذات الوقت تلعب الدور الكبير في تحقيق الإتزان النفسي بين الروح والجسد ، حيث أن لجوء الإنسان إلى تحقيق العدالة والنطق بالحكم والصدق وعدم التمييز بين الأجناس مهم وضروري مع الحرص على غرس التربية الصحيحة من خلال التوضيح بأن المسلم هو من يسعى لتحقيق مطالب الروح والجسد بالتوازن مع القيام بكافة العبادات وليس فقط المسلم هو الأكثر صدقاً لمجرد أنه مسلم .
 
4- الإهتمام بتصليح الخطأ في حالة الإنحراف من قبل الإنسان ، بمعني أنه إذا وجد أن الإنسان يقوم بالإفراط في الجانب المادي أو الروح على حساب واحد من الأخر يجب هنا الإصراع بتصحيح هذا الخطأ من أجل خلق الإتزان النفسي بين الروح والجسد ، وهذا معروف عن رسولنا الكريم حيث أوصى في حالة رؤية سلوكاً من أحد الأشخاص بالإفراط يجب التنبيه وإلاصلاح مع الإهتمام بتقويم هذا الإنحراف . 
 
5- الإهتمام الجيد والحرص على أعطاء ومنح الإنسان نفسه قسطاً من الراحة والمباحات ، ويجب ألا تكون حياته كلها معتمدة على العبادات فقط أو الماديات فقط ، بمعني أن يلجأ إلى الموازنة بين الروح والجسد ، وهنا لا يقصد أن يقوم بعمل المحرمات ولكن عليه أن يعطي قسطاً للتوازن بين الطرفين .

كيف يمكن أن يتحقق الإتزان النفسي بين الروح والجسد ؟ 
 
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان من روح وجسد ، وجعل بينهما ارتباطاً وثيقاً لا يمكن فصل الروح عن الجسد إلا بموت الإنسان ، وقد شرع الموازنة بين الروح والجسد من خلال قوانين شرعها الدين الإسلامي وإتبعها هدى رسولناً الكريم عليه صوات الله من أجل الحفاظ على العلاقة وتحقيق الإتزان النفسي بين الروح والجسد ، وبذات الوقت نص على أن الإتزان بين الروح والجسد هو إتزان شرعي وديني ، حيث أن لكل من الجسد والروح الكثير من الحاجات والمتطلبات .
 
إضافة لذلك فإن تحقيق الإتزان النفسي بين الروح والجسد قد يكون من خلال معرفة الإنسان لمتطلبات ورغبات كلاً من الروح والجسد ، علاوة على ذلك فإن تحقيق التوازن والحفاظ عليه بذات الوقت بينهما يعد أهم عامل من عوامل نجاح الإنسان في تلك الحياة ، ولهذا اللجوء إلى الإهتمام بطرف على حساب الأخر قد يحدث الكثير من الخلل ويؤدي بالإنسان إلى الخروج عن الفطرة الإسلامية التي شرعها الدين والإسلام ، لذلك الموازنة بين الرغبات المادية المتمثلة في الطعام والشراب والكساء وضروريات الحياة والميول  المعنوية المتمثلة في الكمالات النفسية والروحية التي ترنو لها الروح ، كلحرية والعدل وتحقيق راحة البال والعبادات ضروري من أجل الشعور بالسعادة .
 
في الختام أسال الله التوفيق لي ولكم جميعاً 

إقرأ المزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...