حرق الأحزان

 

أسعد الله مساكم بكل خير

أسال الله السعادة وراحة البال لكم

زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معاً )

موضوعي اليوم بعنوان (حرق الأحزان )

نعيش بتلك الحياة ونتعرض فيها للكثير من التحديات والصعوبات التي تعرقل مسيرة الحياة سواء الخاصة أو العامة ، حتى أنها أحياناً قد تقضي على حياتناً بالكامل إذا تركناً لها أنفسناً وأرواحناً وإستسلمناً لتلك الصعوبات والتحديات والأحزان ، ومن المحتمل أنها تجعلناً أناس ميتون كجسد بلا روح وحياة ، تلاطم بناً متى أرادت ، وكيف شاءت كأنها بالفعل تنتهز فرصة أنناً عاجزون وغير قادرون على السيطرة على أوجاعناً وأحزاناً .

فتتخذ من تلك الأحزان سلماً لصعوده على دقات قلوبناً بكل بطيء من أجل تدمير ذات الكيان البشري بكل أريحة وبدون أي عقوبات بما أن ذلك الكيان إستسلم لتلك الأحزان وأصبح أسير داخل سجونها المعتمة ، وأصبحت عيونه كما نور شمعه تداري نورها يوماً بعد يوم لكن في النهاية تحرق نفسها وتنتهي ، ومن هنا تصبح الحياة قاتمة ، باهته ، سيئة ، لا نرى فيها أي نور آخر غير عتمة الظلام والأحزان التي إمتلكت القلب والروح .

لكن لو فكرناً قليلاً بعد حرق أنفسناً ماذا سيحل بناً ؟ وهل هذا الحزن العقيم الذي يأكل من أرواحناً وحياتناً سيأتي عليناً بالفائدة أم أنه فقط سيجعلناً أجساد بلا أرواح ، لماذا دائماً عند المواقف الحزينة والتحديات لا نلجأ إلا للدموع والصمت والأحزان وجعل القلب يتأكل يوماً بعد يوم من كثيرة الآلام ، لماذا لا نلقي الضوء ونسلطه على المواقف والإشارات المفرحة الموجودة بحياتناً وأخذ منها شعلة ضوء للوقوف والتحدي والصمود أمام تلك الأحزان العيمقة التي لا تجلب لنا إلا الدمار سواء دمار نفسي وجسدي أم دمار للقلب والحياة .

ماذا لو فكرناً بحرق تلك الأحزان والخروج من هذا السجن المعتم داخل أرواحناً، قبل أن تحرق أرواحناً وتقضي على حياتناً المضيئة بالكامل ، أنا أعرف جيداً أن الأحزان عندما تدق أبواب قلوبناً قد تتكالب عليناً كما الجبال ، سواء إذا فقدنا عزيز وغالي سيطر الحزن على قلوبناً وإستعمرها بالكامل ومن المحتمل أن يقضي عليها ، وأحياناً آخري نفارق من نحب وقد يوم عليناً يوماً تفتح فيه الذكريات الأليمة والمفرحة على مصراعيها ، ولف الحزن حباله السوداء على رقابناً وكاد يخنقناً، ومواقف كثيرة بتلك الحياة تأخذناً إلى الأحزان .

الأحزان القاتلة وسجونها التي تجعلناً أسرى مقيدي النبض والروح وقد تقتلناً كل يوم ، عندما نكتمها بداخلناً ، قد يلجأ البعض مناً إلى إخراجها بالدموع لكنها حتماً ستبقى رهينة بين نبضات ودقات القلب ، وقد يلجأ الأخر إلى الصمت الذي يجعلناً نتراكم كما بركان متأجج ينتظر لحظة الإنفجار ليدمر نفسه قبل غيره ، لكن ماذا لو فكرناً بلحظة الحزن أن نحرق ذلك الحزن وإلى الأبد من حياتناً .

نعم نحرق الحزن ، وذلك من خلال إطفاء الأنوار داخل الغرفة وإشعال شمعة ونقوم بأخذ قلم أسود وعلى ضوء تلك الشمعة المضيئة نكتب ، ونكتب على ورق أبيض كل ذكرى أليمة مرت عليناً ، قد نكتب عن الظلم وعن من ظلمناً بتلك الحياة القاسية ، قد نكتب عن القهر الذي تعرضناً له من الأحباب والأصدقاء والأغراب ، قد نكتب عن المشاكل التي تواجهناً بحياتناً اليومية ، قد نكتب عن كل الآلام التي تسكن بين الضلوع وتئن لها القلوب بكل لحظة من اللحظات ، لعلناً بذلك الورق الأبيض والكتابة نفتح كل أبواب الحزن وعلى مصراعيها لنسكبها حبراً على الورق الأبيض .

قد تطيل مدة الكتابة وقد تكثر الأوراق ، وقد تتبل الأوراق بالدموع والآهات ، لكن عليناً أن لا نهتم لأننا بتلك اللحظة سكبناً أحزانناً على ذلك الورق النقي الصافي ، وبنفس لحظة الهدوء والصمت التي لجأت إليها بلاحظة الكتابة إبدأ بحرق تلك الأوراق واحدة تلو الأخرى وأنت تنظر لها وتحدق بتلك الأحزان التي تحرق أمامك وردد بصوت عالى أنا أحرق أحزاني ، أحزاني إحترقت كلها ، وخذ نفس عميق وإهمس أنا الآن إنسان سعيد أنا حرقت الأحزان ، فأنا إنسان جديد ، فحتماً ستشعر بالراحة الأبدية ، وتشعر أن الحياة أصبحت مختلفة وكأنها وردة جورية متفتحة أمامك بأوراقها الجميلة ورائحتها الزكية التي تتنفسها بعمق شديد وكانها تتنفس الحياة وتعشقها من جديد .

بإنتظار آرائكم وتعليقاتكم 

eman ahmaed

الاسم المستعار : همس الاحباب 

 

تحياتي