السبت، 3 ديسمبر 2022

كيفية التعامل مع الإنهيارات العصبية للأطفال

 


أسعد الله مساكم بكل خير 
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر ♥️(لنقرأ معاً)
 موضوعي اليوم بعنوان (كيفية التعامل مع الإنهيارات العصبية للأطفال )
 

كيفية التعامل مع الإنهيارات العصبية للأطفال  ، يتعرض الكثير من الأطفال في لحظات ما إلى الإنهيارات العصبية التي تسبب الكثير من الضغوطات النفسية والجسدية ، وهى بذات الوقت تكون عبارة عن ردود فعلية لا إرادية تحدث من الأطفال نتيجة عدم الوصول لهدف ما أو تحقيق مطلب قام بطلبه وتم رفضه من قبل الأهل ، ولهذا تعتبر الإنهيارات العصبية للأطفال حالة خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة ، ومن هنا يقوم الأباء بالبحث عن كيفية التعامل مع الإنهيارات العصبية للأطفال ، ومن هذا المنطلق وبمقالنا سنقوم بطرح طرق كيفية التعامل مع الإنهيارات العصبية للأطفال .
 
ما هو تعريف الإنهيار العصبي ؟ 
 
الإنهيار العصبي هو عبارة عن رد فعل غير طبيعية تأتي من الشخص نتيجة إعتراضه على أمر ما أو نتيجة عدم حصوله على ما يتمني ، فتظهر الكثير من المشاعر المتمثلة في الصراخ والغضب والتوتر والتي ينشأ عنها الإنهيار العصبي الذي لا يجعل الشخص يتحكم في تصرفاته وأفعاله ، وقد يكون أحياناً لدقائق محدودة حسب الموقف ، وهناك الذي يدوم لمدة عشر دقائق وهذا يحتاج إلى التعامل فيه برفق مع الشخص التي يصاب بالإنهيار العصبي ، الذي يعتبر بالأساس رد فعل لا إرادي .
 
كيفية التعامل مع الإنهيارات العصبية للأطفال 

1-  التعامل بطريقة هادئة لحظة انهيار الطفل 

عندما يتعرض الطفل إلى الإنهيارات العصبية قد تجتاحه الكثير من المشاعر الملخبطة والتي تكون ممزوجة ما بين مشاعر الخوف والقلق والتوتر والصراخ ، وبتلك اللحظة يكون الطفل بحاجة ماسة إلى التعامل معه من قبل الأهل بطريقة هادئة ويحبذ إستخدام أسلوب الصبر والتحلي فيه أمام الطفل ، وينصح بالإبتعاد عن أسلوب الصراخ والضرب للطفل لأن هذا الأمر قد يزيد من إنهيار الطفل ، لهذا أنسب حل هو الصبر والتعامل بطريقة هادئة .

2- اللجوء لاحتضان الطفل بقوة 

قد يحتاج الطفل في لحظة الإنهيار العصبي إلى تلك اليد الحنون والحضن الذي يحتضنه بهدوء وحب لكي يشعره بالأمان والهدوء وأنه ما زال يهتم لأمره ، فهذا التصرف من قبل الأهل يساعد الطفل على الشعور بالاسترخاء ويهدأ أيضا من روعة الطفل ، وهنا يجب الإنتباه الجيد عند القيام بحضن الطفل ، بمعني ألا تقومي بشده بقسوة لأنه قد يتوقع منك الضربويصاب بالذعر والخوف ، لكن إقتربي من الطفل بابتسامة خفيفة وإحتضنيه بحب مع عبارات إيجابية كأنت حبييبي ، ما بك يا طفلي ، فلمسة الحنان هنا تهدأ من الطفل .

3- إعطاء الطفل المساحة الكافية للخروج من الموقف 

بعد تعرض الطفل إلى حالة الإنهيارات العصبية ، قد يقوم الطفل بشكل تلقائي بالهروب من  المكان الذي حدث فيه الموقف ، أو بالعودة إلى غرفته من أجل البقاء وحده وإستعادة هدوئه ، هنا اتركي الطفل يفعل هذا الأمر وأعطيه المساحة الكافية للتخلص من الإنهيار العصبي ، مع العلم أن الطفل أحياناً يشعر بالضغط الحسي وقد يكون بسبب بعض المثقلات التي يتعرض لها ولهذا يكون بحاجة لمساحة تجعله يعيد هدوئه ، وهناك بعض الإنهيارات عند الأطفال لا تأخذ الوقت الطويل ويعود الطفل طبيعي ، وهناك العكس ولكن هنا ينصح بمتابعة الأم بين الحين والأخر عن بعد لطفلها خوفاً من فعل شيء بنفسه .

