الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

لا أشعر بشيء

 


أسعد الله مساكم بكل خير 

وأسال الله أن تكونوا بخير
زوار ومتابعي مدونة أناقة فكر (لنقرأ معا)
موضوع اليوم بعنوان (لا أشعر بشيء)

قابلت ذات يوما شابا في مقتبل العمر ،لكن إذا نظرت إلى ملامحه وجدتها ملامح رجل كاهل أتعبته الحياة كثيرا ، كأنه عاش دهرا من العمر ،،،، !! ويريد أن يلجأ إلى الهدوء والراحة بعيدا عن ضوضاء البشر ،وإكتفى من تلك الحياة الغامضة ، حقيقة لفت نظري ما هو عليه اليوم ،وأردت أن أعرف ما به ؟وما هى حكايته الغامضة ، ولماذا يبدو عليه ملامح الكهول ، فاقترتب منه وحادتثه .

فبدأ يتحدث بكل جنون ، وكان أول حديثه أنا لم أعد كما أنا ... فأنا لا أشعر بشيء ..!! لا أغبط أحداً على أي شيء،
يرقصون في قاعات الأفراح فأتساءل: ما جدوى كل هذا؟
ويبكون في هذه القاعات ،حين يتبادلون التعازي والكلام المعلب الذي لا يرقى مفعوله إلى مستوى لصقة جراح ،،،!!
لذلك لا أحضر هذه المناسبات التي أشعر فيها ، أنني لست سوى رجل آلي.

ولا أفكر أن أفتح حالات أصدقائي في الواتس ، فهذا لا يعنيني، وليس لديّ فضول لسؤال أي شخص عن قصده في نصه الأخير ،،،!! أو سؤاله عن تاريخ التقاط الصورة الشخصية بصفحته.

أحيانا ! أسمع المطر من غرفتي ولا اكلف نفسي بالاقتراب من نافذة غرفتي لرؤيته ،لأنه مطر فقط يهطل من ملايين السنين بنفس الوضعية دون أي جديد يحل عليه ،،! سوى تساقط سقوف منازلنا في الأسبوعين الماضيين.

أنزل إلى حديقتي الصغيرة كل يوم لأتفقد الجوافة، وأعد ثمارها الخمس عشرة، وأراقب نموها كل يوم،، ! ولا أتفقد سيارتي الواقفة في الشارع منذ شهر بسبب انعدام الغاز.

التفاصيل الصغيرة تسترعي انتباهي أكثر من أي شيء.. لا أصنع من الحبة قبة ، تهمني الحبة أكثر من القبة، بإمكاني أن أتنازل عن أي شيء أراه ، مقابل كلمة تأتي في وقتها ، وبإمكاني التمسك بالحبة والتضحية بالقبة وبرأسي أيضا.

لا أسأل ماهو اليوم ؟! ولا كم الساعة ؟؟!! أحب أن أعيش خارج التقويم ، أستمتع جدا ، بأن اليوم مر دون أن أعرف إن كان خميساً أو ثلاثاء..

حتى تاريخ ميلادي ،، لم يكن لديّ فضول لأن أعرفه، رغم أنه مكتوب في غلاف المصحف الكبير ،، المعلق في صدر المجلس ، كنت مستمتعاً بكون التاريخ قريباً مني دون أن يدفعني شيء لمعرفته.

تغريني ،، ! دائما البطاطا المسلوقة أكثر من اللحمة وأتابع في يوتيوب مسلسل "بيل وسيباستيان"،  و"فلونة"  أكثر من متابعتي للأفلام الحائزة على الأوسكار .

لماذا أكذب؟

أنا ،،، ! لا أتابع هذه الافلام المزيفة الحاصلة على جوائز ، قد أشاهد الفيلم دون أن أهتم بمعرفة تقييمه، ولا يهمني اسم المخرج نهائي،فإن لم يكن جيدا في الخمس الدقائق الأولى فإني أرسله إلى سلة المهملات.

أشعر ، حياتي هادئة جدا كمطب كبير  ليس فيها ما يغري بالاكتشاف،أحب الرتابة جداً كالبقاء في البيت لثلاثة أيام متواصلة ، كسماع اغنية واحدة طوال اليوم، كأني أحاول مشاهدة اللحن في مخيلة الأوتار ، والدخول والتعمق إلى بطن الشاعر.

أتدري ،، ! ليس لديّ صور في طفولتي فلم أكن وسيماً بما يكفي لامتلاك ألبوم صور  ، فكانت الصورة المدرسية هي الإجبارية، وكنت أقترب كثيراً من القنديل الكبير وبجانبه مظلة فضية ،، ليبدو البياض أكثر في الصورة ، رغم ظهور الخدوش التي تملأ وجهي ،، وأنا أحدق إلى أصبع المصور لأركز عيني عليها.

حقيقة لقد ،! لفتت نظري ذات يوم مرقة "ماجي" أكثر من الثور الذي ذبحوه في شارعنا ، وبقي دمه متجلطاً أمامي مثل الجيلي الذي توقفت عن أكله ذات يوم ، كي لا يمتلئ فمي بدم الثور.

فأنا ،، !! يا سيدتي أحتاج أن أتوقف عن هذه الثرثرة كي لا تتحول أصبعي إلى طبشورة .

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشعور الخفى

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، الحب .. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا عن فرصتة المنتظرة ليداعب الأحساس وي...