4- محاولة التفريق بين نوبة الغضب والإنهيار العصبي 

من الضروري جداً عند تعرض طفلك لحالة من الإنهيار العصبي أن تلجأي للتفريق بين الغضب والإنهيار العصبي وقد يحدث ذلك من خلال القيام بتوجيه بعض الأسئلة لطفلك مثلك لماذا أنت بحالة من الجنون ماذا يزعجك ؟ إذاكان رد طفلك بأنه لا يرغب بهذا الشي مثلاً أو يريد مغادرة هذا المكان فهو هنا مصاب بحالة من الإنهيار العصبي ، مع العلم أن الطفل المصاب بالإنهيار العصبي لا يشعر ولا يكثرت لوجود الوالدين بعكس نوبات الغضب فيها الطفل يحرص على وجود الوالدين ، ولهذاهنا عند علم الأهل بما يعاني منه الطفل سيكون من السهل التصرف مع الانهيار العصبي للطفل .
 
ما هى الدوافع والأسباب التي تسبب الإنهيارات العصبية للأطفال

1- أسباب صحية لدى الطفل 

قد يتعرض الطفل إلى الشعور بالعصبية والغضب كنوع من الشكوى على ما يعانيه من مشاكل صحية وجسدية ، قد تكون مثلاً إصابته بمشاكل في الغدة الدرقية من خلال زيادة الإفراز أو قصوره ، وكذلك تعرض الطفل للإصابة بنقص الدم والحديد في الجسم ، التأخير في النوم أيضاً قد يكون بسبب مشاكل التبول اللارادي ، أو تأخير الطفل في الحديث ، كل تلك الأمور الصحية قد تجعل الطفل بحالة هشة لا يتقبل أي نوع من الحديث وخصوصاً إذا كان محمل بالإستهزاء عن صحته ومن هنا يبدأ الطفل بإظهار العصبية ولا شرط أن تكون من خلال الصراخ بل ممكن أن تحدث من خلال حركات يد الطفل وتصرفاته ، أومن خلال قيام الطفل بمص الإصابع وكذلك الهز بأكتافه .

2- أسباب أسرية وقد تكون خاصة بالأسرة نفسها 

بؤرة الطفل في التربية هى الأسرة دوماً ومتمثله في الأم والأب ، فهما يعتبران عمود الأساس والحنان عند الطفل ، وإذا كان الوالدين في المنزل يعانون من حالات الإكتئاب والقلق والتوتر فإن ذلك الأمر قد ينعكس على الطفل ، فضلاً عن وجود جو أسري يجعل الطفل مهيأ لإفراز العصبية والتوتر ، وهناك أيضاً مشاكل الوالدين من خلافات وصراعات يشاهدها الطفل قد تؤثر على حالته النفسية وتجعله بشكل غير لائق بإفراز العصبية من خلال البكاء المفرط مثلاً من أجل إرسال رسالة للوالدين بأنه هنا وموجود ولديه كيان .

3- الأسباب التربوية والخاصة بتربية الطفل 

تربية الطفل من قبل الوالدين والأسرة تلعب الدور الكبير في حياة الطفل النفسية والصحية ، حيث أن تربية الطفل على القيم والأخلاق وحسن التعامل والأسلوب يخلق طفل هادئ ومتفاهم ويستطيع التأقلم مع الأمور ينعكس بالإيجاب على شخصية الطفل ، لكن اللجوء إلى أسلوب التربية بالضرب والشتم والسب والتنمر والقسوة على الطفل في المنزل ، قد يخلق طفل عصبي لا يعجبه الأمر ، وقد نشاهد هذا الأمر في الكثير من البيوت من قبل الأمهات عندما تتبع أساليب تربوية مثل العقاب والضرب مع الطفل وبذات الوقت تستخدم مع أخيه أسلوب المدح والمكافأة ، فهذا الأمر للأسف يخلق بداخل الطفل نوع من الغيرة فضلاً عن أنه يجعله طفل متمرد يشتكي من أسلوب التربية والمعاملة وقد يظهر شكوته من خلال الصراخ والعصبية .

4- الأسباب النفسية الخاصة بالطفل 

الكثير من الأمهات تجعل دور الصحة النفسية وأهميتها في حياة وسلوك الطفل ، وتربية الطفل في جو نفسي تقوده المشاكل والخلافات والصراعات قد يجعل الطفل يعاني الكثير من الأمراض النفسية المتمثلة في الخوف من المستقبل ، والهروب من المشاكل من خلال العزلة والوحدة ، وكذلك الضرب الذي يحدث له من قبل الأهل قد يعرضه لمشاكل نفسية يكتمها الطفل بداخله يوماً بعد يوم ، حتى يأتي يوم وينفجر فيه كما البركان ، فيعبر عما بداخله من خوف وقلق وتوتر بالصراخ والنرفزة والعصبية ، وأحياناً يلجأ إلى البكاء الشديد من أقل وأتف الأمور التي لا تستحق البكاء ، أو توتر الطفل عند الجلوس بسبب أو دون سبب .

5- أسباب تعود للصراعات الزوجية 

قد يحملان الأب والأم السبب الأكبر في حالة طفلهما وما يتعرض له من مشاكل نفسية وصحية ، فحدوث الصراعات الزوجية بين الوالدين أمام طفلهما ، قد يجعل الطفل بأن نهاية العالم أصبحت أمام عينيه اليوم ،وخصوصاً عندما يصل الخلاف لحدوث الطلاق الغير مبرر، فهنا تضيق نظره الطفل ويرى بالفعل أن العالم لديه إنتهى رغم أن ذلك قد يكون العكس عند الوالدين ، فيبدأ الطفل يشعر بفقدانه للحنان والدفء من قبل الطرفين ، فيبدأ بتلك اللحظة بإظهار العصبية أمام الوالدين كنوع من التمرد والشكوى .
 
6- أسباب أخرى متنوعة 
 
أحياناً طريقة تقديم الطعام والوجبات الغذائية للطفل تجعله يلجأ إلى العصبية والنفوز ، وخصوصاً عند تقديم بعض الأكلات التي لا يحبذها الطفل ولا يرغب في تناولها ، وكذلك إستخدام أسلوب الفسحة مع الطفل إلى مكان لا يحبه قد يجعله يبدي رأيه بالرفض من خلال العصبية أو البكاء وربما أحيانا يلجأ لأسلوب التنطط ، وهناك أيضاً طريقة إختيار نظام اللبس فالطفل في مرحلة معينة يفضل أن يختار لوحده ألعابه ولبسه وأدواته ، وفي حال تم الإختيار من قبل الأهل وتم إستخدام أسلوب الإجبار مع الطفل ، فيلجأ إلى إظهار العصبية بشكل كبير من خلال الصراخ وتغييرات معالم الجسد والحركات .

بعض النصائح الواجب مراعاتها بالتعامل مع عصبية الطفل 

1- المحاولة قدر المستطاع بتحسين العلاقات الزوجية والأسرية داخل المنزل وأمام الطفل.

2- الإبتعاد عن المشاجرات والخلافات أمام الطفل ومحاولة إيجاد حل لها ونقاشها بعيداً .

3- تجنب المعاملة القاسية مع الطفل والإبتعاد عن اسلوب الضرب والشتم والقسوة مع الطفل

4- المحاولة قدر المستطاع بالإبتعاد عن أسلوب التمييز بين الأبناء داخل المنزل لأن ذلك قد يخلق الكثير من مشاعر الحقد والكراهية بين الأخوة .

5- اللجوء لإستخدام المدح للطفل أمام الأخرين ومحاولة الحديث أمام طفلك وعنه للأخرين بأسلوب جيد وجميل فهو يؤثر بشكل كلي على سلوك طفلك وشخصيته .
 
نصائح أخرى واجب مراعاتها بالتعامل مع عصبية الطفل 

1- إستخدام طريقة المكافأت مع الطفل ، فعندما يقوم بانجاز عمل ما قومي بمكافأته من خلال فسحة أو زيارة لأحد أصدقائه ، وكذلك إذا قام بالإستماع إلى ما تقولينه وتنفيذه بشكل هادي قومي بمكافأته ، فالمكافأة تشجع بتعديل سلوك الطفل .

2- نشر روح المحبة والألفة ، والتأكيد على أهمية نشر روح التسامح والألفة بين أهل البيت ، وإتباع الأساليب التربوية السليمة والمليئة بالمحبة عند تربية الطفل ، لأنها بكل تأكيد تعكس على سلوك وشخصية الطفل .

3- الإهتمام الجيد بنظام التغذية الصحية لدي الطفل ، فالتغذية لها دور كبير على سلوك الطفل من خلال تقديم الأكلات التي يرغب بها طفلك ، وكذلك توفير له الألعاب والأنشطة والأفلام التي يرغب في متابعتها ومشاهدتها ، فكل تلك الأمور تغيير من شخصية الطفل .

4- اللجوء لإستخدام رواية القصص والحكواتي مع الأطفال من أروع الأساليب التي تساعد على تغيير شخصية الطفل وتجعله شخص هادئ ومسالم ، ويفضل دوماً برواية القصة إختيار حكاية قريبة من تغيير سلوك الطفل وتقوم الأم بروايتها ويا حبذا لو قربت اسم البطل من أسم طفلها وحاولت تغيير السلوك ، فذلك يلعب دور كبير حيث أن الطفل يبدأ بالتخيل بأنه هو البطل ويبدأ يتغيير بشكل خيالي ومندمج مع القصة .
 
في الختام أسال الله التوفيق لي ولكم جميعاً 
 
إقرأ المزيد 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...